مركز دراسي يؤكد ان منفذ عملية القدس ينحدر من عائلة ميسور الحال

رام الله - دنيا الوطن - عبد الفتاح الغليظ

أكد مركز الدراسات السياسية والتنموية بغزة أن الشاب المتهم بتنفيذ "العمل الانتحاري" في القدس ينحدر من عائلة مسالمة وميسورة الحال، فأعمامه تجار يملكون مصالح تجارية. كما أنه لم يعش في مخيم للاجئين بل كان يذهب لرحلات تسوق إلى الأردن.

وقال المركز في تصريح له اليوم أن صورة الشاب المتهم على صفحة الفيسبوك تتضمن صورة ليحيى عياش، المعروف أيضا باسم "المهندس"، صانع القنابل البارز في حركة حماس، والذي قتل في انفجار هاتف محمول بعد زرع عملاء إسرائيليين متفجرات فيه في عام 1996. بعد ظهر يوم الاثنين، استقل عبد الحميد أبو سرور البالغ من العمر 19 عاماً باص رقم 12 ووضع حقيبة بين ساقيه، ويعتقد أعمامه أن هذه ربما كانت أول زيارة له للقدس. وكان كرسيه فوق خزانات البنزين في الحافلة، وفقاً لوسائل الإعلام الإسرائيلية. وقد سخر أقاربه من فكرة أنه صنع القنبلة بنفسه.

وأشار المركز أن علاماته في المدرسة الثانوية كانت سيئة بما فيه الكفاية، حيث كان عليه إعادة بعض المواد. ولا تزال الجهة التي قدمت له القنبلة وكيفية تفجيرها موضع تحقيق. وأعلنت حماس أن أبو سرور عضواَ فيها، على الرغم من أن "الجماعة الإرهابية" في غزة لم تؤكد المسؤولية المباشرة عن التفجير.

وقد أعلنت الشرطة الإسرائيلية الخميس أنها ألقت القبض على عدد من أعضاء خلية لحماس في بيت لحم يعتقد أنها على صلة بالقضية.

وأضاف أن الانفجار قضي على احتمالية أن يخمد العنف بعد ستة أشهر من اندلاعه. ووصفت وزارة الصحة الفلسطينية أبو سرور بأنه مقيم في مخيم عايدة للاجئين، وهو حي بائس يتميز بضيقه وأزقته الملتوية، حيث يتم طلاء الجدران بجداريات للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وبصور لمراهقين قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية.

ولكن أقارب أبو سرور يقولون إن الفتي كان لطيفاً باراً، وهو معروف أنه من عائلة مكونة من ثمانية أشقاء ذات وضع مادي ممتاز، حيث يملكون سلسلة من محلات الأثاث وهم أغنياء بما يكفي، حتى أنهم يأخذون أبنائهم الصغار لقضاء العطلات في الأردن. وأضاف عمه محمود أبو سرور: "إننا مرتاحون مالياً، يمكنك أن تقول مرتاحين جداً."

ورفض والد أبو سرور التحدث بشكل رسمي. وقال إن ابنه كان مراهقاً. وقالت عائلته إنه تم استخدام الحمض النووي للتعرف عليه إذ إنه تغير تماماً.

وفي وقت سابق نفى والد الفتى في مقابلة مع رويترز أن يكون لابنه أي صلة بحماس. وقال "لم يخطر ببالي أبداً أن ابني سيفعل مثل هذا الفعل. لم يجعلني أشعر حتى 1 % أن لديه مشاعر أو أفكار من هذا القبيل. أبداً."

وقال عمه إن اتصاله مع حماس ربما كان سرياً، وعلى صفحة الفيسبوك، عثر على صورة له بعلم حماس. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أيضاً أنه قبل وفاته، أعطى والدته صورة لنفسه وهو يرتدي وشاحاً لحماس. وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن أقارب أبو سرور وزعوا الحلوى في الشوارع للاحتفال باستشهاده في التفجير.

وقال أقاربه "من الممكن أن يكون مستاءً من وفاة ابن عمه ويريد الانتقام -وربما سعى أن يتم تجنيده وإعداده من قبل حماس ليكون مهاجما انتحاريا؟"

وألقوا باللوم على الاحتلال العسكري الإسرائيلي المستمر منذ 49 عاماً فهم يرتكبون خطأ كبيراً بقهر واستفزاز هؤلاء الأطفال. فأطفال اليوم لا يمكن السيطرة عليهم.