"أصوات من طوباس" لـ "الإعلام" بيت أخضر في مدينة الضياء...
رام الله - دنيا الوطن
واكبت الحلقة (44) من سلسلة "أصوات منطوباس"، التي تنظمها وزارة الإعلام في طوباس والأغوار الشمالية حكاية المربيةالمتقاعدة منتهى عبد الله أبو محسن وببيت عائلتها المطوّق بالورود والأشجار في قلبطوباس، حتى صار مضربًا للمثل في مدينتها.
وترعى أبو محسن التي ولدت عام 1955 تجربة أختها ختام،التي حوّلت منزل الأسرة إلى بيت تلوّن عشرات الأزهار كل ركن فيه، وتمنحه لقب"البيت الأخضر"، فيما توزع صاحبته إرشادات حول مواعيد الري، ولا تبخل فيمنح الفسائل للراغبين في زراعتها.
تروي: بعد وفاة شقيقتي عام 2011 شعرت بحزن شديد، فقدكانت قريبة من الأزهار، ومع انتهاء بيت العزاء، رحت أراقب الحديقة، وأحسست بأنهاتتألم لغياب ختام، فقد كانت تمضي غالبية نهارها في الزراعة والري والتقليم وإزالة الأوراقالجافة وغرس المزيد من الفسائل.
حدائق عطرة
وبحسب الراوية، فإنها تفرغت لرعاية الأزهار التيبدأت أختها بغرسها قبل أكثر من أربعين سنة، وأصبحت اليوم خبيرةبالورود وما تتطلبه من عناية واهتمام يومي، ولا تستطيع أن تغيب عنها.
تضيف: لدينا اليوم أكثر من 40 نوعًا ينتشر في كل زاويةببيتنا، وفي كل موسم أضيف للحديقة المزيد، وأخذت أصنع أوعية الزراعة من البلاستيكوالأواني التي تذهب عادة إلى مكبات النفايات، وفي كل أرجاء منزلنا ما يسعد النظر ويريحالنفس.
وتلوّن مدخل البيت أزهار الخبيرة المخملية، والزعمطوط، والزيزفونة،وتتشابك في ساحة داخلية نباتات ليلة القدر، والخنشار، والريحان، والمكحلة،والذهبية، والفضية، والسجاد، والدفلة. وتشغل الحديقة الخلفية للمنزل فسائلالميرمية، والنعناع، وغيرها. أما الممرات الجانبية فمزروعة بشجرة زيتون تتجاوزالمئة عام، والإسكدنيا والبرتقال.
أسرار ورعاية
تتابع أبو محسن، التي أنهت درستها عام 1973: حين تجلس معالورد فإنك تفرغ طاقتك السلبية كلها، وتعيش في جو جميل بكل حواسك. وشخصيًا لاأستطيع أن ابتعد عن بيتي، وأشعر بالضيق إذا أجبرت على الخروج من المنزل، فالورودتعطيك السر للتأمل.
ووفق الراوية، التي عملت مدرسة تاريخ وجغرافيا طوال 36سنة، فإنها إذا شاهدت زهرة تذبل من العطش في الصيف، فإنها تسرع لسقايتها أولاً قبلأن تشرب، مهما كانت في حاجة إلى الماء.
توالي: يبدأ نهاري صباحًا بتفقد الأزهار، فأجمع أولاًالأوراق المصفرة والمتساقطة، ثم أزيل الغبار عن الأوراق، وأسقيها في المساء أوالصباح الباكر، وبين الفترة والأخرى أضيف للحديقة المزيد من الأزهار، ولا أحب مشاهدة زوايا فارغة منها. وأحب كثيرًا نبتة الخنشارةالتي زرعتها أختى ختام.
حرية وألوان
تحتاج حديقة أبو محسن إلى نحو 20 متر مكعب من المياه كلشهر، وتتطلب من حارستها ملاحقة الأشكال الجديدة من أوعية الأزهار، فيما لا تتوقفعن إدخال تعديلات عليها، كالزراعة المعلقة، والزرعة دون تربة، ولا تفرط بأي وردة،وإذا ما جفت إحداها تحزن عليها.
تزيد: أضفنا للحديقة نباتات برية مثل الفيجين وعصاالراعي، ونزرع عدة أصناف وألوان من النبتة نفسها، ولا نحبذ النباتات التي تحتويعلى أشواك كالورد الجوري، وغرس والدي نبتة غريبة قبل رحيله، وصارت اليوم شجرة ضخمةفي مدخل بيتنا. ونشعر في هذا الصيف بالحر الشديد، فكميات المياه المطلوبة صارت فيازدياد، وبعض النباتات أصبحت تجف أو تصّفر.
تنهي أبو محسن: الأزهار عالم جميل، والبيوت دون ورود لاتصلح للعيش، وسيشعر من يسكنها بشيء ثقيل يهبط على صدره، أما من يُكحل عينه بوردة فيالصباح والمساء، أو يشم رائحة عطرة كل لحظة في بيته وجنته الصغيرة، فسيشعر بأنه كالطائرالحر، الذي يحلق في السماء، ولا يوقفه شيء عن الوصول إلى أي جهة يريدها.
بيئة وحياة
بدوره أشار منسق وزارة الإعلام في طوباس والأغوارالشمالية عبد الباسط خلف إلى أن السلسلة التي تستعد لاختتام عامها الرابع، منحتجزءًا من مساحتها للحديث عن الشأن البيئي في المحافظة، عبر طرق باب المياهالمنهوبة في الأغوار الشمالية، والعطش الذي يطارد المواطنين ويهدد الحقول وقطعاالماشية، ورافقت مدرسة بنات طوباس الثانوية التي حولتها مديرتها نائلة مدارسيلواحة أزهار، وتتبعت سيرة المدرسة الخضراءفي بلدة عقابا التي شقت طريقها لتكون الأولى من نوعها في فلسطين، وعرضت تجاربمدرسية لفحص مياه الباذان الملوثة، وتوقفت عن تجربة الروضة الصديقة للبيئة للجمعيةالخيرية ومركز التعليم البيئي في عامها الرابع.
وأضاف: ستطلق الوزارة بالشراكة مع جمعية طوباس الخيرية ومركز التعليمالبيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، في تموز القادمالمخيم الصيفي الإعلامي البيئي الخامس ( صحافيات صغيرات)، والذي خرّج خلال أربع سنوات عشرات الزهرات ومنحهن مفاهيمومهارات إعلامية وبيئية، بجوار إنتاج فيلم قصير ومقابلات حول حال طوباس البيئي.
واكبت الحلقة (44) من سلسلة "أصوات منطوباس"، التي تنظمها وزارة الإعلام في طوباس والأغوار الشمالية حكاية المربيةالمتقاعدة منتهى عبد الله أبو محسن وببيت عائلتها المطوّق بالورود والأشجار في قلبطوباس، حتى صار مضربًا للمثل في مدينتها.
وترعى أبو محسن التي ولدت عام 1955 تجربة أختها ختام،التي حوّلت منزل الأسرة إلى بيت تلوّن عشرات الأزهار كل ركن فيه، وتمنحه لقب"البيت الأخضر"، فيما توزع صاحبته إرشادات حول مواعيد الري، ولا تبخل فيمنح الفسائل للراغبين في زراعتها.
تروي: بعد وفاة شقيقتي عام 2011 شعرت بحزن شديد، فقدكانت قريبة من الأزهار، ومع انتهاء بيت العزاء، رحت أراقب الحديقة، وأحسست بأنهاتتألم لغياب ختام، فقد كانت تمضي غالبية نهارها في الزراعة والري والتقليم وإزالة الأوراقالجافة وغرس المزيد من الفسائل.
حدائق عطرة
وبحسب الراوية، فإنها تفرغت لرعاية الأزهار التيبدأت أختها بغرسها قبل أكثر من أربعين سنة، وأصبحت اليوم خبيرةبالورود وما تتطلبه من عناية واهتمام يومي، ولا تستطيع أن تغيب عنها.
تضيف: لدينا اليوم أكثر من 40 نوعًا ينتشر في كل زاويةببيتنا، وفي كل موسم أضيف للحديقة المزيد، وأخذت أصنع أوعية الزراعة من البلاستيكوالأواني التي تذهب عادة إلى مكبات النفايات، وفي كل أرجاء منزلنا ما يسعد النظر ويريحالنفس.
وتلوّن مدخل البيت أزهار الخبيرة المخملية، والزعمطوط، والزيزفونة،وتتشابك في ساحة داخلية نباتات ليلة القدر، والخنشار، والريحان، والمكحلة،والذهبية، والفضية، والسجاد، والدفلة. وتشغل الحديقة الخلفية للمنزل فسائلالميرمية، والنعناع، وغيرها. أما الممرات الجانبية فمزروعة بشجرة زيتون تتجاوزالمئة عام، والإسكدنيا والبرتقال.
أسرار ورعاية
تتابع أبو محسن، التي أنهت درستها عام 1973: حين تجلس معالورد فإنك تفرغ طاقتك السلبية كلها، وتعيش في جو جميل بكل حواسك. وشخصيًا لاأستطيع أن ابتعد عن بيتي، وأشعر بالضيق إذا أجبرت على الخروج من المنزل، فالورودتعطيك السر للتأمل.
ووفق الراوية، التي عملت مدرسة تاريخ وجغرافيا طوال 36سنة، فإنها إذا شاهدت زهرة تذبل من العطش في الصيف، فإنها تسرع لسقايتها أولاً قبلأن تشرب، مهما كانت في حاجة إلى الماء.
توالي: يبدأ نهاري صباحًا بتفقد الأزهار، فأجمع أولاًالأوراق المصفرة والمتساقطة، ثم أزيل الغبار عن الأوراق، وأسقيها في المساء أوالصباح الباكر، وبين الفترة والأخرى أضيف للحديقة المزيد من الأزهار، ولا أحب مشاهدة زوايا فارغة منها. وأحب كثيرًا نبتة الخنشارةالتي زرعتها أختى ختام.
حرية وألوان
تحتاج حديقة أبو محسن إلى نحو 20 متر مكعب من المياه كلشهر، وتتطلب من حارستها ملاحقة الأشكال الجديدة من أوعية الأزهار، فيما لا تتوقفعن إدخال تعديلات عليها، كالزراعة المعلقة، والزرعة دون تربة، ولا تفرط بأي وردة،وإذا ما جفت إحداها تحزن عليها.
تزيد: أضفنا للحديقة نباتات برية مثل الفيجين وعصاالراعي، ونزرع عدة أصناف وألوان من النبتة نفسها، ولا نحبذ النباتات التي تحتويعلى أشواك كالورد الجوري، وغرس والدي نبتة غريبة قبل رحيله، وصارت اليوم شجرة ضخمةفي مدخل بيتنا. ونشعر في هذا الصيف بالحر الشديد، فكميات المياه المطلوبة صارت فيازدياد، وبعض النباتات أصبحت تجف أو تصّفر.
تنهي أبو محسن: الأزهار عالم جميل، والبيوت دون ورود لاتصلح للعيش، وسيشعر من يسكنها بشيء ثقيل يهبط على صدره، أما من يُكحل عينه بوردة فيالصباح والمساء، أو يشم رائحة عطرة كل لحظة في بيته وجنته الصغيرة، فسيشعر بأنه كالطائرالحر، الذي يحلق في السماء، ولا يوقفه شيء عن الوصول إلى أي جهة يريدها.
بيئة وحياة
بدوره أشار منسق وزارة الإعلام في طوباس والأغوارالشمالية عبد الباسط خلف إلى أن السلسلة التي تستعد لاختتام عامها الرابع، منحتجزءًا من مساحتها للحديث عن الشأن البيئي في المحافظة، عبر طرق باب المياهالمنهوبة في الأغوار الشمالية، والعطش الذي يطارد المواطنين ويهدد الحقول وقطعاالماشية، ورافقت مدرسة بنات طوباس الثانوية التي حولتها مديرتها نائلة مدارسيلواحة أزهار، وتتبعت سيرة المدرسة الخضراءفي بلدة عقابا التي شقت طريقها لتكون الأولى من نوعها في فلسطين، وعرضت تجاربمدرسية لفحص مياه الباذان الملوثة، وتوقفت عن تجربة الروضة الصديقة للبيئة للجمعيةالخيرية ومركز التعليم البيئي في عامها الرابع.
وأضاف: ستطلق الوزارة بالشراكة مع جمعية طوباس الخيرية ومركز التعليمالبيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، في تموز القادمالمخيم الصيفي الإعلامي البيئي الخامس ( صحافيات صغيرات)، والذي خرّج خلال أربع سنوات عشرات الزهرات ومنحهن مفاهيمومهارات إعلامية وبيئية، بجوار إنتاج فيلم قصير ومقابلات حول حال طوباس البيئي.