حسين الشيخ يروي حكاية مطاردته من الاحتلال الاسرائيلي ويستذكر "عجوز فلسطينية" آوته ورفاقه

حسين الشيخ يروي حكاية مطاردته من الاحتلال الاسرائيلي ويستذكر "عجوز فلسطينية" آوته ورفاقه
رام الله - دنيا الوطن

روى الوزير حسين الشيخ امين سر حركة فتح في الضفة الغربية سابقا ورئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية حكاية حصاره في رام الله مع مجموعة من المقاتلين , وتمنّى الشيخ تقبيل يد وقدم "سيدة" قدمت له العون ووافقت على استقباله بعد مُطاردته من الجيش الاسرائيلي .

الشيخ استذكر "السيدة" التي لم يذكر اسمها بعد وفاتها مؤخراً , علماً أنه قد قام بزيارتها فور توليه منصبه الوزاري وقدّم شكره لها ولعائلتها وأولادها ..

الى ما كتبه الشيخ على صفحته الشخصية على فيسبوك :

"من لا يشكر الناس لا يشكر الله"
في لحظة ضيق وحصار وانا مطارد عام ٢٠٠٢ ومعي المرافقين الاحباء الأعزاء على قلبي، وكنت حينها في بيتونيا ، وعندما لم اجد سبيلا سوى قرع الباب على احد البيوت الجميلة الرابضه المطله على مدينة رام الله من جهة وعين عريك من جهة اخرى، وإذ بسيدة عجوز كتبت تجاعيد وجهها مأساة شعب عظيم، تفتح الباب، ونظرت بعمق في عيوني بعدما قلت لها السلام عليكم وردت بالمثل، قالت " موش انت حسين الشيخ" قلت لها ايجابا، واعتذرت لها على الإزعاج وانا احمل سلاحي على كتفي، وتمنيت عليها الدخول لدقائق فقط حتى ينتهي حصار المنطقه من قوات الاحتلال، قالت بصوتها المجبول برائحة تراب الوطن وحب فلسطين" حبيبي يا ابني البيت بيتك ، ادخل بسرعه وعليك وعلينا امان الله" دخلت ومن معي الى بيت تفوح منه رائحة الإيمان وطهارة القلب، وصعدت بِنَا الى الطابق الثاني وقالت " هذا الطابق لكم" قلت "لا نحن سنغادر بعد ان ينسحبوا" . لحظات وإذا قوات كبيرة من جيش الاحتلال تقف باب البيت ، فقلت للعجوز المناضله اذا دخلوا البيت سوف اسلم نفسي ولن اسمح بإيذائكم ابدا ، قالت توكل على الله عندي مخبأ فوق السطح، وأكملت " اقرأ يا بني أية الكرسي " وبدأت تقرأ بها مرتين ، ونحن نراقب نزولهم من ناقلات الجند، وفجأة انسحبوا مرة واحدة ،وبعد التأكد من انسحابهم اعتذرت منها قبلت رأسها وقلت لها انت مثل امي في عهد الله، قالت " اقسم بالله العظيم لن تغادر سوف تنام هنا وتأكل هنا حتى يفرجها ربنا. "
وفعلا حصل، نمت ومن معي ٣ ليال في هذا البيت الوطني الفلسطيني مع أسرة من زوج وولدين ، فهل لي يا سيدتي ان اقبل يديك وانت تحت التراب الان، وان انزل الى قدميك واقبل تراب قبرك الطاهر تحتهما، اشكرك حية وميتة .