دعم أهل القدس - تسونامي مُصطنع - المصالحة ووفد فتح السُداسي

كتب غازي مرتجى
*
منع فعالية وطنيون لأجل إنهاء الانقسام في غزة غير مُبررة خاصة أنها حملت معاني "نُخبوية" لا "شعبوية" وبالمفهموم الأمني لا يُشكّل هؤلاء أي خطر على الأمن العام .
رأيي الشخصي أن كُل الفعاليات في قطاع غزة مُجتمعة والتنظيمات معها لا تستطيع التأثير في الرأي العام أو تُقنعه بتحركاتها لإنهاء انقسام استمرّ سنوات تسع كانت إحدى أسبابه بعض التنظيمات الطُفيلية والشخصيات الطامحة .
الوضع الفلسطيني برُمته ارتهن لقرارات خارجية وتدخلات دولية واقليمية - وهذا السبب الرئيسي لعدم إنهاء الانقسام حتى تاريخه .
لن ينتهي الانقسام إلا إذا توفرّت الارادة الحقيقية لدى طرفي الانقسام بإنهائه مرّة وإلى الأبد - فما سيخسره "المتناقضان" سيكسبه "الوطن" .
**
في الحديث عن المصالحة فإنّ إعادة تشكيل وفد حركة فتح للتباحث مع حماس وتوسيعه ليشمل ستة من كبار قيادات مركزية فتح خطوة محسوبة رغم انها متأخرة .
السُنّة الكونية تتطلب التغيير وطالما نتحدث عن ذات الشخصيات المُمثلة للطرفين فبالتأكيد شاب تلك العلاقة "الملل" و "عدم الثقة" والتربص للآخر .
الحديث عن الدوحة وإمكانية عدم رضا مصر عن تلك التحركات فإنّ من الواجب الإشارة ان قطاع غزة مكان جيد للقاء والتباحث نظراً لعدم مقدرة أحد الطرفين على التواجد في الشطر الآخر من "باقي الوطن" - استكمال المباحثات في قطاع غزة أكثر إلحاحاً في الوقت الحالي وبالتأكيد .. القاهرة أنجع وأفضل .
***
في الحديث الاسرائيلي عن تسونامي على شواطيء غزة فإنّي أشتم رائحة مخطط اسرائيلي تزامن مع توسيع رقعة الصيد لصيادي غزة وحملة مُمنهجة ضد "ضفادع المقاومة" .
لا أعلم إن كانت تلك الرائحة ناجمة عن "نظرية المؤامرة" أم هي الواقع الذي تفرضه خبرات الجيولوجيين والخبراء الذين استبعدوا ما تحدثت به وسائل الاعلام الاسرائيلية مع التسليم بعدم إمكانية تحديد موعد محدد للزلازل .
****
هل تعلم أن الحكومة الأمريكية لا تدفع للحكومة الفلسطينية أي أموال حتى تاريخه نظراً لمواقف القيادة الفلسطينية التي تُوجّت بالانضمام لمحكمة الجنايات رداً على التعنت الاسرائيلي المستمر ومع ذلك تمكنت من تخفيض الدين العام بقيمة مليار دولار .
لماذا لا تتحدث الحكومة بتلك الحقائق وفرض "الحصار" الأمريكي عليها ومن خلفه بعض التضييق والخناق العربي ؟
يناضل الحمدلله ورفاقه الوزراء لاستتباب الوضع الاقتصادي وعدم إشعار المواطن بحقيقة الأزمة الخانقة التي تمر بها حكومتهم - ويتحملّون حملات السُباب والانتقاد النابعة من مصالح شخصية عند شخصيات نافذة تٌنافس الوزير الأول منصبه
*****
الأفكار الفرنسية المطروحة والتي لا ترقى لـ"الحد الأدنى" للمطالب الفلسطينية ترفضها إسرائيل ومن خلفها أمريكا - القيادة الفلسطينية وضعت العالم كله في زاوية إما الانتصار للعدل والحق وإما الانضمام لحلف التأييد لإسرائيل وعنصريتها ونظريتها المتطرفة مستمرة التطبيق منذ انهيار كامب ديفيد .
التوجّه الفلسطيني نحو الداخل الاسرائيلي سلاح ذو حدين لكن الحد الأسوأ يُصيب الطرف الفلسطيني دوماً نظراً لافتقادنا مقومات مخاطبة الداخل الاسرائيلي بداية من استمرار الانقسام الجغرافي الاجتماعي والسياسي بين شطري باقي الوطن .
باعتقادي انّ مخاطبة الداخل الاسرائيلي بيسارييه ووسطييه وحتى متطرفيه واجب ونظرية مُمكنة في حال كانت الأدوات والمقاومات حقيقية وصحيحة , أما الاندفاع الأهوج نحو الداخل الاسرائيلي دون النظر إلى مُكملات ذلك فلا يُمكن أن تنجح القيادة الفلسطينية في زعزعة استقرار الداخل الاسرائيلي تجاه نتنياهو قيد أنملة .
المجتمع الاسرائيلي اختار التطرف طريقاً وثبت ذلك بالدليل القاطع في الانتخابات الأخيرة التي فاز بها نتنياهو واليمين الأكثر تطرفاً .. أما محاولة "تحييد" البعض داخل اسرائيل فهو توجه خاطيء في المرحلة الحالية وإن كان لا بُد فلماذا لا نهتم بأهلنا وباقي شعبنا الذي يعيش داخل إسرائيل ؟
******
في الحديث عن الداخل , فقد حدثني أحد أهل القدس عن إمكانية "تغيير - ولو بالحد الأدنى" إفرازات بلدية القدس التي يرأسها متطرفون يهود يساعدون بالتضييق على أبناء القدس للتسريع في تهويد المدينة وذلك في حال إقناع المواطنين من المشاركة في انتخابات بلدية القدس بدلاً من مشاركة البعض المنقوصة دون دعم شعبي .. فإما المقاطعة النهائية وإما المشاركة المحسوبة .
لنهتم بمدينة القدس وأهلها الذين يشعرون بـ"التهميش" من قبل الجهات الرسمية - لماذا لا يتم إعفاء أهل القدس من الكهرباء مثلاً وهي إحدى مظاهر السيطرة الفلسطينية (الجزئية) على مدينة القدس ؟ التكلفة بحسب أحد المُطلعين لن تتجاوز الـ3 ملايين دولار .. فوائد هكذا "دعم" مُفيدة في جوانب متعددة منها ما يُقال وأخرى لا تُسرد .
الاهتمام الرسمي الفلسطيني بمدينة القدس يجب أن يتسارع ويزيد بدلاً من حالة القطيعة غير المعلنة بين السُلطة الرسمية وأهل القدس ...