ثوار أصبحوا لاجئين: شهادات

ثوار أصبحوا لاجئين: شهادات
رام الله - دنيا الوطن - وكالات 
حين تدفق الناشطون السوريون الى الشوارع في العام 2011 مطالبين بالحرية والديموقراطية, لم يكن اي منهم ليتخيل انه بعد خمس سنوات, قد ينتهي به الامر لاجئا في اوروبا.

برغم وجودهم على بعد ألاف الكيلومترات, يواصلون عبر هواتفهم الذكية متابعة اخبار عائلاتهم واقربائهم, ويشعرون بالاسى حيال انتفاضة شعبية تحولت حربا دولية مدمرة.

يقول جيمي شاهينيان في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية : "عندما وصلت الى المانيا شعرت انني اعيش مع جرح نازف, كأنني فقدت روحي. احسست بالذنب لأنني تركت كل شيء خلفي". ويضيف شاهينيان الذي يعيش اليوم مع خمسة شبان داخل شقة في مدينة غينتين التي تقع على بعد نحو مئة كيلومتر غرب برلين "كنا قطعنا عهدا على انفسنا بأننا سنغير ألوضع"

استلم الناشطون وبينهم شاهينيان زمام المبادرة, فاستخدموا موقع فيسبوك وتطبيق سكايب لتنظيم التظاهرات السلمية والتواصل مع الصحافيين حول العالم ونشر شعارات تدعو الى اسقاط النظام.

على خلفية نشاطه هذا, تعرض شاهينيان المتحدر من عائلة مسيحية من مدينة الرقة للاعتقال والتعذيب. وبعد سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مسقط رأسه في العام 2013, بدأ يتلقى تهديدات بالقتل دفعته الى الفرار داخل سيارة اسعاف الى تركيا, شأنه شأن خمسة ملايين سوري دفعتهم الحرب الى النزوح خارج بلادهم.

في تركيا, حيث قتل ثلاثة ناشطين على الاقل مناهضين لتنظيم الدولة الاسلامية في الاشهر الاخيرة، لم يشعر شاهينيان بالامان. ويقول "لم يكن لدي خيار سوى المغادرة".

عند وصوله الى المانيا, ترتب عليه التوجه في اول محطة له في هذا البلد الى مخيم مخصص لطالبي اللجوء، على غرار ما يفعله الوافدون الجدد الى المانيا،حيث تقاسم غرفة مع عشرة اشخاص اخرين.

وسعيا منه للاستمرار في خدمة قضيته, تطوع شاهينيان مع مجموعة مدنية في برلين تحمل اسم "مواطنون من اجل سوريا". وفي الوقت نفسه, بدأ يتعلوم الغة الالمانية. لكنه رغم ذلك يعترف بانه "من الصعب جدا الاعتياد على هذه الحياة الجديدة".

ويقول "اعتقد ان الامور هكذا دائما. نحن كنا شرارة الاحتجاجات ودائما الشرارة هي اول ما يحترق".

"رأسي هو المحاصر"

من مدينة حمص التي اطلق عليها معارضو النظام السوري لقب "عاصمة الثورة", انتقل يزن الى فرنسا حيث يقيم مع عمه حاليا ولا يمر يوم من دون ان يتابع اخبار مدينته وقضيته التي كان مستعدا ذات يوم للموت في سبيلها.

وقول يزن الذي كان من ابرز المواطنين الصحافيين في حمص "في سوريا كان جسدي محاصرا وهنا رأسي هو المحاصر".

خلال عامين امضاهما في مدينة حمص القديمة في ظل حصار مطبق فرضته قوات النظام, قبل ان تتمكن من السيطرة على المدينة في ايار/مايو 2014, امضى يزن أيامه يلتقط صورا لاطفال يلعبون فوق الركام وحراس من مقاتلي الفصائل وجرحى ينقلون الى مشارف ميدانية غير مجهزة بالكامل و قطط تتجول بين أنقاض الابنية الاثرية.

أما في الليل, فكان يخصص وقته للتواصل عبر سكايب مع الصحافيين الذين يتولون تغطية اخبار سوريا، فيطلعهم على اخر التطورات الميدانية على جبهات القتال واخبار مدينته التي لحقها الدمار.وبالرغم من انه يعيش اليوم في وسط فرنسا بعيدا عن سوريا، لكنه يقول انه يمضي لياليه متنقلا بين صفحات الناشطين على موقع فيسبوك, متابعا لحظة بلحظة اخر التطورات الميدانية. ويقر بانه لا يمكنه بدء صفحة جديدة في حين لا يزال والده وشقيقه في عداد مئتي الف معتقل في سجون النظام السوري.

يقول "هنا بامكاني ان اكل وانام بامان. ولكن مهما حاولت لا يمكنني تخيل المستقبل", مضيفا باللهجة المحكية "لحد الان موقف كل شي بحياتي الطبيعية حتى يسقط النظام".

"ملعب" للقوى الكبرى

احمد الرفاعي منذ العام 2014 يقيم في المانيا التي استقبلت العام الماضي اكثر من مليون طلب لجوء. وهو انتقل اليها بعدما امضى شهورا وهو يلتقط الصور متنقلا بين معاقل الفصائل المعارضة في شمال سوريا.

ينتقد الرفاعي الحكومة السورية ولكن ايضا المجتمع الدولي قائلا انهما حولا "الثورة" الى حرب تسببت خلال خمس سنوات بمقتل اكثر من 270 الف شخص.

يقول مستذكرا انطلاقة الحركة الاحتجاجية "خلال الايام الجميلة، كان الشعب هو من يقرر زمان التظاهرات و مكانها، او متى نبدأ الاضراب. اما اليوم فباتت سوريا ملعبا للقوى الكبرى كروسيا والولايات المتحدة و ايران".

برغم صعوبة متابعة الاحداث المتتالية التي تشهدها سوريا عن بعد, يحاول الرفاعي الاحتفاظ بتفاؤله. تعلم اللغة الالمانية ويعمل كمترجم بين اللاجئين الجدد الوافدين الى المانيا ومتطوعي الصليب الاحمر.وفي نيسان/ابريل المقبل, يبدأ الرفاعي تدريبا مع مؤسسة اعلامية الكترونية. و يامل بالعودة في احد الايام الى سوريا ليساهم في اعادة اعمارها. 

التعليقات