أين تتجه الأوضاع في قطاع غزة ؟

كتب غازي مرتجى
*
كما توقعنا في المقال السابق فقد بدأ "التسخين" على حدود قطاع غزة بشكل مُتسارع , التخوّف هنا من تدحرج كرة الثلج والوصول نحو تصعيد غير محسوب .
حتى اللحظة تعمل الفصائل بـ"حنكة" الرد وتُحاول إسرائيل فرض ما تهدف إليه باستباحة قطاع غزة دون أي "رادع" .
لا أحبّذ دخول الفصائل في مواجهة جديدة
**
عندما أعلن موسى أبو مرزوق التواصل مع مصر لوقف العدوان الاسرائيلي والعودة إلى اتفاق 2014 الذي رعته مصر تبجحّت إسرائيل بالقول أن لا علم لها بذلك بل واستمرّت باقتحام المناطق الحدودية .
لكن الملاحظة ليست هُنا بل في بوست أبو مرزوق التلطيفي عندما وجّه الشُكر للسفير القطري العمادي وأنه تواصل لوأد التصعيد "أي القطري" فيما يبدو تراجعاً مُلطفاً عن شكره الأول لمصر .
اللعبة الإقليمية تتضح في بوستي فيسبوك القيادي الحمساوي فما بين مُتنفّس كل قطاع غزة بما فيها حماس غزة وهي "القاهرة" وبين مقر إقامة قادة حماس الخارج "الدوحة" نصل إلى نتيجة أنّ حماس وقعت بين حانا ومانا وتُحاول الحفاظ على "لحى قطاع غزة".
لكن..
***
لا نُغفل هنا الدور التركي المستمر منذ انتهاء العدوان الأخير على قطاع غزة والحديث المستمر عن اتفاق تركي اسرائيلي يضمن فك حصار قطاع غزة - ولم يجرؤ شخص على السؤال عن ماهية ومعنى فك حصار القطاع- وهنا يُمكن ملاحظة التناحر التركي الأخير بين الرئيس ورئيس وزرائه ومحاولة "أردوغان" الرئيس تغيير نظام الحكم بالطريقة التي يراها مناسبة لإبقاء سيطرته على البلاد .
اذاً التفاوض التركي الاسرائيلي والذي فيه قضية قطاع غزة جزء صغير من "الحكاية" لن تنتهي بليلة وضحاها - وباعتقادي أن التصعيد في هذه الحالة -لو تم الاعتماد على الوسيط التركي فقط- لن يكون بصالح قطاع غزة في التحاور التركي الاسرائيلي لأنّ المفاوضات في حينه ستقتصر على وقف التصعيد بدلاً من الحديث الحالي عن فك حصار وميناء .. وغيره من (غير المعلوم) .
عودة إلى الوضع المصري أيضاً فالقاهرة المُنشغلة كثيراً بداخلها لن تكون كما السابق تُتابع كل شهيد وجريح وصاروخ وغارة - بل ربما تتابع بالحد الأدنى فقط ولن يكون بقوة الوقف والتهديد لأن الوضع العام لا يسمح بذلك .
التصعيد حتى لو كان محسوباً فإنّه محفوف بمخاطر الانشغال الاقليمي - بدءاً من مصر وليس انتهاء بالسعودية والخليج - فهذا يلزمه حسابات دقيقة للغاية وأعتقد أن الفصائل في غزة تُدرك ذلك جيداً .
****
قبل أسابيع تحدثنا أنّ المعركة تقتصر على سر واحد وهو "الجنود المففودين" في غزة - كانت في وقتها رسائل إعلامية واستخبارية - لكنها الآن رسائل ميدانية .
أين نتجه ؟
المؤشرات تدل على حالتين
*نجاح الوساطات الاقليمية ووقف التصعيد فوراً .
*استمرار الوضع على ما هو عليه من رسائل "خفيفة" من المقاومة لاستنزاف القوات التي تقتحم المناطق الحدودية وهو الخيار المُرجح أكثر .
"لو" التي تُفجّر الأوضاع ..
*لو أقدمت إسرائيل على اغتيال شخصية قيادية كبيرة - ستنفجر الأوضاع
*لو تمكنت المقاومة بنيرانها الخفيفة من قتل مجموعة من الجنود الاسرائيليين - ستنفجر الأوضاع .
*لو كرّرت حركة حماس هجومها على الداخل الاسرائيلي بعملية فدائية على غرار "أبو سرور" وتبنتها الحركة ستنفجر الأوضاع .
*لو أقدمت إسرائيل على ارتكاب مجزرة بحق المواطنين الفلسطينيين ستنفجر الأوضاع .
سيناريوهات "لو المُفجّرة" أعلاه مستبعدة إلى حد كبير ..