سفير تونس في واشنطن في ندوة بمركز الحوار العربي: التصدي الحاسم للعنف والإرهاب هو الحل لفتح مجالات اقتصادية
رام الله - دنيا الوطن
وسط ترحيب حار من مثقفين عرب حضروا ندوة مركز الحوار العربي في منطقة واشنطن (يوم الأربعاء 2 آذار/مارس 2016) حول مرور خمسة أعوام على ثورة الياسمين، قدّم سفير تونس في العاصمة الأميركية الأستاذ فيصل قويعة عرضاً وافياً لما أمكن
تحقيقه منذ أصبحت تونس مهًدا لثورات التغيير في العالم العربي فقال:
"على مدى السنوات الخمس الماضية شهدت تونس عملية دؤوبة لبناء دولة ديمقراطية وتأسيس فكر ديمقراطي يقوم على أساس قبول الآخر، وقبول الانتقاد، بل وقبول المشاطرة في الحكم رغم الاختلاف."
وأشاد السفير التونسي بالممارسة الديمقراطية في تونس بشكل يرسخ لدى المواطن معنى حرية التعبير وحرية الاجتماع وأثنى على دور وسائل الإعلام التونسية في إتاحة حرية التعبير والنقاش المجتمعي مما أسهم في إثراء الممارسة الديمقراطية من خلال التعود على احترام الرأي الآخر مهما زادت درجة الخلاف.
وقال السفير قويعة إن الشعب التونسي أظهر خلال السنوات الخمس الماضية مستوى عاليا من النضج السياسي بحيث أنه بينما تخلص من رئيسه السابق بمطالبته بالرحيل أصرت جموع الشعب على أن تبقى الدولة التونسية صامدة وراسخة وألا تسمح للنزاعات والاستقطاب بالنيل من مسيرة التحول نحو الديمقراطية.
واستعرض السفير فيصل قويعة ملامح الإنجازات السياسية التي تمت خلال السنوات الخمس الماضية فقال:
"لقد أصبح العمل السياسي والحزبي متاحا لكل مواطن بحيث بلغ عدد الأحزاب التونسية التي تشكلت خلال عام 2011 مائة وسبعين حزبا وهو عدد كبير جدا بالنسبة لتعداد الشعب التونسي ولكنه يمثل ظاهرة صحية تعكس رغبة عارمة من المواطنين
التونسيين في المشاركة السياسية واللإسهام في بناء دولة ديمقراطية حديثة."
وأوضح السفير التونسي أن الانتخابات التي شهدتها تونس سواء للمجلس التأسيسي أو انتخابات رئيس الجمهورية والمجلس النيابي سجلت مستويات مشهودا لها بالنزاهة والشفافية وأنتجت مجلسا لنواب الشعب منتخبا بشكل ديمقراطي يعمل بكل جدية لبناء
نظام ديمقراطي حقيقي يستند إلى الفصل بين السلطات وضمان استقلال القضاء مع مساندة وطنية من جيش عمل دوما على أن يكون درع البلاد وحاميا لمنجزات الشعب التونسي.
الدستور التونسي إنجاز فريد
وأرجع السفير قويعة الفضل في إنجاز دستور تونسي تقدمي تشاركي يفخر به التونسيون إلى الحوار المجتمعي على مدى ثلاثة أعوام شهدت فيه البلاد أكثر من 1700 ندوة واجتماعا لمناقشة كل بنوده وقال:
"أصبح لتونس دستور فريد يحدد بكل وضوح الحريات المكفولة والواجبات المترتبة عليها وأسس نظام الحكم وامتدت بنوده الشاملة لتحدد ملامح الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بل ولتنظم أمور الحفاظ على البيئة وترشيد استهلاك المياه لأهميتها لمستقبل البلاد وضمان أن يستمتع الشعب بخيرات تونس المعدنية."
وأكد السفير التونسي في واشنطن في حديثه في مركز الحوار العربي في منطقة واشنطن الكبري أن أهم ما ميز التجربة التونسية خلال السنوات الخمس الماضية هو ظهور قدر عظيم من النضج السياسي الذي سمح بتعايش اليساريين والإسلاميين والوسطيين في إطار من التوافق الوطني على المبادئ الأساسية بشكل أتاح إمكانية عملهم معا في إدارة شئون البلاد من خلال حكومة إئتلافية مكونة من خصمين سياسيين رئيسيين هما
حزب نداء تونس وحزب حركة النهضة ذو المرجعية الإسلامية واتفاقهما على اقتسام السلطة بمشاركة حزبين آخرين وسطيين في فترة بالغة الدقة.
الإرهاب فاقم المشكلة الاقتصادية
وأوضح السفير قويعة أن الحكومة التونسية تدرك أن أهم تحد يواجه البلاد هو المشكلة الاقتصادية لذلك عملت على النهوض بالنشاط الاقتصادي وتشجيع الاستثمارات الخارجية والشروع في مشروعات تستهدف خلق فرص العمل ولكن موجات العنف والإرهاب التي تعرضت لها البلاد وخاصة خلال عام 2015 زادت من حدة التحديات الاقتصادية حيث أضر الإرهاب بقطاع السياحة الذي يعد عمودا أساسيا للاقتصاد التونسي كما أشاع أجواء من المخاوف الأمنية التي أدت إلى مغادرة بعض المستثمرين وإلحاق الضرر بمعاملات تونس التجارية خاصة مع دول الاتحاد الأوروبي ناهيك عن عزوف المستثمرين الأجانب عن الدفع برؤوس أموالهم للاستثمار في تونس.
ومع ذلك أشاد السفير التونسي في واشنطن بدعم الولايات المتحدة للاقتصاد التونسي من خلال القروض وضمانات القروض والتمويل الإضافي لدعم التنمية الاقتصادية وأثني في هذا الصدد على جهود الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وقال السفير قويعة إن تونس كانت تتطلع إلى استثمارات خليجية أكبر خاصة من دولة الإمارات العربية لتضاف إلى الاستثمارات القائمة من المملكة العربية السعودية والكويت.
وشدد السفير التونسي على أن التصدي الحاسم للعنف والإرهاب والوصول بتونس إلى بر الاستقرار الأمني هو الحل لفتح مجالات اقتصادية أرحب.
الثروة البشرية التونسية
وبنبرة المتفائل الواثق في مستقبل أكثر إشراقا لتونس قال السفير قويعة:
"ستتمكن تونس في نهاية المطاف من تحسين الأوضاع الاقتصادية وخلق فرص عمل للشباب التونسي وفي مقدور 350 ألف خريج جامعي في تونس في مختلف التخصصات أن يسهموا في إنعاش الاقتصاد وتحريك عجلة الإنتاج متى تم استتباب الأمن وعودة النشاط الاقتصادي ولو إلى مستويات متوسطة فبهذه الثروة البشرية ستنطلق قاطرة المستقبل إلى آفاق جديدة في التنمية والتقدم."
جائزة نوبل وسام على صدورنا
وردا على سؤال عن تقييمه للمشاركة الشعبية والديمقراطية التشاركية في تونس خلال السنوات الخمس التي مضت على انطلاق ثورة الياسمين قال السفير قويعة:
"الحوار الوطني في تونس أصبح نموذجا دوليا يحتذى به حتى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طلب من مجموعة من المفكرين وأساتذة القانون الدستوري تدوين مكونات الحوار الوطني التونسي وفضائله وما أمكنه تحقيقه في الخروج بتونس من العديد من المآزق بحيث يصبح من بين وثائق الأمم المتحدة كنموذج يمكن أن تأخذ به الدول والمجتمعات التي أخفقت في خلق التوافق من خلال الحوار المجتمعي."
وأشاد السفير بدور منظمات المجتمع المدني التونسي في انتشال البلاد من هوة خطر الانقسام والاستقطاب الأمر الذي أسفر عن اعتراف العالم بدور أكبر منظمات المجتمع المدني التونسي في نجاح التحول نحو الديمقراطية في تونس من خلال منح جائزة نوبل للسلام لكل من الاتحاد العام التونسي للشغل، والاتحاد العام التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والرابطة التونسية لحقوق الإنسان، والهيئة الوطنية للمحامين التونسيين وقال:
"لقد رأت هذه المنظمات الرائدة من البداية أن من واجبها التدخل السلمي لإنقاذ تونس من الوقوع في فخ الانقسام فتبنت حوارا وطنيا دام قرابة العام تم من خلاله التوصل إلى توافق حول خارطة طريق انطوت على ظاهرة فريدة وهي أن يتخلى الحزب
الحاكم الذي فاز في الانتخابات الديمقراطية وهو حزب حركة النهضة عن السلطة مفضلا مصلحة الوطن على المصالح الحزبية الضيقة.
ونظرا لأانه لا يوجد ما هو أنبل من جائزة نوبل للسلام فإن منحها للمجتمع المدني التونسي يعد وساما على صدوررنا."
وسط ترحيب حار من مثقفين عرب حضروا ندوة مركز الحوار العربي في منطقة واشنطن (يوم الأربعاء 2 آذار/مارس 2016) حول مرور خمسة أعوام على ثورة الياسمين، قدّم سفير تونس في العاصمة الأميركية الأستاذ فيصل قويعة عرضاً وافياً لما أمكن
تحقيقه منذ أصبحت تونس مهًدا لثورات التغيير في العالم العربي فقال:
"على مدى السنوات الخمس الماضية شهدت تونس عملية دؤوبة لبناء دولة ديمقراطية وتأسيس فكر ديمقراطي يقوم على أساس قبول الآخر، وقبول الانتقاد، بل وقبول المشاطرة في الحكم رغم الاختلاف."
وأشاد السفير التونسي بالممارسة الديمقراطية في تونس بشكل يرسخ لدى المواطن معنى حرية التعبير وحرية الاجتماع وأثنى على دور وسائل الإعلام التونسية في إتاحة حرية التعبير والنقاش المجتمعي مما أسهم في إثراء الممارسة الديمقراطية من خلال التعود على احترام الرأي الآخر مهما زادت درجة الخلاف.
وقال السفير قويعة إن الشعب التونسي أظهر خلال السنوات الخمس الماضية مستوى عاليا من النضج السياسي بحيث أنه بينما تخلص من رئيسه السابق بمطالبته بالرحيل أصرت جموع الشعب على أن تبقى الدولة التونسية صامدة وراسخة وألا تسمح للنزاعات والاستقطاب بالنيل من مسيرة التحول نحو الديمقراطية.
واستعرض السفير فيصل قويعة ملامح الإنجازات السياسية التي تمت خلال السنوات الخمس الماضية فقال:
"لقد أصبح العمل السياسي والحزبي متاحا لكل مواطن بحيث بلغ عدد الأحزاب التونسية التي تشكلت خلال عام 2011 مائة وسبعين حزبا وهو عدد كبير جدا بالنسبة لتعداد الشعب التونسي ولكنه يمثل ظاهرة صحية تعكس رغبة عارمة من المواطنين
التونسيين في المشاركة السياسية واللإسهام في بناء دولة ديمقراطية حديثة."
وأوضح السفير التونسي أن الانتخابات التي شهدتها تونس سواء للمجلس التأسيسي أو انتخابات رئيس الجمهورية والمجلس النيابي سجلت مستويات مشهودا لها بالنزاهة والشفافية وأنتجت مجلسا لنواب الشعب منتخبا بشكل ديمقراطي يعمل بكل جدية لبناء
نظام ديمقراطي حقيقي يستند إلى الفصل بين السلطات وضمان استقلال القضاء مع مساندة وطنية من جيش عمل دوما على أن يكون درع البلاد وحاميا لمنجزات الشعب التونسي.
الدستور التونسي إنجاز فريد
وأرجع السفير قويعة الفضل في إنجاز دستور تونسي تقدمي تشاركي يفخر به التونسيون إلى الحوار المجتمعي على مدى ثلاثة أعوام شهدت فيه البلاد أكثر من 1700 ندوة واجتماعا لمناقشة كل بنوده وقال:
"أصبح لتونس دستور فريد يحدد بكل وضوح الحريات المكفولة والواجبات المترتبة عليها وأسس نظام الحكم وامتدت بنوده الشاملة لتحدد ملامح الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بل ولتنظم أمور الحفاظ على البيئة وترشيد استهلاك المياه لأهميتها لمستقبل البلاد وضمان أن يستمتع الشعب بخيرات تونس المعدنية."
وأكد السفير التونسي في واشنطن في حديثه في مركز الحوار العربي في منطقة واشنطن الكبري أن أهم ما ميز التجربة التونسية خلال السنوات الخمس الماضية هو ظهور قدر عظيم من النضج السياسي الذي سمح بتعايش اليساريين والإسلاميين والوسطيين في إطار من التوافق الوطني على المبادئ الأساسية بشكل أتاح إمكانية عملهم معا في إدارة شئون البلاد من خلال حكومة إئتلافية مكونة من خصمين سياسيين رئيسيين هما
حزب نداء تونس وحزب حركة النهضة ذو المرجعية الإسلامية واتفاقهما على اقتسام السلطة بمشاركة حزبين آخرين وسطيين في فترة بالغة الدقة.
الإرهاب فاقم المشكلة الاقتصادية
وأوضح السفير قويعة أن الحكومة التونسية تدرك أن أهم تحد يواجه البلاد هو المشكلة الاقتصادية لذلك عملت على النهوض بالنشاط الاقتصادي وتشجيع الاستثمارات الخارجية والشروع في مشروعات تستهدف خلق فرص العمل ولكن موجات العنف والإرهاب التي تعرضت لها البلاد وخاصة خلال عام 2015 زادت من حدة التحديات الاقتصادية حيث أضر الإرهاب بقطاع السياحة الذي يعد عمودا أساسيا للاقتصاد التونسي كما أشاع أجواء من المخاوف الأمنية التي أدت إلى مغادرة بعض المستثمرين وإلحاق الضرر بمعاملات تونس التجارية خاصة مع دول الاتحاد الأوروبي ناهيك عن عزوف المستثمرين الأجانب عن الدفع برؤوس أموالهم للاستثمار في تونس.
ومع ذلك أشاد السفير التونسي في واشنطن بدعم الولايات المتحدة للاقتصاد التونسي من خلال القروض وضمانات القروض والتمويل الإضافي لدعم التنمية الاقتصادية وأثني في هذا الصدد على جهود الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وقال السفير قويعة إن تونس كانت تتطلع إلى استثمارات خليجية أكبر خاصة من دولة الإمارات العربية لتضاف إلى الاستثمارات القائمة من المملكة العربية السعودية والكويت.
وشدد السفير التونسي على أن التصدي الحاسم للعنف والإرهاب والوصول بتونس إلى بر الاستقرار الأمني هو الحل لفتح مجالات اقتصادية أرحب.
الثروة البشرية التونسية
وبنبرة المتفائل الواثق في مستقبل أكثر إشراقا لتونس قال السفير قويعة:
"ستتمكن تونس في نهاية المطاف من تحسين الأوضاع الاقتصادية وخلق فرص عمل للشباب التونسي وفي مقدور 350 ألف خريج جامعي في تونس في مختلف التخصصات أن يسهموا في إنعاش الاقتصاد وتحريك عجلة الإنتاج متى تم استتباب الأمن وعودة النشاط الاقتصادي ولو إلى مستويات متوسطة فبهذه الثروة البشرية ستنطلق قاطرة المستقبل إلى آفاق جديدة في التنمية والتقدم."
جائزة نوبل وسام على صدورنا
وردا على سؤال عن تقييمه للمشاركة الشعبية والديمقراطية التشاركية في تونس خلال السنوات الخمس التي مضت على انطلاق ثورة الياسمين قال السفير قويعة:
"الحوار الوطني في تونس أصبح نموذجا دوليا يحتذى به حتى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طلب من مجموعة من المفكرين وأساتذة القانون الدستوري تدوين مكونات الحوار الوطني التونسي وفضائله وما أمكنه تحقيقه في الخروج بتونس من العديد من المآزق بحيث يصبح من بين وثائق الأمم المتحدة كنموذج يمكن أن تأخذ به الدول والمجتمعات التي أخفقت في خلق التوافق من خلال الحوار المجتمعي."
وأشاد السفير بدور منظمات المجتمع المدني التونسي في انتشال البلاد من هوة خطر الانقسام والاستقطاب الأمر الذي أسفر عن اعتراف العالم بدور أكبر منظمات المجتمع المدني التونسي في نجاح التحول نحو الديمقراطية في تونس من خلال منح جائزة نوبل للسلام لكل من الاتحاد العام التونسي للشغل، والاتحاد العام التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والرابطة التونسية لحقوق الإنسان، والهيئة الوطنية للمحامين التونسيين وقال:
"لقد رأت هذه المنظمات الرائدة من البداية أن من واجبها التدخل السلمي لإنقاذ تونس من الوقوع في فخ الانقسام فتبنت حوارا وطنيا دام قرابة العام تم من خلاله التوصل إلى توافق حول خارطة طريق انطوت على ظاهرة فريدة وهي أن يتخلى الحزب
الحاكم الذي فاز في الانتخابات الديمقراطية وهو حزب حركة النهضة عن السلطة مفضلا مصلحة الوطن على المصالح الحزبية الضيقة.
ونظرا لأانه لا يوجد ما هو أنبل من جائزة نوبل للسلام فإن منحها للمجتمع المدني التونسي يعد وساما على صدوررنا."