بيت فلسطين للشعر يعقد الملتقى الثاني لآداب وفنون العودة في اسطنبول

بيت فلسطين للشعر يعقد الملتقى الثاني لآداب وفنون العودة في اسطنبول
رام الله - دنيا الوطن
عقد بيت فلسطين للشعر وثقافة العودة أمس السبت في مدينة اسطنبول، الملتقى الثاني لآداب وفنون العودة، بحضور نخبة من الأدباء والكتاب والفنانين والشعراء الفلسطينيين والعرب.

وافتتح الملتقى أعماله بمعرض الرسوم الكاريكاتيرية والفن التشكيلي للدكتور علاء اللقطة، حيث شارك الحضور في افتتاح المعرض، وقدم الشاعر سمير عطية رئيس بيت فلسطين للشعر وثقافة العودة شرحا حول الرسومات ورسالتها.

في الكلمة الافتتاحية للجهة المنظمة أكد الأستاذ سمير عطية أن الملتقى يمثل تظاهرة ثقافية تضامنية مع فلسطين، وبناء على توصيات الملتقى الأول الذي انعقد قبل عامين في اسطنبول، والذي رفع شعار نحو أدب عودة عالمي ، يأتي هذا الملتقى في ظل العديد من الأزمات العربية.

وأضاف عطية: ” من فلسطين والأردن وسورية في ديار الشام المباركة، ومن نبض الكويت وقطر والبحرين والسعودية في الخليج العطاء، ومن العراق الحبيب ومصر الغالية وتركيا التاريخ وليس انتهاء بإسكتلندا تلك القصيدة التي عرفت كيف تنطق بلسانها شعرا للعودة والقدس، من كل هذه القصائد الجغرافية جاء ضيوفنا وانتسبوا لتحقيق حلم الملتقى في تحد مهم يتمثل في الاستمرار، ولقاء المبدعين، وعرض القضايا الثقافية والنقاش فيها “.

وأكد رئيس بيت فلسطين للشعر على الأمانة الملقاة على عاتق الأدباء والمفكرين والفنانين أمام العدو الذي يسرق الأرض وينتهك حقوق الشعب الفلسطيني، ويسعى إلى سرقة فلسطين وتشويه التاريخ والحقائق.

وثمن عطية على دور المؤسسات الراعية التي حولت الرؤية النظرية في أهمية الثقافة إلى شراكة حقيقة وعملية، وعبر عن شكره لمن كان لهم دور في رعاية هذا الملتقى في رابطة الأدباء الكويتيين، ورابطة شباب من أجل القدس وملتقى القدس الثقافي من دولة الكويت.

ومن جهته الأستاذ “طارق الشايع” رئيس رابطة شباب لأجل القدس وفي كلمة للمؤسسات الراعية أشار أنه في ظل التحديات التي تواجه القدس وفلسطين والأمة نحتاج لأن نكون أقرب لبعضنا وأكثر وعيا للواقع الذي نعيشه، وأشد التصاقا بالحق والحقيقة لذا كان هذا الملتقى منصة تعبير تضاف إلى منابر أخرى تنصر الحق وأهله.

ونوه أن التحدي اليوم يتمثل في انتفاضة العقول وهي الأشد خطرا في المعركة مع المحتل الغاصب وأن على الأدباء والشعراء أن يكونوا في مقدمة هذه الانتفاضة.

وشدد الشايع أن قضية القدس قضية كل مسلم وهناك التزام وواجب نحو هذه القضية حيث ينبغي النهوض بها والوفاء باستحقاقاتها، داعيا إلى البحث عن الطريق الأمثل الذي من خلاله نستطيع أداء أمانة نصرة القدس والمسجد الأقصى.

الجلسة الأولى: التوظيف الأدبي لقضية فلسطين
شهدت الجلسة الأولى مناقشات عدة حول التوظيف الأدبي لقضية فلسطين التي أدارها الدكتور هشام محمد عبد الله، وكانت أولى النقاشات للأستاذة نجلاء محرم مديرة “مؤسسة نجلاء محرم الثقافية” وذلك حول توظيف الأدب في قضايا الأمة ما بين التعثر والنهوض رواية “عمر يظهر في القدس” لنجيب الكيلاني انموذجا، حيث تحدثت بداية عن أهمية الثقافة التي تمثل سلاح هام أهملناه عن عمد حسب رأيها وهو سلاح لا يريق دما، ويقبل عليه من نوجهه إليه.

وتحدثت الأستاذة نجلاء عن عثرات تكبل أدب القضايا الوطنية للنصوص العربية والتي تجعلها غير مؤثرة ومن هذه العثرات طغيان الحماسة على الفن الروائي فيتخلى الكتاب عن فنيات الرواية لصالح الخطابة أو المقال.

وأكدت الكاتبة أن الإنتاج الإبداعي الحديث اليوم يفتقد إلى هذه اللغة السهلة التي كتبت بها الرواية وقدرة الكاتب عن الوصف.

من جهته الأستاذ طلال الروميضي رئيس رابطة الأدباء الكويتيين وفي مداخلته عن العودة والقدس في الأدب الكويتي أكد أن الكويت قاطبة مع الحق الفلسطيني، وأن قضية فلسطين والقدس حاضرة في الأدب الكويتي، في مختلف فنونه، وأن رابطتهم حاضرة في مثل هذه المحافل الثقافية، وتسعى دائما إلى التفاعل مع القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية.

وأضاف الروميضي أن للقضية الفلسطينية حضور مميز في الصحافة الكويتية منذ بداياتها وأفرزت صفحات كثيرة للدفاع عنها كالرسم الكاريكاتيري ، ومنح مساحات واسعة لتناول القضية ونذكر هنا الفنان الشهيد “ناجي العلي” الذي عمل لسنوات طويلة في الصحافة الكويتية.

الدكتور رمضان عمر رئيس ملتقى حران الأدبي وفي ورقته تحت عنوان العودة الناقصة وهي قراءة في رواية تحت شمس الضحى لإبراهيم نصر الله، تحدث الدكتور رمضان على أن هذه الرواية جاءت كمحاولة تسجيلية رؤيوية لواقع أليم، وأن أهمية الرواية تكمن في استطاعتها استنطاق الذاكرة الجمعية للوعي المكنون حول مفهوم العودة التناقضية.

من جهته الدكتور محمد توكلنا مسؤول قسم الدراسات في بيت فلسطين للشعر ومن خلال كلمة متلفزة تحدث حول الغربة في الرواية الفلسطينية وعن تفاصيل عدة في رواية ” رحيل” للكاتبة جهاد الرجبي.

الجلسة الثانية: حين يرسم الفن وطنا
الجلسة الحوارية الثانية نوقشت فيها قضية القدس والعودة في الكاريكاتور والأناشيد والأغاني الوطنية والقصة والرواية بمشاركة أربعة ضيوف حيث أدار الجلسة الإعلامي علاء الصالح.

الفنان الكاريكاتوري الدكتور علاء اللقطة وفي مداخلته عبر السكايب اعتبر أن الأدب والفن نوع من الأسلحة الناعمة ولا يمكن أن تواجه بالأسلحة الثقيلة، وأن هذا الفن يعبر عن نهضة ورقي الشعب الفلسطيني وهي سمة الشعوب الراقية، وأن الطبيب كما يداوي ألم الجسد فإن الفنان يداوي ألم الأمة.

وأشار اللقطة أن عمل الفنان الكاريكاتوري هو مقاومة ومقارعة الاحتلال الصهيوني ويهدف إلى تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

ونوه أن غياب المؤسسات الراعية للفنانين الناشئين كان سببا رئيسا في اعتزال العديد منهم هذا المجال والالتفات إلى تأمين متطلبات الحياتية، وأشار اللقطة من باب التنبه لقيمة هذا الفن وقدرته ان الرسامين الصهاينة يسعون إلى تدشين حملة لإجهاض حملات مقاطعة بضائع المستوطنات في أوروبا.

ودعا اللقطة إلى أيجاد استراتيجية واضحة تدعم الفن الكاريكاتوري وكذلك تبني معنوي ومادي لكافة المواهب الفلسطينية الجديدة واحتضانها، ومد جسور التعاون باستقطاب الفنانين الفلسطينيين والعرب والأجانب على اختلافهم مشاربهم لخدمة القضية الفلسطينية وطرق أبواب العالمية.

الناقد والباحث في الفن التشكيلي الأستاذ عبد الله أبو راشد تحدث عن الآداب والفنون بما اتفق على تسميتها بالفنون الجميلة تعتبر الأسلحة الناعمة التي تعبر عن وطن وقضية، والفلسطينيون أجادوا هذا الجانب بشكل رائع واستطاعوا الوصول إلى العقل العربي والأجنبي بسيطرة النكهة الفلسطينية في الفنون.

ونوه الناقد التشكيلي إلى أن العالمية لا يمكن أن تتحقق دون أن يكون هذا الفنان كيانا ثقافيا مهما في بلده وجغرافيته، وشدد على انك ان لم تكن رقما في بلدك، لن تكون في العالم رقما.
وأشار أن الانقسام في الساحة الفلسطينية كان له أثر كبير على عمل الفنانين الكاريكاتوريين بينما لم يتأثر الفنانون التشكيليون بذلك وحافظوا على وحدتهم.

كما دعا إلى استغلال وسائل التواصل الاجتماعي في ايصال رسالة الفنان الفلسطيني إلى العالم ايمانا بعدالة القضية الفلسطينية، وتشكيل قاعدة وعي مجتمعي، وطالب بالعمل على تنظيم مسابقات فنية مختصة بالكاريكاتير والبوستات.

من جانبها الروائية جهاد الرجبي أكدت في مداخلتها على علاقة المقاومة والأدب الواضحة في الانتفاضة الأولى والثانية وانتفاضة القدس واعتبرت الأدب الممهد لها، وأن الأدب الفلسطيني هو أدب مقاوم ويحمل فكرة وهدف.
وأشارت الرجبي أن الاحتلال الصهيوني يريد صناعة ثقافة إسرائيلية على الأرض الفلسطينية وهنا يكمن دور الأدبي العربي في مواجهة هذه الثقافة الصهيونية.

وأوصت الرجبي على ضرورة التواصل المستمر بين الأدباء، وأن نحارب بالرصاصة والقصيدة والريشة هي الأٌقدر على الوصول إلى عدونا.

الفنان المنشد الفلسطيني عامر الأشقر دعا إلى تكاتف الفنانين والشعراء والأدباء بكافة الألوان والأطياف وصولا إلى الأبداع والانتاج في الدفاع عن القضية الفلسطينية.

وأشار الأشقر أن الشعب الفلسطيني لم ينسى قضيته ومن راهن على نسيان الأجيال الصاعدة مخطئ وأن هذه الجيل هو ذاته من أشعل انتفاضة القدس ، وربما يكون الفن الغنائي من أكثر الفنون صعوبة.

الجلسة الثالثة: الأمسية الشعرية الوطن على مرمى قصيدة
حيث شارك كل من الشعراء ابراهيم الخالدي من الكويت، وأنس الدغيم من سوريا ومحمد درويش ومحمد خير من تركيا وأياد حياتلة من اسكتلندا والفنان عامر الأشقر من الأردن، كما أدارت الإعلامية أسماء الحاج هذه الأمسية.

وحث الشعراء في قصائدهم على دعم فلسطين وحق العودة والمقاومة في حين أنشد الفنان عامر الأشقر لفلسطين والأقصى والعودة وانتفاضة القدس.

البيان الختامي والتوصيات:

في ختام الملتقى أعلن بيت فلسطين للشعر وثقافة العودة على إطلاق ملتقى العودة الإلكتروني للآداب والفنون ودعا إلى الإعلان عن اليوم العالمي لثقافة العودة وعن مشروع قصص يحمل عنوان تغريبتي لتوثيق مأساة التهجير واللجوء لفلسطيني سوريا.

وفي البيان الختامي الذي ألقاه الإعلامي والشاعر يونس أبو جراد، أوصى الملتقى بتعزيز التواصل بين الأدباء والفنانين ودعا المبدع الفلسطيني للاهتمام بقضايا الأمة، والعمل على إطلاق تجمعات ثقافية ترعى المبدع، وتخصيص جوائز شبابية للأقلام الواعدة للعودة وتشجيع الترجمة والبحث عن دور نشر ومؤسسات تهتم بترجمة الآداب حول العودة القدس إلى لغات أخرى.

كما كرم بيت فلسطين للشعر الضيوف المشاركين في الملتقى واعضاء اللجنة التحضيرية للملتقى الثاني لآداب وفنون العودة.
بيت فلسطين للشعر وثقافة العودة.

التعليقات