"البامبرز" التُركي والتلاعب بالمشاعر الفلسطينية : انتخابات الهيئات المحلية ستجري وفق قانون "ليس حُبا في معاوية" ..

"البامبرز" التُركي والتلاعب بالمشاعر الفلسطينية : انتخابات الهيئات المحلية ستجري وفق قانون "ليس حُبا في معاوية" ..
كتب غازي مرتجى

*
لم أُعجب بصورة الدكتور يوسف ابراهيم وكيل وزارة شؤون غزة الاجتماعية وهو يحمل مجموعة من العرائس -ألعاب الأطفال- التي وصلت مدينة غزة كمساعدات من تركيا عقب توقيع الأخيرة اتفاقاً (مهماً لها) مع إسرائيل .

لقد تلاعب السُلطان أردوغان بالمشاعر الفلسطينية منذ عامين حيث شعر البعض أن أردوغان هو من سيُحرر فلسطين , وشرّفته ساحة السرايا برفع صورته كأحد المُنتظرين لتحرير القدس .. فما جمعنا سوى الألعاب والبامبرز .

الزميل مُحسن الافرنجي كان أكثر وضوحاً عندما طالب تركيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني واعتبر أنّ هذه المساعدات تُعتبر عدم احترام لمشاعر الشعب الصامد المُحاصر .

لقد شكّلت "حمولة" المساعدات التركية انتكاسة للصورة النمطية عن تركيا التي أقامت لها الفعاليات الشعبية مسيرات تضامنية وجولات مكوكية للتضامن مع ضحايا مرمرة فانتفض أردوغان بعد انتقاد مُنظمي القافلة المغدورة اسرائيلياً وسألهم "هل استئذنتم قبل أن تُبحروا لغزة ؟" .

لقد بالغ البعض بإمكانية تضحية تُركيا بطموحاتها في المنطقة وانفتاحها على أوروبا ومسؤولياتها في حلف الناتو مقابل فك حصار غزة , لم يكُن القاريء للتوازن الدولي مُتفاجئاً من الاتفاق التركي الاسرائيلي الذي حقّق لتركيا (كدولة) انجازات هامة وأسّس لكونها دولة محورية وهامة , وبالطبع استُغلت قضية قطاع غزة  بأسوأ الطُرق وتمكنّت تركيا من دخول ملعب (الكبار) من خلال اللعب على وتر الإخوان المسلمين والعاطفة الشعبية مع الخطابات المُلتهبة .

لا نلوم تُركيا بقدر ما يجب ان نلوم أنفسنا , ولا غرابة في "الصدمة" الواضحة لدى قيادات حماس بالتصرف التركي والاتفاق مع اسرائيل , ولا شكّ أن عدم اتصال هنية بأردوغان في عيد الفطر كما جرت العادة في المناسبات هي رسالة واضحة المعالم على الاعتراض الحمساوي على التلاعب التركي بالمشاعر الفلسطينية والحمساوية على وجه الخصوص .

عودة إلى صورة "إبراهيم" التي يُمكن اعتبارها رسالة صامتة منه كشخصية اعتبارية استهزاءاً بـ"طامة" البامبرز والعرائس وليست صورة شُكر وتقدير كما جرت العادة .

**

في الحديث عن انتخابات الهيئات المحلية والتي أقرّت موعدها الحكومة في أكتوبر المقبل , فإن التصريحات الصادرة عن حركة خماس لم تفصل حتى تاريخه إمكانية موافقة حماس (المسؤول الحقيقي في غزة) على عقد الانتخابات في القطاع - حركة فتح من جهتها رحّبت بعقد الانتخابات الا انها لم تكن واضحة التأكيد على إمكانية عقدها في الضفة دون غزة ووصف البعض إمكانية تحقق هذا السيناريو بأنّه كالطبيخ دون ملح .

لستُ من مؤيدي عقد الانتخابات في الضفة دون غزة أو حتى في الضفة وغزة دون القدس - بقدر أهمية تلك الانتخابات كإجراء خدماتي للمواطنين فإنّ الرسالة السياسية من خلف عقد هذه الانتخابات أكبر من كونها خدماتية بحتة .

لنكن أكثر صراحة ففتح في غزة لن تكون جاهزة لخوض الانتخابات إلا من مُنطلق "ليس حُباً في فتح ولكن كُرها لحماس" وكذا حماس في الضفة لن تكون جاهزة لخوض تلك الانتخابات إلا انطلاقا من نفس القانون "كرهاً بفتح لا حُباً بحماس".

ستُشكل الانتخابات ان تمّت في كل ما تبقى من الوطن نافذة مُهمة للشخصيات المستقلة والتكنوقراط لنعرف مدى حجم القناعات الشعبية والجماهيرية بنظام التكنوقراط  المُستحدث , وقد شاهدنا مؤخراً بدء استزلام بعض "التكنوقراط" السابقين عبر الفيسبوك وغيره .


صورة يوسف ابراهيم