مازن بلال : “في الجولة التي انتهت من جنيف3 كان هناك أسئلة قد وجهت لجميع الوفود

رام الله - دنيا الوطن
أكد عضو وفد معارضة الداخل إلى جنيف، والكاتب والمحلل السياسي مازن بلال لميلودي اف ام :" بالرغم من المؤتمرات التشاورية في موسكو والقاهرة  والآستانة لم تتواجد تلك الطاولة الموحدة للمعارضة لكي تتوحد ضمن صف 
واحد، ولم  يحدث هناك أي محاولة تنسيق لجهد دولي يرفض هذا التشرذم، فالأطراف باستثناء وفد الرياض المعارض، تمتلك رؤية واحدة، ولكن إذا أردنا جمعهم على طاولة واحدة لا نستطيع ذلك، فربما البيئة السياسية القائمة 
هي السبب، أو ربما أن الأزمة السورية أصبحت أزمة مركبة وتحتاج لتوافقات دولية."

وتابع بلال عبر برنامج "وسورية" الذي يبث عبر إذاعة ميلودي قائلاً: "عندما تقتصرالدعوات على الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير مع حزب الارادة وهيئة التنسيق، فإن هناك تمثيل خارجي لهؤلاء يدعمهم لكي يكونو مُمَثلين، وبتصوري هناك مشكلة في رؤية الأمم المتحدة للقوى السياسية المعارضة في سوريا من خلال توازن سياسي تفترضه، ولا تريد من خلاله أن تكون هناك طاولة منتصرة على طاولة وفد الرياض، فهناك أطراف معارضة من الداخل تعتقد بأن صوتها لا يصل وأنا من بين هؤلاء، مضيفاً : نحن ماضون لحكومة موسعة كما جاء في فيينا، وهي بنظر الأمم المتحدة حكومة انتقال سياسي مهمتها الانتخابات وصياغة الدستور الجديد عن طريق السوريين الذين سيقررو ذلك، ففي الجولة التي انتهت من جنيف3 كان هناك أسئلة قد وجهت لجميع الوفود، تعلقت “بالحَوكمة” أوعن القواعد الضابطة لحكومة جديدة قابلة للانتقال السياسي، لإيجاد نقاط وأرضيات مشتركة من أجل الحل السياسي المُشتَرَك."

وأضاف عضو وفد معارضة الداخل إلى جنيف مازن بلال : "النموذج السوري إذا نجح، ستتخذه الأمم المتحدة نموذجاً لحل الأزمات والصراعات في المنطقة، ومن حيث المواقف، فلا يوجد تضارب في المواقف التفاهمية الروسية-الامريكية فالأجندة الموضوعة تستوجب على السوريين ان يشكلوا حلاً ضمن الحلقة الدولية المُطبِقَة على سوريا، من خلال التفاهم على حل مشترك فَرضَه الوجود الروسي أمام الموقف الأمريكي المنشغل بانتخاباته الرئاسية، فكل تلك المفاوضات ستجعل الدستوروالحكومة القادمتين من صنيعة السوريين، مؤكداً: وفد الرياض يريد أن يشتت السلطة، ويحاول فرض رؤيته المتمثلة بانقلاب سياسي على السلطة ومؤسسات الحكومة والدولة، فموقف معارضة الرياض يعكس مصلحة السعودية تجاه الأزمات في المنطقة، وروسيا ترى من مصلحتها ان يكون هذا الهدوء موجوداً لتتابع صراعها الجيوستراتيجي مع أمريكا في المنطقة .

كما أكّد الكاتب والمحلل السياسي مازن بلال قائلاً :" مشاكسات وفد الرياض قلّت، وديمستورا عمل على ذلك، ولكن ما زالت تصريحات الوفد المعارض قائمة حول إقامة انقلاب سياسي، فهذا غير ممكن، لأن المنطقة ستنهار، وسيبرز توسع شبكات الارهاب الدولي في حال انهيارهذه الدول، مضيفاً: توازن القوى لا يتيح ظهور فيدرالية في سورية، فإذا تم ذلك، سيتم ارسال الأكراد من تركيا والعراق نحو هذه الفيدرالية، مما سيختلق اختلال للتوازن في الملف السوري الممتلئ بالقضايا المصيرية، فالأكراد يحتاجون لطريقة تمثيلية بهم تختلف عن طريقة الفيدرالية، ويجب ان يكون هناك تمثيل سوري كردي، فلكي لا يتم إغضاب أي دولة اقليمية، لم يدعى الأكراد إلى جنيف3، ولكن في الجولة القادمة سيكون الأكراد متواجدون.

وفي حال فشل جنيف تابع مازن بلال قائلاً: " إذا فشلت المفاوضات و بقي وفد الرياض مصراً على تصريحاته الانقلابية على مؤسسات الدولة والحكومة سيذهب الملف السوري لمجلس الأمن لتأكيد الأجندة الزمنية للتنفيذ الأممي لمؤتمرات فيينا والقرار2254، فمن حيث الشكل، كيف سندخل في حكومة موسعة إذا لم تكن المعارضة متوحدة على طاولة واحدة ؟، مضيفاً: إذا لم يحصل التوافق، وأتمنى أن لا نصل إلى هذه المرحلة، سيتم اقتسام سوريا كحصص في مجلس الأمن، وسيتم تحديد العدد الذي سيجلس مقابل الوفد الحكومي من قبل ديمستورا، وبرأيي لن يتم استخدام الفيتو الروسي الأمريكي حينها، فإذا بحثنا في الأروقة الامريكية والروسية سنجدهم يرغبون بحلحلة الأزمة السورية لأنها باتت أزمة دولية تشكل خطراً عالمياً."

وفيما يخص البيان الذي تم توقيعه في قاعدة حميميم قال بلال: " البنود الفوق الدستورية التي وضعت، كانت مأخوذة من مؤتمر فيينا2، وكانت مطروحة إثر نقاشات عديدة في القاعدة العسكرية بيننا جميعاً، ولا أحد وقع على بياض، وبرأيي أن التفاهم الأمريكي-الروسي كان ظاهراً في حميميم لحل الأزمة السورية، فنحن دعينا إلى تمثيل الأجندة التي طبقت في مجلس الأمن، هي ليست على بياض، بل كانت سارية المفعول، وستطبق إن حضرنا أم لم نحضر.

وختم بلال قائلاً: "بعد الحرب العالمية الأولى تم ابراز النازيين لتغير السياسة الدولية، وفي عصرنا هذا برزت داعش، وهنا يأتي واجب المجتمع الدولي لتوزيع الأدوار الاقليمية لكي يحارب الارهاب، فإذا عمم هذا النموذج سيعاد تشكيل شرق اوسط مختلف."

 

التعليقات