متى يتعلم طفلك لغة ثانية غير لغته الأم؟

متى يتعلم طفلك لغة ثانية غير لغته الأم؟
رام الله - دنيا الوطن - وكالات 
نهتم نحن الأمهات بتعليم أطفالنا النطق، وخصوصاً كلمتي "بابا وماما"، ولا نفكر كثيراً بأن هذا الصغير لازال أمامه مستقبلاً ينتظره بحاجة للدراسة والتعليم، وخصوصاً تعلم اللغات لتحقيق مستقبل أفضل؛ لأن ظروف الحياة الحالية تحتم ذلك، ولذلك تطرح بعض الأمهات هذا السؤال وهو: متى أستطيع أن أعلم طفلي لغة ثانية غير اللغة العربية؟

 وقفت على عدة آراء حول هذا الموضوع الهام؛ حيث أدلت نور رمانة "أخصائية علاج طبيعي" بالنقاط التالية بهذا الموضوع:

- في علم الأعصاب هناك ما يُسمى بالفترة الحاسمة أو critical period هي فترة النمو والتطور واكتساب المهارات.
- تمتد هذه الفترة منذ ولادة الطفل إلى البلوغ، وخلال هذه الفترة يكون من السهل على الطفل تعلم أي لغة بالإضافة إلى اللغة الأُم، وكأن الدماغ يعمل على ترتيب نفسه في هذه الفترة، وهذا يفسر لماذا يصعب على الكبار تعلم لغة أخرى؛ لأن الفترة الحاسمة قد انتهت، ولكن ليس من المستحيل تعلمها.

أما نور رمانة، أخصائية سمع ونطق، فترى أن هناك فرقاً بين اكتساب اللغة، وتعلمها، ولذلك فهي تشير للنقاط التالية:

- بالنسبة لاكتساب اللغة ممكن يكون خلال الشهور الستة قبل عمر السنة (يعني من الشهر الرابع والخامس فما فوق)، فالطفل في هذا العمر ممكن يكتسب أكثر من لغة.

- أما تعلم اللغة فيكون في سن 7 إلى 10 وممكن إلى سن 13.
- ذلك لأن دماغ الطفل في هذا العمر سوف يكون عمله هو تخزين المعلومات بطريقة أفضل بِـكثير، وبما ينطبق عليه المقولة بأن العلم في الصغر كالنقش على الحجر.

بدورها ترى الدكتورة تغريد كساب "طبيبة نفسية" أن سن السادسة أفضل سن لتعلم اللغات لأسباب نفسية توضحها كالتالي:
- في سن السادسة تبدأ قدرات الطفل اللغوية بالنضج والتطور، بحيث يصبح قادراً علي تعلم مقاطع لغوية وصوتية، والربط بينها، ويصبح قادراً على الحفظ والتذكر، وتخزين المفردات بالذاكرة، واسترجاعها.

- لذلك يسهل تعلم اللغات من الصغر بجانب اللغة الأم.

- لذلك نجد أن مدارس اللغات تبدأ بتعليم اللغة الثانوية جنباً إلى جنب مع اللغة الأساسية، ويرجع ذلك إلى أن الطفل في سن السادسة من عمره تصبح قدرته على تعلم الأشياء والمسميات أكثر نضجاً، وهذا ما نسميه بالتطور اللغوي لدى الأطفال.

- في سن السادسة نلاحظ أن القدرات والعمليات العقلية في هذا السن تكون بجاهزية لإضافة خبرات جديدة، فنجد الطفل قادراً على حفظ كمٍّ من المفردات الجديدة، وتخزينها بالذاكرة مما يسهل عملية الحفظ، والاسترجاع للمعلومات.

- وكن الحفظ والاسترجاع لا يتم إلا عن طريق التعليم المتدرج الذي يبدأ من السهل إلى الصعب خطوة خطوة.

التعليقات