محمد المدني في حوار شامل لدنيا الوطن:لست نادماً على تعزية ضابط الادارة المدنية-وأستمع للمغني الاسرائيلي "حزقلي"

محمد المدني في حوار شامل لدنيا الوطن:لست نادماً على تعزية ضابط الادارة المدنية-وأستمع للمغني الاسرائيلي "حزقلي"
رام الله -خاص  دنيا الوطن-محمود الفروخ

اكد مسؤول ملف التواصل مع المجتمع الاسرائيلي في منظمة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد المدني ان الملف اسس بقرار من القيادة الفلسطينية في 4/12/2012، لافتا الى انه لم يعترض عليه احد من القيادة او فصائل منظمة التحرير .

وقال المدني في حوار مع "دنيا الوطن": "قدم 7 اخوان من القيادة الفلسطينية اسماءهم للدخول في هذا الملف، اما انا فلم ارفع يدي، حيث انني اقوم باي مهمة بالتكليف في فتح والمنظمة ، فالعمل الوطني لا يحتاج الى تكليف ولكن العمل الرسمي يحتاج الى تكليف".

واضاف المدني : "الاخ سلطان ابو العينين اقترح بان اكون رئيسا للملف ومن خلال الاحاديث فان الرئيس ابو مازن اعطى توجيهاته و كان يوجه الحديث لي بما معناه ان اتابع هذا الملف وهناك سبعة من اعضاء القيادة الفلسطينية في اللجنة المكلفة بالتواصل مع المجتمع الاسرائيلي ".

 وبين المدني ان الهدف من هذا القرار انه جاء على اثر اعتراف الامم المتحدة بدولة فلسطين في حدود الرابع من حزيران 1967 في البداية كمراقب، مشيرا الى ان النقاش يتمحور حول كيفية ترجمة هذا الاعتراف الى واقع على الارض والواقع الجغرافي.

 وقال المدني : "من المعروف ان الحكومة الاسرائيلية حكومة استيطان ستتعارض مع اصول هذا القرار، حيث كان التوجه هو الحديث مع المجتمع الاسرائيلي واقناعهم ليؤثر كل واحد منهم على حكومته".

واضاف: "اللجنة نظمت اجتماعات عدة، اول اجتماع كان بكامل اعضاءها، و في المرة الثانية بأقل، حيث نظمنا اجتماع حضره كل اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لمناقشة الانتخابات الاسرائيلية".

وتابع بقوله: "انا اقوم بمهمة وطنية كبيرة ومكلف بها رسميا وهذه المهمة وطنية واعمل بها بقناعة واخلاص، ولكن في المقابل اذا قرر الرئيس ابو مازن والقيادة العدول عن هذا الملف فسينتهي".

وحول تواصله مع الاسرائيليين نفى المدني تواصله مع اي اسرائيلي او عربي بدون تكليف من الرئيس محمود عباس حيث قال: لا اتحدث مع اي احد اسرائيلي او عربي بدون تكليف".

واكد المدني انه ليس نادما على تقديم العزاء لمسؤول الادارة المدنية في جيش الاحتلال الاسرائيلي (الدرزي ) , مشيرا الى انه كان رجل طيب ولم يؤذي الفلسطينيين , ونحن نسعى من خلال هذه الخطوات استمالة الدروز . وحول سؤال هل حاولتم من خلال مشايخ الطائفة الدرزية ان تحرضوا على التجنيد في جيش الاحتلال ؟ قال المدني طلبنا من هؤلاؤ المشايخ حث الجنود الدروز على التعامل بلطف مع الفلسطينيين .

 اضاف: " قبل تعييني محافظا لبيت لحم طلب مني ان اتحدث مع الاسرائيليين، قلت انا لا اتحدث مع احد فاذا طلبوني اذهب لهم ولكني لا اطلب احد".

وتابع بقوله : "قال لي احد الاسرائيليين اريد ان اتحدث معك، قلت له لا يوجد حديث انسحبوا اولا ثم نتحدث، ثم قالي لي نريد ان ننظم لقاءا حتى تحدد مندوبا لك فقلت له لماذا المندوب حيث لدينا الشؤون المدنية والارتباط المدني والارتباط العسكري، بعد فترة اتصلوا بي  مرة اخرى و طلبوا اجراء لقاء قلت لهم لابد من الاستئذان من الرئيس ابو عمار انذاك عندما كنت محافظا لبيت لحم وتحدثت مع الاخ ابو عمار ولكنه لم يرد و لم اجر اللقاء".

واستطرد قائلا: "وبعد حصار الكنيسة فان مسؤول الارتباط في بيت لحم  المرحوم عماد النتشة قال لي : الاسرائيليون يطالبون باجراء لقاء خاص معك غير معلن قلت له انا لا اقوم بلقاءات غير معلنة حيث لابد ان احكي مع السيد الرئيس فتحدثت مع الرئيس ابو عمار و قلت له ان الاسرائيليين يريديون ان يروني، قال لي اصطحب معك الارتباط المدني و العسكري لانهم في ذلك الوقت لم يكونوا معترفون بالارتباط العسكري ولكنهم رفضوا ذلك".

وفي السياق رأى المدني ان الحروب والصراعات لها عدة اشكال ، لافتا الى انه بالرغم من ذلك فانه في النهاية يكون حوارا وحديث متبادل بين الاطراف المتنازعة فممكن ان يوقفوا الحرب، مشيرا الى ان الحوار مع المحتل يكون اجتماعيا او سياسيا او عسكريا.

واوضح ان  الذي لا يطور من رأيه وقناعاته هو الجاهل، واصفا تركيبة اسرائيل بالاستعمارية و التي تسعى الى تفسيخ الاسلام والامة العربية وهي سبب قيام اسرائيل، لافتا الى ان اليهود تم استغلالهم لهذا الجانب. 

واشار الى ان الفلسطينيين دفعوا الثمن، معللا ذلك ان هناك من اليهود كانوا ينوون قيام دولتهم في غير فلسطين ولكن التوجهات الاستعمارية جاءت مع قرارات استخراج البترول فتم اختيار فلسطين بسبب موقعها، وبالتالي فان الشعب الفلسطيني والشعب الاسرائيلي هم ضحايا السياسة الدولية انذاك .

واشار المدني : "فمثلا قيادة فتح و منظمة التحرير الفلسطينية عندما فكروا بفكرة الدولة الديمقراطية كان هناك فهم بطبيعة الصراع وبعدما رفض هذا التوجه فكروا في النقاط  العشرة ثم تطورت الامور في عام 1988 بقيام مجلس الامن الدولي بالاعتراف بحل الدولتين والاعتراف بقرار 242، وفكرة الاتصال مع المجتمع الاسرائيلي بدأت في السبعينات عندما بدأنا بالاتصال مع اليهود المحبين للسلام، و الذي نقوم به اليوم هو استمرار لما بدأ في السبعينات وهو استمرار لاجراءات في المجلس الوطني التي اتخذ النقاط العشرة و الاعتراف بقرارات 242"، لافتا الى ان هذه المفاهيم تجعل الامور في الصراع الذي يتنافى مع دولة ديمقراطية.

واعرب المدني عن تأييده للدولة الديمقراطية، مبينا ان للفلسطينيين رواياتهم وللاسرائيليين رواياتهم و اللتان تتعارضان مع بعضهما والذي يجعل الصراع هو صراع سياسي وليس ديني، على حد تعبيره .

وفي السياق قال: نحن الفلسطينيين شعب متحضر حيث ان اليهود عاشوا بامن وسلام في الكثير من المناطق مع جيرانهم سواء مسيحيين او مسلمين ونفس الشيء اليهود الذين عاشوا في الدول العربية والاسلامية وبالتالي لم يكن هناك مشكلة دينية، وعندما اصبحت القضية سياسية ظهر التباين وبالتالي فان القضية السياسية تعالج سياسيا بالواقع".

واكد مسئول ملف التواصل مع المجتمع الاسرائيلي ان الاتصالات مع المجتمع الاسرائيلي بدأت منذ السبعينات وكان الرئيس ابو مازن مكلفا حينها بهذا الملف واستمر فيه الى ان اصبح رئيسا، لافتا الى ان الاتصالات لم تتوقف، موضحا ان المشكلة الحقيقية والفعلية بدأت بعد اتفاق اوسلو.

 وقال: عندما وقع اتفاق اوسلو كانت غزة اريحا وعندما صارت الانتخابات لرئيس السلطة الفلسطينية والمجلس الوطني فان الناس انتخبت ابو عمار على هذا البرنامج برنامج اوسلو و ليس على برنامج اخر وبالتالي المجتمع الفلسطيني مع السلام و الحل السياسي ، حيث ان الشعب الفلسطيني في غزة و الضفة رشوا الرز  و وضعوا الورود على فوهات البنادق للجيش الاسرائيلي وهذا تعبيرا عن مرحلة جديدة للسلام، هذا هو الشعب الفلسطيني الذي يسعى للسلام و المقتنع به ووجد ضالته بانهاء الاحتلال كله". 

واضاف: "بدأ التراجع بين الطرفين الاسرائيلي و الفلسطيني بعد عام 99 على اثر تخلي اسرائيل عن التزاماتها في اقامة الدولة عام 1999، وتوج ذلك بالانتفاضة الثانية عام 2000".

واستطرد بقوله: مع تهرب اسرائيل من التزاماتها حسب اتفاق اوسلو ونشوب الانتفاضة الثانية ادت الامور الى تضاعف كامل بيننا و الاسرائيليين الى ان تم اغتيال الرئيس ابو عمار".

 وحول سؤاله هل تسعون الى اقامة علاقات  اجتماعية مع الاسرائيليين ؟

اوضح المدني انه بعد غياب ابو عمار عن الساحة الفلسطينية بدأت اسرائيل تحاربنا على الساحة الدولية، واصبح هناك فجوة بيننا و بين دول العالم و على رأسها امريكا، مشيرا الى انه بعد استشهاد ابو عمار عمل الرئيس ابو مازن و القيادة الفلسطينية على استعادة العلاقات على الساحة الدولية، حيث قال: "كلما تقدما خطوة تتراجع اسرائيل خطوات واصبح على الساحة الدولية تفحم وفتور في عدالة قضيتنا اكثر مما كان عليها سابقا وتوج ذلك باعتراف الامم المتحدة والمنظمات الدولية بدولة فلسطين كعضو مراقب عام 2012 وهذا كان المدخل لمخاطبة المجتمع الاسرائيلي من جديد وتطوير الحوار معهم".
 
واضاف: "بعد اعتراف الامم المتحدة عام 2012 كعضو مراقب اصبح هذا مدخل لتجديد التواصل مع المجتمع الاسرائيلي لاقناعه لياخذ دوره من اجل تفعيل عملية السلام وتنفيذ القرارات الدولية".

وبين المدني ان المجتمع الاسرائيلي على اثر الانتفاضة الثانية اصبح حقل مناسب للتحريض ضد الفلسطينيين، من خلال تطرف الحكومات المتعاقبة وتخويفها للاسرائيليين .

 ولفت الى ان هناك تقاسم ادوار لإسرائيل والانظمة العربية، حيث كانت الدول العربية في السابق تدق طبول الحرب على اسرائيل ولكنها تعمل العكس اذ تحارب نفسها وتقمع جماهيرها وتبتعد عن الحرب ضد اسرائيل، على حد وصفه.

واعرب المدني عن موافقته من ان اقناع المجتمع الاسرائيلي لقضية السلام باعتباره مصلحة مشتركة للجميع، وقال: منذ ذلك كان قرار تكليفي للتواصل مع المجتمع الاسرائيلي في 4/12/2012.

واضاف: "اعددنا ورقة عمل فيها رؤية للمفاهيم، كما ان هناك كتاب رد على كل التحريضات الاسرائيلية، حيث ان الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة هيجت الشعب الاسرائيلي على الخوف والتخويف الذي بدا يتراجع، بان الفلسطينيين الغوا برنامج الميثاق الوطني والذي يعني الامان لدى الإسرائيليين".

 وتابع: " الوضع العربي تغير فبرنامج المبادرة العربية والذي اصبح ميثاق السلام العربية يعمل على تأمين لإسرائيل، اما بالنسبة لنا فان قرار المجلس الوطني 88 باعترافنا بدولة اسرائيل وان المبادرة العربية تنص على ان  كل الدول العربية والاسلامية ستعترف بدولة اسرائيل في حال اعترافها بدولة فلسطين وحل مشكلة اللاجئين وهذا يعني ان كل ذلك عوامل تطوير للمجتمع والتواصل ".

وكشف المدني انه لازال حاقد على العصابات الصهيونية التي قتلت شقيقه عام 1948 ولكن ! هو الان يؤمن بالسلام .

ونوه المدني ان في المجتمع الإسرائيلي اكثر من شريحة، فعلى الصعيد السياسي هناك اليسار واليمن الوسط و اليمين المتطرف المستوطنون، كما ان هناك شرائح مختلفة لليهود داخل المجتمع الاسرائيلي فمنهم اليهود واليهود العرب واليهود من اصول دول شرقية والاثيوبيين والروس.

وقال: "بدأنا بالاتصلات و كانت لنا زيارة الى الكنيست، ولاول مرة يرفع علم فلسطين داخل الكنيست في بداية 2013  وبعدها تطورت العلاقات و بدانا نلتقي الشخصيات، نتحدث معهم لتعزيز وتنشيط دورهم وبعدها بدأنا نلتقي مع الذين ليسوا في احزاب سياسية مثل الجامعات و أساتذة الجامعات و المثقفين و الطلاب والاكاديميين و بدأنا نطرق ابواب احزاب اليمين و الليكود وحتى المتدينون".

واضاف: "جاء وفود من كافة الشرائح الإسرائيلية عند السيد الرئيس ابو مازن من الشباب و الطلاب والنساء و الاكاديميين و الاقتصاديين". وأكد انه استقبل في مكتبه برام الله يهود ومستوطنين وحاخامات متطرفين وحاول اقناعهم بالرواية الفلسطينية ومحاججتهم .

وتابع" كما ان هناك لقاءات بيتية مع اليهود، حيث ذهبنا في اول لقاء حضرناه الى  بيت بروفسور في حيفا شرح لنا لقضية خلال الانتداب ويبدأ الحوار عليها و المواقف الفلسطينية"، مؤكدا ان هذه اللقاءات لن تنقطع حتى الان ولدينا برنامج للقاء كافة احزاب وشرائح المجتمع الاسرائيلي .

 واستطرد بقوله: "هناك لقاء مع دكتور في جامعة حيفا و غدا سيكون المشاركة في زيارة لمقام النبي شعيب ولقاء مع اليهود الاكراد , وبين انه سيلتقي بعضو بارز في حزب المعسكر الصهيوني، فيما سيشهد يوم الثلاثاء لقاء في القدس مع بن عطار وهو عراقي، اما يوم الاربعاء سيكون هناك زيارة الى مقر المحمدية وبيت الكرمة في حيفا، ويوم الاحد من الاسبوع القادم سيشهد لقاء مع خمسين مدرسا اسرائيليا"، لافتا الى انه سيكون هناك لقاءات مع اليهود الليبيين عند الرئيس محمود عباس كذلك .

 ورأى المدني ان اللقاءات مهمة و تجعل الاسرائيلي يفكر بان هناك خطاب تحريضي من اليمين والاستيطيان وتاتي بخطاب فلسطيني. 

استمرارا للفعاليات التي تقوم بها اللجنة قال المدني: "لدينا برنامج يحتوي على مؤتمرين قريبا سينبثق عنهما عدة لقاءات من ضمنها لقاء جماهيري وهو لقاء درزي يهودي من اجل التحدث والمناداة بحل الدولتين و السلام مصلحة لاسرائيل، بالاضافة الى عدة لقاءات اخرى، كما ان هناك مؤتمر نخبوي لشخصيات من اسرائيل عند رئيس بلدية حيفا ينادي بحل الدولتين كل هذه الفعاليات من شأنها ان تؤثر في المجتمع الاسرائيلي وكل لقاءات كنا نجريها مع الاسرائيليين بمختلف فئاتهم كانت تحقق تسعين بالمئة من النتائج المرجوة منها , وشدد ان صادق ومقتنع في تعامله مع المجتمع الاسرائيلي من اجل احلال السلام بين الشعبين  .
 وبين المدني ان الرئيس محمود عباس عندما قال للطلاب الاسرائيليين الذين اجتمع معهم في المقاطعة انه يستمع للمطرب موشيه الياهو وذلك لانه يغني باللغة العربية مشيرا الى ان مايجمعنا مع اليهود الشرقييين هو اللغة العربية , وابدى اعجابه بالمطرب الاسرائيلي زئيفي حزقيلي .