فنانون وشعراء وأكاديميون يتفاعلون مع حدث وفاة "أسطورة الملاكمة" ويعبرون عن مشاعرهم

رام الله - دنيا الوطن
سجل أكاديميون وفنانون وشعراء سعوديون مشاعرهم وحزنهم على رحيل أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي، وتفاعلت مجاميع شعبية من الشباب السعودي مع حدث الرحيل في هاشتاق #محمد_علي_كلاي، وتفاعل الكثير مع لوحة فنية من أعمال الشاعر والفنان منير النمر، إذ انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحد كبير.

واللوحة التي نشرها النمر يوم وفاته تم العمل عليها مدة أسبوعين في أيام اشتداد مرض محمد البالغ 74 عاما، وعن اللوحة قالت امتثال أبو السعود كاتبة وناشطة اجتماعية: "إن القدر كان سباقا وحال دون وصول لوحة الفنان الإعلامي منير النمر لصاحبها". وتابع "إنها لوحة رائعة لأسطورة الملاكمة". وشدد النمر على أن اللوحة تأتي تكريما لكلاي على مواقفه الإنسانية التي تعدت لعبة الملاكمة، فصنعت تاريخا.

وذكر د. عبدالوهاب بن سعيد القحطاني في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بأن محمد علي كلاي لم يكن الملاكم رحمه الله مجرد ملاكم، بل كان ولا يزال اعظم ملاكم عرفه
العالم، فقد قال عن نفسه بثقة "انا العظيم" ويقصد بذلك العظيم في الملاكمة.

عرفنا محمد علي كلاي منذ بداية الستينات وزاد تعلقنا به بعد اعتناقه للاسلام ورفضه قرار التجنيد للحاق بالجنود الأمريكيين المحاربين في فيتنام، وذلك من منطلق ديني لأنه راى أن قتل الأبرياء الفيتناميين لا تقره الشريعة الإسلامية.

وتابع "كان يرقص في الحلبة وينقض على منافسه بشراسة ويطرحه أرضا في جولات مبكرة مع اصوات مشجعيه ومحبيه حول حلبة الملاكمة. وما اروعه في تسديد الضربات القاضية على منافسيه. 

كنا نلصق بشاشات التلفاز صغارا وكباراً لمشاهدة محمد علي كلاي وكأنه احدنا. وكنا نصرخ ونحزن ونسعد وفي احيان كثيرة إكتئبنا عندما هزمه منفسوه، خاصة مباراته مه جو فريزر الذي كان يصغره بالعمر. وقد خاض محمد علي كلاي 61 مباراة خسر منها 5 مباريات وكسب 56 مباراة، حيث كانت معظم المباريات الخاسرة في السنوات التي تلت عودته بعد سحب اللقب منه. 

لقد حزننا عندما سحب اللقب منه في عام 1964 لرفضه الخدمة في الحرب الفيتنامية. قال محمد علي : "هذه الحرب ضد تعاليم القرآن,، وإننا - كمسلمين - ليس من المفترض أن نخوض حروبًا إلا إذا كانت في سبيل الله ورسوله". كما أعلن في عام 1966
"لن أحاربهم – قاصداً ثوار فيت كونج أو الجيش الشيوعى في فيتنام - فهم لم يلقبوني بالزنجي". زاد حزننا بعد رحيله عن حلبة الملاكمة بسبب مرض الرعشة الذي كان ضريبة اسطورته وتميزه وجهده وعالميته".

وتابع "كان محمد علي حريصاً على حضور مناسبات المسلمين فقد قابلته عدة مرات في صلاة الجمعة في المركز الإسلامي في جنوب كاليفورنيا في لوس انجلوس، وذلك بعد مرضه،
حيث كانت الإبتسامة والسلام والبشاشة لا تغادر وجهه. ولقد تأثر محمد علي كلاي كثيرا بالناشط المسلم مالكوم اكس الذي كان له الأثر الكبير في إعتناقه للاسلام. 

وكان لمحمد علي كلاي دور مؤثر في اعتناق بعض مشاهير الرياضة السود للاسلام مثل كريم عبدالجبار لاعب كرة القدم الأمريكية الشهير والذي كان في فريق الليكرز، وكذلك لاعب كليبرز شكيل اونيل واللاعب جمال كروفورد واللاعب كليبرز جمال ويليكس وغيرهم".

وأبان بأن انجازات محمد علي كلاي ستبقى قدوة لمن يسعى للتميز. فـ"ايمانه بالله قوي واذكر عندما ساله الاعلامي الشهير جورج والس في لقاء تلفزيوني عن عدم مرافقة حراسه
له فقال له حارسي وحافظي هو الله. رحم الله اسطورة الملاكمة محمد علي كلاي الذي ترك تاريخا مشرفا لأجيال قادمة".

من جانبه ذكر حمود الخالدي محامي ومستشار قانوني بأن محمد علي شخصيةٌ رياضيةٌ استثنائية ولدت وترعرعت
في أجواءٍ سادت فيها العنصرية ، وكانت السمة المسيطرة تجاهه وتجاه غيره من الملونين !! كما يطلق عليهم ! .

وأضاف "كانت تلك الأجواء الباعث والمحفز لتميزه وتغير نظرات الإزدراء له وللونه ، حيث جعله ذلك التمييز يمضي بخطوات واثقة رشيقة نحو البطولات والأبطال الأقوياء، وصاحب تميزه البدني وتكتيكة الفني في لعبته تميز من
نوع أخر ما يوفق له إلا من وفق ، فقد ارتقى بفكره كما ارتقى بفنه الرياضي أمام جميع مناوئيه وأنتزع من بينهم علوه الفني والأخلاقي من خلال تمسكه بمبادئة وإسلامه أمام العدو المفترض قبل الصديق" .

وتابع "بالبرغم من المغريات والضغوطات لثنيه عما رسمه لنفسه ، ظل صامداً معتزاً بقيمة التي جعل منها قبلةً لكل رياضيٍ لديه
مبدأ أو يؤمن بفكر ويريد أن يجعله واقعاً ملموسا"، مشيرا إلى أنه أسس ذلك الشخص الرياضي شخصيةً رياضيةً كان طرفي تميزها ، الإلتزام بالمبدأ والسعي لتوظيف تلك الشهرة فيما يتعداه لأمته جمعاء ، لا كما يسعى له أقرانه في إقتصارها عليهم ودورانها على ذواتهم دون غيرهم ! ، لذا وجب أن نقول طبت حياً وميتاً.