ندوة الثقافة في بناء الدولة الفلسطينية في مدينة ليج البلجيكية

ندوة الثقافة في بناء الدولة الفلسطينية في مدينة ليج البلجيكية
رام الله - دنيا الوطن
في الذكرى الاربعين ليوم الارض ، تم اختتام فعالية 12 يوما من اجل الثقافة الفلسطينية في مدينة ليج البلجيكية ، المتوامة مع مدينة رام الله ، والتي بدات في 19 من اذار بمشاركة رئيس بلدية ليج ويلي ديمير ورئيس بلدية رام الله موسى حديد وسفير فلسطين لدى الاتحاد الاوروبي ، بلجيكا ولوكسمبورغ عبد الرحيم الفرا والتي تم خلالها تقديم عدد من الامسيات الثقافية الخاصة بالسينما، والمسرح ،الفن التشكيلي للفنان الفلسطيني الراحل ميشيل نجار ، عرض ازياء فلسطينية وماكولات شعبية .

امسية الختام كانت في المركز الثقافي لبلدية ليج Miroir ، مساء الاربعاء 30 اذار، بندوة بعنوان " دور الثقافة في بناء الدولة الفلسطينية المستقلة " القاها مستشار حسان البلعاوي في بعثة فلسطين في بروكسيل والتي قدمتها السيدة فيرونيك دوكيزر رئيس شبكة المدن البلجيكية لصالح فلسطين حيث بينت اهمية يوم الارض في تدعيم وحدة الشعب الفلسطيني وشرحت اهداف شبكة المدن البلجيكية المتوامة مع فلسطين ودورها في تعزيز التعاون اللامركزي بين فلسطين وبلجيكا في مجالات متعدده ابرزها الحقل الثقافي.

الدبلوماسي الفلسطيني حسان البلعاوي بين دور الثقافة الفلسطيننية في تثبيت الهوية الوطنية الوطنية الفلسطينية ، مستعرضا 4 مراحل تاريخية مرت بها الثقافة الفلسطينية بدءا من الحقبة العثمانية وفترة الانتداب البريطاني حيث كانت القدس ومدن الساحل الفلسطيني مراكز اشعاع ثقافي واعلامي وحضاري للمنطقة العربية باشملها، وذلك من خلال وجود مطابع وصحف من منتصف القرن التاسع عشر ، اذاعة في 1934 الثانية في العالم العربي بعد القاهرة ، قاعات سينما ومسارح كانت تستقبل نخبة الفناين العرب، متاحف ومدارس اجنبية ساهمت في انفتاح النخب الفلسطينية على الثقافة الاوروبية .

المرحلة الثانية، التي تطرق لها البلعاوي ثمثلت في نكبة 1948 والتي عملت فيها الحركة الصهيونية ، ليس فقط، في اقتلاع الوجود الديمغرافي الفلسطيني عبر مجازر وتشريد وتدمير لاكثر من 500 قرية فلسطينية، ارتكبتها المجموعات المسلحة الصهيونية، ولكن على السطو على الثراث الثقافي الفلسطيني الغني من مكتبات عامة وخاصة ، مصادرة ارشيف الاذاعة الفلسطينية ، مطابع الصحف ، تدمير دور السينا والمسرح وسرقة التراث الفلسطيني بكافة اشكاله وتزويره ونسبه لاسرائيل ، مبينا الدور الطليعي الذي لعبه المعلمون، الشعراء الكتاب والفنانون الفلسطينيون في رفض النكبة وفي تربية واستنهاض جيل فلسطيني، يقوم باعداة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية بعد سنوات قليلة .

المرحلة الثاثة حسب المحاضر، كانت مع ولادة منظمة التحريرالفلسطينية في عام 1964 ودخول فصائل العمل الفدائي الفلسطيني وفي مقدمتها حركة فتح ، والتي اسست جماعة السينما الفلسطينية حيث كانت توثق بالصورة العمليات الفدائية الاولى وتخرجها في افلام يتم عرضها في مخيمات اللاجئين الفلسطينية لبث نهج الكفاح المسلح كباعث للهوية الوطنية الفلسطينية ، كما عمل كل فصيل فلسطيني لتاسيس وحدة سينما واعلام، خاصة به ، ساهمت في اشراك اكبر قطاع شعبي فلسطيني وعربي في معركة التحرير، كما اوجدت الثورة الفلسطينية صحف ونشرات اعلامية متعددة وباللغات الاجنبية ايضا ، واذاعة، وابدع الفنانون الفلسطينيون في تاليف الاناشيد الثورية وفي رسم الملصق الفلسطيني واللوحات الفنية والتي ساهمت جميعها في رفع معنويات الشعب العربي الفلسطيني والتفافه حول الثورة الفلسطينية ، بالاضافة الى مراكز الدراسات والابحاث التي انشاتها منظمة التحرير والتي استقطبت ابرز النخب الفلسطينية والعربية ، وقد كان عمل منظمة التحرير الفلسطينية يستند الى 3 محاور رئيسية متشابكة : الكفاح المسلح ، العمل الثقافي والاعلامي والتحرك السياسي والدبلومسي .

وادركت اسرائيل اهمية الجبهة الثقافقية والاعلامية الفلسطينية فقامت باغتيلات للعديد من المثقفين والاشعراء والصحفين وفجرت مركز الابحاث وقصفت مراكز الاعلام الفلسطيني في لبنان وفلسطين لاسكات الصوت الفلسطيني المقاوم ، مع انه لم يسجل على المقاومة الفلسطينية بكافة اطيافها انها استهدفت في اي يوم من الايام ، صجفي، او كاتب او فنان اسرائيلي .

المرحلة الرابعة التي اختتم بها البلعاوي مداخلته، ثمثلت في تاسيس السلطة الوطنية الفلسطينية في عام 1994 والتي دشنت البنبة التحتية للثقافة الفلسطينية ، كاحدى مقومات الدولة الفلسطينية القادمة من تاسيس وزارات الثقافة ،الاعلام ، السياحة والاثار وهيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطيني بالاضافة وسائل اعلام مستقلة على امتداد الارض الفلسطينية وصحف يومية واسبوعية جديدة ، والتي لعبت جميعها وبالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني القوية في هذا المجال دورا محوريا في احياء الثقافة والابداع الفلسطيني في كافة المجالات، مضيفا ان دولة فلسطين وفي سعيها للحصول على اعتراف دولي في الامم المتحدة عملت اولا على الجبهة الثقافية، حيث انتزعت وبعد معركة قاسية خاضتها الوزرات الفلسطينية المعنية وفي مقدمتها وزارة الخارجية، العضوية الكاملة في منظمة اليونسكو كاهم منظمة دولية للثقاقة ، والتي سمحت لفلسطين بتسجيل موقعين على قائمة الثراث العالمي وهما بيت لحم وبكير بالاضافة الى استكمال الانجازات الهامة التي تعمل عليها اليونسكو لصالح الشعب الفلسطيني في مجال التربية والثقافة والعلوم والثراث ، وكان الاعتراف الثقاقي الدولي بفلسطين مقدمة للاعتراف الدولي من الجمعية العامة للامم المتحدة بدولة فلسطين كعضو مراقب في 29 نوفمبر من عام 201.

وقدم في نهاية الامسية ، عالم الاثار البلجيكي جاك بيرلي مسؤول التعاون الفلسطيني البلجيكي في مجال الاثار وتنفيذ المشاريع البلجيكية الخاصة بترميم عدد من المواقع الاثرية في فلسطين ، بالتعان مع مؤسسة رواق ، شرحا مدعما بالصور لاهم الانجازات التي تمت في الفاظ التي التراث المعماري الفلسطيني ، وقرا الاخير مع حسان البلعاوي باللغتين الفرنسية والعربية مقطعا من شعر الشاعر الكوني محمود درويش.



التعليقات