بريق أمل في ميلاد ليبيا جديدة

بريق أمل في ميلاد ليبيا جديدة
رام الله - دنيا الوطن - وكالات 
خبا الوعيد والترهيب، واتسع الترحيب، محليا ودوليا، بعودة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي من تونس إلى العاصمة طرابلس.

فبعد رفض حكومة خليفة الغويل المطلق لانتقال حكومة فائز السراج لمباشرة عملها في العاصمة الليبية، أبدت الآن تفهما وليونة، واعدة بالتعاون مع المجلس الرئاسي وبممارسة دورها المعارض سلميا.

علامات الارتياح والرغبة في العمل على طي صفحة الماضي بدت واضحة لدى غالبية النخب السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، والمدن الليبية - شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ووسطا- ولدى عمداء البلديات ورئيس مجلس الدولة الأعلى ومحافظ المصرف المركزي والقيادات الشعبية والقبلية في ليبيا.

هذا التوافق الواسع على حكومة فائز السراج يعود إلى أن مختلف الأطراف المتنازعة في ليبيا، بما فيها قوى الثوار، باتت مقتنعة بأن "حل حكومة الوفاق" هو أحسن الحلول في بلد يعيش فوضى عارمة منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي، وبأن البديل سيكون الحرب، ولا شيء سواها.

إلا أن إرساء قواعد هذا التوافق المأمول وبناءه يتطلبان جهودا كثيرة من الأطراف الليبية المتناحرة نفسها، وأيضا من جميع الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي.

كما أن ذلك يتطلب، خاصة، التوفيق بين مطالب المجتمع الدولي وبين أولويات الشعب الليبي وطموحاته.

فالمجتمع الدولي أعلن صراحة خلال اجتماع تونس الأخير أنه يرغب بكل السبل في انتقال حكومة الوفاق إلى طرابلس لتسارع إلى العمل على مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. في حين يضيف المراقبون ان دولا غربية كبرى تنظر باهتمام مفرط إلى ثروات ليبيا وفي طليعتها الثروات النفطية.

أما الشعب الليبي الذي أنهكته الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، فهو يرنو إلى إنهاء هذه الأزمة بكل معضلاتها وتفرعاتها.

كما أنه يأمل في قيام مؤسسات تبني دولة وتنقذ وطنا، تكرس استقرارا سياسيا وتبسط - للجميع - أمنا بمفهومه ومضمونه الشاملين.

ويدرك المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أهمية تحقيق كل هذه التوافقات، رغم ما يتضمنه ذلك من صعوبات وعقبات جمة، لذلك شدد في بيانه الأول على أن المرحلة الجديدة تبنى بمشاركة كل الليبيين بلا استثناء، مؤكدا في ذات الوقت على أنه لا يتشبث بالحكم والبقاء فيه .