أصوات من طوباس" لـ"الإعلام": مدينة الضياء تؤبّن سيدتها الأولى

رام الله - دنيا الوطن
خصّصت وزارةالإعلام الحلقة الــ (38) من سلسلة أصوات من طوباس لتأبين الناشطة النسوية رابعةرشيد أبو يونس الزعبي، الذي نظمته جمعية طوباس الخيرية لأول رئيسة لهيئتهاالإدارية وإحدى مؤسساتها، بمشاركة رسمية وأهلية ونسوية واسعة من فعاليات المحافظةوأطرها.
وقال محافظ طوباسوالأغوار الشمالية اللواء ربيح الخندقي إن تتبع سيرة الراحلة الزعبي يثبت إصرارالمرأة الفلسطينية على النهوض من تحت الرماد، ويبرهن قدرتها على التحدي والإبداع.
وأضاف: رغم النكبة التيأقصت الراحلة عن بيتها ومسقط رأسها في حيفا، إلا أنها حلقت بطوباس، وأصرت على أنتفعل شيئًا عامًا ينتشر أثره الإيجابي لنساء المحافظة، وحرصت وزميلاتها على عدمحصر الجمعية بالنشاط النسوي، بل تعدته إلى العمل المجتمعي.
اسم وذاكرة
وأكد الخندقجي أن ( أمالناجي) استطاعت أن تنتزع بجدار لقب الاسم الحركي للمرأة الفلسطينية في مدينتها،وظل الحنين لحيفا يراودها حتى أيامها الأخيرة.
واختتم: صحيح أنني لمأعاصر نجاحات أم الناجي، لكنني لمست أثر ما صنعته، وتابعت الكثير من سيرتهاالحافلة، التي يجب أن ننقلها للأجيال الشابة لاستلهام الدروس والعبر منها.
وسرد منسق وزارة الإعلامفي المحافظة عبد الباسط خلف، الذي تولى عرافة التأبين، مقاطع من سيرة الراحلة،بجوار عرض لفيلم وثائقي قصير أنتجته الوزارة ضمن حلقات (ذاكرة لا تصدأ) باحت خلالهالزعبي بمفاصل الخروج الأليم من حيفا خلال نكبة عام 1948 السوداء.
ومما أوردته الراحلة فيالمشاهد المرئية: ولدت في حي الحلّيصة بحيفا، يوم 13 تشرين ثاني 1933، ولا أنسى المدرسةوالمسجد والسوق وانتقالي للعيش في منزل جدتي بوادي الصليب بعد رحيل والدي، وأتذكرسيرة جدي عبد الله، الذي طارده الاحتلال البريطاني، وعشت قرب البحر والهاداروالكرمل، وشعرت بأنها كلها جنة الله على أرضه.
واستعرض شريط مصور آخرأعمال الراحلة الاجتماعية، ونشاطها النسوي الذي توج بتدشين الجمعية قبل نكسة 1967 بعام واحد.
فيما أشار مدير عام وزارةالداخلية بالمحافظة عائد صبيح إلى أن الراحلة استطاعت بناء "طوباسالخيرية" وصارت واحدة من أنجح الجمعيات، وأكثرها قدرة على العطاء والتطوع.
وأكد أن أهالي المحافظةيشعرون بالفخر مما أنجزته الراحلة الزعبي، التي ارتبط اسمها بالعمل المجتمعيوتثقيف النساء وتمكينهن الاقتصادي، إضافة إلى النضال الاجتماعي والعمل الوطني.
رثاء وانجاز
ورثت فاطمة عبد الرازقرفيقة دربها في الجمعية بالقول: بدأت المرحومة في العمل الخيري والتطوع عام 1966،وتشاركنا معًا في بناء جمعية طوباس الخيرية، بعد نكسة عام 1967 بثلاث سنوات، وقتهاكانت روضة الجمعية بيتاً خشبياً، وغرفة واحدة وحمامًا صغيرًا، وفيها 35 طفلاً،وكانت الفئران تنزل على الأطفال من السقف.
وأضافت: نتذكر أول هيئةإدارية للجمعية رأستها صديقة عبد الرحمن، والسيدات رضية الحج سعد، ونوال العمري،وسعدة المبسلط، ورحاب خضيري، وإقبال المبسلط، وسعاد القني. وأجرينا اتصالات معالاتحاد العام للجمعيات الخيرية، والشؤون الاجتماعية، وسافرنا إلى الأردن، وجمعنا التبرعاتمن محافظات الوطن، واتصلنا بالبلدية للحصول على قطعة أرض، وبدأنا بالبناء عام 1971. وانتخبنا المرحومة عام 1970 رئيسة للجمعية،وبقيت في هذا المنصب حتى عام 1996، وفي تلك الفترة أسسننا برنامج محو الأمية،وروضة أطفال، ومدرسة، وصالون تجميل لتعليم الفتيات، ومخيطة، ومركز رعاية أمومةوطفولة. وواصلت مساعيها لتوسيع مقر الجمعية، وبدأنا بإضافة دور ثانٍ، وافتتحنا سوقاًللجمعية، وألعاباً للأطفال، ومشغلاً لتعليم الفتيات الغزل والنسيج، ونقلنا نشاطاتنا،وبخاصة في حقلي الخياطة ورعاية الأمومة والطفولة وتثقيف النساء، إلى عقابا وطمونوتياسير المجاورة، فيما استفاد المئات من الأطفال والنساء من خدمات الجمعيةومبادراتها.
ورثى ناجي الزعبي والدتهفي كلمات مؤثرة، استردت الطفولة والكفاح والشتات والتطوع، ومشاهد البيت الكبير فيحيفا، وجد الراحلة الذي أقام مسجداً باسمه. وجده الذي كان يعمل أمامًا وخطيبًاومعلمًا ومؤذنًا أيضًا. وجدته مريم محمد الشخشير، التي ذاقت مرارة النكبة، وأصرتعلى تعليم بناتها.
وقال: كان جد والدتي منرفاق الشيخ عز الدين القسّام، وقد تعرض لملاحقة الإنجليز، الذين اعتقلوا ابنه(جدي) عام 1943، وأعلنوا أنهم لن يفرجوا عنه إلا بتسليم جدنا نفسه، واستمر احتجاز جديستة أشهر، فمرض في السجن، ثم رحل وعمره 37 سنة، بينما فر جد والدتي إلى الشام، وتوفيهناك بعد عام تقريباً.
وأكمل ناجي: حافظت أميعلى عادات حيفا وتقاليدها، واحتفظت بصورة جدنا النادرة، وبعض المقتنيات القديمةمنها، فيما تحوّل منزل عائلتها المبني من الحجارة للمستوطنين، وقد زارته والدتيقبل سنوات، وشعرت بالمرارة على ضياعه.
وتابع: ترشحت أميللانتخابات البلدية عام 1976، وشجعها والدي لتكون أول سيدة تفعل ذلك في جنينونابلس، ولم يعجب قرارها الكثير من الرجال، غير أنها حصلت على نحو 100 صوت، في وقتلم تكن تخرج النساء من بيوتهن.
معلمة وملهمة
وأشارت رئيسة جمعية طوباسالخيرية مها دراغمة في كلمة مؤثرة إلى أن أم الناجي كانت المعلمة والملهمة وصاحبةالجميل، وهي التي تكرمنا حتى في مماتها، ولولا كفاحها هي ورفيقات دربها ما وصلناإلى هذه المرحلة، ولماتت فكرة الجمعية في مهدها.
وأضافت: لنا أن نتخيل كيفتحدت الزعبي الظروف القاسية، وتنقلت من بلد لآخر بوسائل صعبة، وفي زمن لم تنتشرفيه وسائل التواصل السريعة، ولم تهتم بالعصي التي وضعت في دواليب مسيرتها، وناضلتإلى أن غيرت واقع النساء في طوباس.
وأكدت أن قاعة الجمعيةتحولت منذ وفاة معلمتنا الأولى لتخلد اسم رابعة الزعبي، ولتمنح الأجيال الجديدةرسالة أمل وإصرار لإكمال مسيرة العمل التطوعي والخيري والوطني.
وأشارت دراغمة إلى أنالجمعية بالشراكة مع وزارة الإعلام ومؤسسات أخرى ستطلق خلال أيار القادم تكريمًا لمبدعاتومبدعين أحياء في المحافظة، في تقليد حافل بالدلالات لتكريم الحرس القديم قبلغيابه.






خصّصت وزارةالإعلام الحلقة الــ (38) من سلسلة أصوات من طوباس لتأبين الناشطة النسوية رابعةرشيد أبو يونس الزعبي، الذي نظمته جمعية طوباس الخيرية لأول رئيسة لهيئتهاالإدارية وإحدى مؤسساتها، بمشاركة رسمية وأهلية ونسوية واسعة من فعاليات المحافظةوأطرها.
وقال محافظ طوباسوالأغوار الشمالية اللواء ربيح الخندقي إن تتبع سيرة الراحلة الزعبي يثبت إصرارالمرأة الفلسطينية على النهوض من تحت الرماد، ويبرهن قدرتها على التحدي والإبداع.
وأضاف: رغم النكبة التيأقصت الراحلة عن بيتها ومسقط رأسها في حيفا، إلا أنها حلقت بطوباس، وأصرت على أنتفعل شيئًا عامًا ينتشر أثره الإيجابي لنساء المحافظة، وحرصت وزميلاتها على عدمحصر الجمعية بالنشاط النسوي، بل تعدته إلى العمل المجتمعي.
اسم وذاكرة
وأكد الخندقجي أن ( أمالناجي) استطاعت أن تنتزع بجدار لقب الاسم الحركي للمرأة الفلسطينية في مدينتها،وظل الحنين لحيفا يراودها حتى أيامها الأخيرة.
واختتم: صحيح أنني لمأعاصر نجاحات أم الناجي، لكنني لمست أثر ما صنعته، وتابعت الكثير من سيرتهاالحافلة، التي يجب أن ننقلها للأجيال الشابة لاستلهام الدروس والعبر منها.
وسرد منسق وزارة الإعلامفي المحافظة عبد الباسط خلف، الذي تولى عرافة التأبين، مقاطع من سيرة الراحلة،بجوار عرض لفيلم وثائقي قصير أنتجته الوزارة ضمن حلقات (ذاكرة لا تصدأ) باحت خلالهالزعبي بمفاصل الخروج الأليم من حيفا خلال نكبة عام 1948 السوداء.
ومما أوردته الراحلة فيالمشاهد المرئية: ولدت في حي الحلّيصة بحيفا، يوم 13 تشرين ثاني 1933، ولا أنسى المدرسةوالمسجد والسوق وانتقالي للعيش في منزل جدتي بوادي الصليب بعد رحيل والدي، وأتذكرسيرة جدي عبد الله، الذي طارده الاحتلال البريطاني، وعشت قرب البحر والهاداروالكرمل، وشعرت بأنها كلها جنة الله على أرضه.
واستعرض شريط مصور آخرأعمال الراحلة الاجتماعية، ونشاطها النسوي الذي توج بتدشين الجمعية قبل نكسة 1967 بعام واحد.
فيما أشار مدير عام وزارةالداخلية بالمحافظة عائد صبيح إلى أن الراحلة استطاعت بناء "طوباسالخيرية" وصارت واحدة من أنجح الجمعيات، وأكثرها قدرة على العطاء والتطوع.
وأكد أن أهالي المحافظةيشعرون بالفخر مما أنجزته الراحلة الزعبي، التي ارتبط اسمها بالعمل المجتمعيوتثقيف النساء وتمكينهن الاقتصادي، إضافة إلى النضال الاجتماعي والعمل الوطني.
رثاء وانجاز
ورثت فاطمة عبد الرازقرفيقة دربها في الجمعية بالقول: بدأت المرحومة في العمل الخيري والتطوع عام 1966،وتشاركنا معًا في بناء جمعية طوباس الخيرية، بعد نكسة عام 1967 بثلاث سنوات، وقتهاكانت روضة الجمعية بيتاً خشبياً، وغرفة واحدة وحمامًا صغيرًا، وفيها 35 طفلاً،وكانت الفئران تنزل على الأطفال من السقف.
وأضافت: نتذكر أول هيئةإدارية للجمعية رأستها صديقة عبد الرحمن، والسيدات رضية الحج سعد، ونوال العمري،وسعدة المبسلط، ورحاب خضيري، وإقبال المبسلط، وسعاد القني. وأجرينا اتصالات معالاتحاد العام للجمعيات الخيرية، والشؤون الاجتماعية، وسافرنا إلى الأردن، وجمعنا التبرعاتمن محافظات الوطن، واتصلنا بالبلدية للحصول على قطعة أرض، وبدأنا بالبناء عام 1971. وانتخبنا المرحومة عام 1970 رئيسة للجمعية،وبقيت في هذا المنصب حتى عام 1996، وفي تلك الفترة أسسننا برنامج محو الأمية،وروضة أطفال، ومدرسة، وصالون تجميل لتعليم الفتيات، ومخيطة، ومركز رعاية أمومةوطفولة. وواصلت مساعيها لتوسيع مقر الجمعية، وبدأنا بإضافة دور ثانٍ، وافتتحنا سوقاًللجمعية، وألعاباً للأطفال، ومشغلاً لتعليم الفتيات الغزل والنسيج، ونقلنا نشاطاتنا،وبخاصة في حقلي الخياطة ورعاية الأمومة والطفولة وتثقيف النساء، إلى عقابا وطمونوتياسير المجاورة، فيما استفاد المئات من الأطفال والنساء من خدمات الجمعيةومبادراتها.
ورثى ناجي الزعبي والدتهفي كلمات مؤثرة، استردت الطفولة والكفاح والشتات والتطوع، ومشاهد البيت الكبير فيحيفا، وجد الراحلة الذي أقام مسجداً باسمه. وجده الذي كان يعمل أمامًا وخطيبًاومعلمًا ومؤذنًا أيضًا. وجدته مريم محمد الشخشير، التي ذاقت مرارة النكبة، وأصرتعلى تعليم بناتها.
وقال: كان جد والدتي منرفاق الشيخ عز الدين القسّام، وقد تعرض لملاحقة الإنجليز، الذين اعتقلوا ابنه(جدي) عام 1943، وأعلنوا أنهم لن يفرجوا عنه إلا بتسليم جدنا نفسه، واستمر احتجاز جديستة أشهر، فمرض في السجن، ثم رحل وعمره 37 سنة، بينما فر جد والدتي إلى الشام، وتوفيهناك بعد عام تقريباً.
وأكمل ناجي: حافظت أميعلى عادات حيفا وتقاليدها، واحتفظت بصورة جدنا النادرة، وبعض المقتنيات القديمةمنها، فيما تحوّل منزل عائلتها المبني من الحجارة للمستوطنين، وقد زارته والدتيقبل سنوات، وشعرت بالمرارة على ضياعه.
وتابع: ترشحت أميللانتخابات البلدية عام 1976، وشجعها والدي لتكون أول سيدة تفعل ذلك في جنينونابلس، ولم يعجب قرارها الكثير من الرجال، غير أنها حصلت على نحو 100 صوت، في وقتلم تكن تخرج النساء من بيوتهن.
معلمة وملهمة
وأشارت رئيسة جمعية طوباسالخيرية مها دراغمة في كلمة مؤثرة إلى أن أم الناجي كانت المعلمة والملهمة وصاحبةالجميل، وهي التي تكرمنا حتى في مماتها، ولولا كفاحها هي ورفيقات دربها ما وصلناإلى هذه المرحلة، ولماتت فكرة الجمعية في مهدها.
وأضافت: لنا أن نتخيل كيفتحدت الزعبي الظروف القاسية، وتنقلت من بلد لآخر بوسائل صعبة، وفي زمن لم تنتشرفيه وسائل التواصل السريعة، ولم تهتم بالعصي التي وضعت في دواليب مسيرتها، وناضلتإلى أن غيرت واقع النساء في طوباس.
وأكدت أن قاعة الجمعيةتحولت منذ وفاة معلمتنا الأولى لتخلد اسم رابعة الزعبي، ولتمنح الأجيال الجديدةرسالة أمل وإصرار لإكمال مسيرة العمل التطوعي والخيري والوطني.
وأشارت دراغمة إلى أنالجمعية بالشراكة مع وزارة الإعلام ومؤسسات أخرى ستطلق خلال أيار القادم تكريمًا لمبدعاتومبدعين أحياء في المحافظة، في تقليد حافل بالدلالات لتكريم الحرس القديم قبلغيابه.






