عودة زمن أبو الغيط وتصريحات الأهطل ..

عودة زمن أبو الغيط وتصريحات الأهطل ..
كتب غازي مرتجى

*
عاد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري زمن حسني مبارك ليتولى الأمانة العامة للجامعة العربية - تعيين أبو الغيط يُعيد الاقليم والوضع العربي إلى سنوات عشر سابقة .
لقد أثبتت المجازر الحاصلة منذ بدء ما يُسمى "الربيع العربي" أنّ هذا المخطط فشل -عربياً- ونجح غربياً وأمريكياً وبالطبع إسرائيلياً حيث باتت الدول العربية أكثر تفككا من جهة وأوضح تطبيعاً مع الدولة المنبوذة .
عودة أبو الغيط إلى الأمانة العامة لن تمر بشكل "سلس" بل سيعمل من هدّد حماس بقطع يدها على تأكيد أن زمنه الجميل قد عاد , وبالطبع لن يترك بعض الدول العربية التي "خانت" مصر بحالها .
عودة زمن "أبو الغيط" ليحكم الدول العربية مؤشر واضح على النوايا السعودية - المصرية لفرض الاستقرار في الدول العربية وإعادة الاعتبار لمنصب الأمين العام الذي ما إن تركه عمرو موسى فأحدث فراغاً واسعاً ربما لعدم خبرة من تلاه (العربي) في معرفة الشؤون العربية الداخلية .
وزير الخارجية المصري الأسبق سيفتح الباب على مصراعيه لعودة تأثير الجامعة العربية (قدر المُستطاع) وبالتأكيد سيُحاول إثبات أن زمن القادة القُدامى هو الأفضل كما توصّل إلى ذلك في كتابه "شهادتي" الذي لخّص الوضع المصري - العربي في زمن توليه وزارة الخارجية .
لو أراد أمين عام جامعة الدول العربية الولوج إلى الملف الفلسطيني من بابه الأوسع فعليه بداية بـ"المصالحة" قبل الحديث عن مبادرة فرنسية أو جُهد دولي اقليمي للتوجه لمجلس الأمن .. فقد أثبتت التجربة أن الشعوب المنقسمة لا تستحق الحياة ..

**
عاد الأهطل ليبرمان ليُهدد قطاع غزة في حال استمرّت العمليات الفدائية في الضفة - ولم يترك "موردخاي" فرصة لأي سبب آخر يقف خلف تلك العمليات سوى تصريحات القيادي سلطان أبو العينين .. لم يدُر بخلد "موردخاي" أن كل الشعب الفلسطيني وبعض الاسرائيلي أيضاً يتفهّم العمليات الفدائية من مُنطلق استمرار الحصار الاسرائيلي والضغط على المواطن الفلسطيني وكذا استمرار الاستيطان والتعديات على الحقوق الفلسطينية .
التباهي بتسهيلات قدمها الجيش الاسرائيلي للفلسطينيين في رمضان وعيد الفطر مرفوض , فهذه حقوق واجبة صادرها الاحتلال وخفّف بعض منها خلال الشهر الكريم .. فللمواطن الفلسطيني الحق بالتحرك بين شطري بقايا الوطن كما له الحق الكامل بالتوجه للمسجد الأقصى .. الحواجز كبيت حانون وقلنديا والمرور عبرها لا يُعتبر تسهيلات فهي حواجز مرفوضة وتتبع قوة احتلال .
استمرار التطرف الاسرائيلي في الحكومة اليمينية لن يقود إلى صلاح الحال أو وقف العمليات الفدائية وإنما سيؤدي إلى مزيد من اليأس بالمستقبل والكُفر بإمكانية تحقيق سلام عادل وشامل , وهذا يتطلب قرارا جريئاً بالانسحاب من كل مستوطنات الضفة والافراج عن كافة الأسرى لتبدأ بعدها عملية تفاوض تُفضي الى تحقيق حل الدولتين .
وفاة حل الدولتين يعني العودة الى النقطة صفر وإعادة الأوضاع على ما  كانت عليه قبل اوسلو تُكلف الاحتلال كثيراً .. واللعب على وتر "بديل الرئيس" لن يؤدي الى استقرار الأوضاع بل سيُفجّر الفلسطينيون غضبهم الداخلي بوجه الاحتلال ولن يخسروا مظاهر دولتهم التي باتت جاهزة فور انسحاب آخر جندي مُحتل ..