محاضرة حول تربية اليتيم بيـن الشِّدة واللِّين بخان يونس

محاضرة حول تربية اليتيم بيـن الشِّدة واللِّين بخان يونس
رام الله - دنيا الوطن
نظمت جمعية دار الكتاب والسنة، محاضرة تربوية إرشادية بعنوان "تربية الطفل اليتيم بيـن الشِّدة واللِّين"، بحضور أولياء أمور الأيتام المكفولين عبر مؤسسة الشيخ عيد الخيرية في دولة قطر الشقيقة، وذلك ضمن برنامج الرعاية المتكاملة للأيتام التي تقدمه المؤسسة لأيتامها.

وأكد الشيخ أمجد اسماعيل المشرف النفسي والاجتماعي بالجمعية خلال تقديمه للمحاضرة، على أهمية الرفق بالأيتام ومساندتهم والبذل من أجلهم، والتفاعل معهم في صورة عطاء مادي أو معنوي، تأثراً بما ألمً بهم يتم نتيجة فقدان الأب.

وقال: "إن المسؤولية الملقاة على كاهل كافل اليتيم ومربيه كبيرة لأسباب متعددة أبرزها: المسؤولية الشرعية المتمثلة في ضمان حقه المادي والمعنوي، والمحافظـة عليــه، فعَنْ أَبِــي هُـرَيْـرَةَ رضي الله عنه، قَــالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:(اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ) رواه ابن ماجه، وصحَّحه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه".

وأضاف الشيخ اسماعيل: "على مربي اليتيم أن يجمع بين الحنان والحزم، فالطفل اليتيم لا يحتاج إلى توفير الإشباع المادي والعاطفي والإحساس بالأمن فقط، ولكنه يحتاج – في الوقت نفسه - للتوجيه والتهذيب والتربية الحازمة المنضبطة التي تجعل منه شخصية سوية يتمكن بها من التوافق الاجتماعي الجيد والعيش بصورة نفسية صحية طبيعية وسط أقرانه".

وشدد على أن مصيبة اليُتْم التي ابتلي بها هذا الطفل لا تعد مبررًا للتوسع في تدليله وعدم الحزم معه للحد الذى يفسده، بل يعامل مثل أي طفل بتوازن واعتدال حتى تستقيم نفسه ولا يتولد عنده شعور بأن اليتم أصبح ميزة تكفل له التدليل والتساهل في التربية ممن يقوم على أمره.

وتابع الشيخ اسماعيل: "هناك فرق كبير بين الترفق باليتيم والإحسان إليه-وهو الأصل في معاملة اليتيم- وبين تنشئته على التدليل، والتراخي في أمره ونهيه، أو عدم زجره عن الأخطاء التي قد يقع فيها أثناء طفولته".

وشدد على أهمية التربية الراشدة لليتيم، وتأديبه من صميم الإحسان إليه، لافتاً إلى أن تربية اليتيم لا تكتمل إلى بتأديبه وتهذيبه، والاحسان إليه لا يكون بالتساهل في وضع الضوابط التي تحكم الطفل اليتيم.

وأشار إلى أن السلف الصالح كانوا يلجؤون إلى الضرب في تأديب اليتيم، رغم عنايتهم الفائقة به، فعَنْ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: قُلْتُ لابْنِ سِيرِينَ: "عِنْدِي يَتِيمٌ، قَالَ: اصْنَعْ بِهِ مَا تَصْنَعُ بِوَلَدِكَ، اضْرِبْهُ مَا تَضْرِبُ وَلَدَكَ"، وذكر في أَدَبُ الْيَتِيمِ عِنْدَ عَائِشَةَ رضي الله عنها فَقَالَتْ: "إِنِّي لأَضْرِبُ الْيَتِيمَ حَتَّى يَنْبَسِطَ". رواه البخاري في الأدب المفرد، وصحَّح إسناده الألباني في صحيح الأدب المفرد.

ولفت الشيخ اسماعيل إلى أهمية التوازن في جوانب تربية اليتيم، من خلال إتاحة الفرصة أمامه ليختلط بالأطفال الآخرين إذا كان وحيدًا، وعدم إبداء القلق عليه، علاوة عدم التدخل الدائم في أموره، وكل ذلك في إطار الرقابة والمتابعة الأسرية له، وبهذا تساعده لينضج عقليًّا واجتماعيًّا، ولا يشعر أن لديه علة أو سبب يجعله أقل من أقرانه.

واختتم المحاضر حديثه بالتأكيد على القاعدة التربوية المثلى في التعامل مع الأبناء، والتي يتوجب أن يكون الكافل أو الأم أباً أو أماً للصغار، وأخاً أو أختاً للأشبال، وصديقاً أو صديقةً  للمراهقين والكبار.