استغفال المستهلك ومبادرة وطنية لحمايته : رسالة الجهاد الإسلامي

كتب غازي مرتجى
*
أحيت وزارة اقتصاد غزة اليوم العالمي لحماية المستهلك في محاولة لشد انتباه المواطن وتعريفه بحقوقه التي تضمن أمنه الغذائي .
خطوة راقية ورائعة - أما أنا فلم أكن أعلم أن هناك يوماً عالمياً لحماية المستهلك , إلى أن تحدث معي السيد عماد الباز الذي حمل على عاتقه محاربة من يستغفل المستهلك وأعلمني ببعض الفعاليات التي ستنفذها وزارته في غزة في محاولة لإشراك المواطن في الحملات التفتيشية التي تقوم بها الدوائر المختصة والإبلاغ عن المواد الغذائية التي تضر بصحة المواطن .
"الباز" والذي أثار جدلاً واسعاً في "معركة الشاورما" التي كشفها وأعلن عنها قبل شهرين من الزمن يُحاول جاهداً الاستمرار بالكشف عن المُخالفين والتشهير بالمستهترين بصحة المواطن , لكن وللأسف الشديد فإنّ الضغوطات التي تعرّض لها والتهديدات التي واجهها بعد إجراءاته القانونية تماماً تحُد من تفاعله لمواصلة تحقيق الهدف الرئيسي .
في "معركة الشاورما" حوّل البعض الأنظار عن القضية وأدرجها ضمن واقع سياسي مُعقّد , وبعض التُجار ممن يُبدعون باستغفال المواطنين وجّهوا الرأي العام نحو الخلفية التنظيمية لكاشف فسادهم وإفسادهم في محاولة لدغدغة العواطف التنظيمية والاستفادة منها تجارياً لمصالح ذاتية شخصية .
بالتأكيد أن تُمارس حكومة الوفاق الوطني عملها دون عوائق هدفاً سامياً يجب العمل عليه , لكن إلى حين توفر الإرادة السياسية .. لماذا لا تكون صحة المواطن وأمنه الغذائي بعيدة عن تلك التجاذبات بل ودعم المبادرات التي تُطلق للحد من ظاهرة استغفال المستهلك والتربُح أضعافاً على حساب صحته والانتقاص جودة المُنتج استغلالاً لظروف الحصار الخانقة والعوَز المُدقع , فلتُطلق حملة وطنية شاملة يُشارك فيها الجميع (وأنا على ثقة أنّ عوائق دمج الموظفين لن تُشكّل حاجزاً) وليكُن الهدف الأسمى الحد من مرض السرطان الذي استشرى وانتشر مؤخراً بسبب غياب ضمير بعض ممن أوصلوا التهديدات بمُختلف أشكالها لـ"الباز" .
**
في الحديث عن استغلال المواطن وعلى الرغم من التبريرات الدينية فان ارتفاع اسعار السجائر وتحديدها من قبل بعض "التجار" المتنفذين والمُحتكرين للأسواق تتحمل مسؤوليته وزارة الاقتصاد بغزة .
(الدولة - أو أياً كان التوصيف) لها الحق بالحصول على الضريبة وتحصُل عليها فور التوريد - وطالما تم تحصيل الضرائب فإنّ من واجبات المستهلك حمايته من احتكار واستغلال بعض الجهات التجارية ممن لا يهُمها سوى زيادة هامش الربح والمصالح الذاتية .
***
نشر الجناح العسكري للجهاد الاسلامي رسالة تضمنت تهديداً ضمنياً لاسرائيل , لكن الرسالة الأهم في الفيديو -الذي بثته دنيا الوطن حصرياً- هي للعالم حيثُ لا تزال فصائل المقاومة على اختلاف توجهاتها مُلتزمة تماماً بالتهدئة المُتفق عليها ولم تخرج عن سياق التفاهمات التي صيغت بعد العدوان الأخير على قطاع غزة وهي "نقطة إيجابية" في ظل معركة الديبلوماسية الدولية والاتهامات الاسرائيلية المستمرة للفصائل في غزة .
يجب أن يُبنى على تلك الرسالة واستخدامها جيداً في الإعلام الدولي بأنه وعلى الرغم من "الصيد الثمين" بالمعنى العسكري المحلي إلاّ أن الحفاظ على التهدئة كان هدفاً أسمى وأكثر أهمية من تخريب التهدئة مقابل الإجهاز على الهدف المرصود .
****
هوجمت حكومة رامي حمدلله بسبب قلة التمويل الأجنبي منذ عهد سلام فياض , هل نقص التمويل تتحمله الحكومة أم السياسات العامة للدُول ؟ سؤال يجب أن تُجيب عليه النُخب السياسية لنعرف الحقيقة وحينها يُمكن الحُكم إن كانت المشكلة في "الحكومة" من عدمه .