الأحد أكثر أيام الهدنة هدوءا في سوريا

الأحد أكثر أيام الهدنة هدوءا في سوريا
رام الله - دنيا الوطن - وكالات 
قد تكون الأهداف المتوخاة من وقف الأعمال القتالية في سوريا بدأت تتحقق وتؤتي أكلها على الأرض في سوريا . أتفاق الهدنة في سوريا يدخل يومه التاسع و يشكل اليوم الأكثر هدوءا في المناطق التي يشملها وقف أطلاق النار منذ وقف الأعمال القتالية و قصف الطيران الحربي للنظام السوري مدعوما بالقصف الروسي كما وثق المرصد السوري لحقوق الانسان .

باستثناء اشتباكات محدودة في ريف اللاذقية الشمالي ،غرب البلاد، حيث تتواجد جبهة النصرة مع فصائل اسلامية ومقاتلة اخرى بل أن الهدنة انعكست إيجابا على حصيلة ألقتلى. ولم يشهد اليوم حتى اللحظة سقوط خسائر بشرية في مناطق الهدنة,مقارنة مع حوالى 12 قتلوا يوم أمس .

وبالأرقام فإن نسبة الخسائر البشرية من المدنيين تراجعت بنسبة 90 في المائة,ومن مسلحين سواء عناصر من قوات النظام او الفصائل المقاتلة بحوالى ثمانين في المئة" ،مقارنة بما كانت تشهده سوريا قبل الهدنة حسب المرصد السوري لحقوق الأنسان .

يحدث هذا ميدانيا بينما دبلوماسيا تستعد الامم المتحدة لاستضافة ممثلين عن الحكومة والمعارضة السوريين في جولة ثانية من مفاوضات السلام في العاشر من الشهر الجاري في جنيف ، كما أعلن بالأمس موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي مستورا الذي صرح خلال مؤتمر صحافي أن الجولة الثانية من المفاوضات السورية غير المباشرة ستبدأ عمليا في العاشر من الشهر الحالي في جنيف. ليُطرح السؤال :

هل ستشارك المعارضة السورية في هذه الجولة من المفاوضات غير المباشرة ؟

المعارضة لم تحسم موقفها بعد حتى اللحظة . واعتبر رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من المعارضة السورية رياض حجاب في باريس أن "الظروف حاليا غير مواتية" لاستئناف المفاوضات حول سوريا . من جانبه قال منذر ماخوس المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات،الممثلة لا طياف واسعة من المعارضة السورية والتي تشكلت في الرياض:ان"الهيئة لم تتخذ قرارا حتى الآن بشأن المشاركة"في المفاوضات المرتقبة, وهي"تنتظر حصول تقدم في الملف الانساني وفي احترام اتفاق وقف اطلاق النار، وما حصل حتى اليوم غير كاف لمشاركتنا، وفي حال حصول تقدم سنشارك بالتاكيد".

كانت الهيئة حضرت الى الجولة الاولى للمشاركة في المحادثات وليس للتفاوض, على حد تعبيرها وقتها, اذ طالبت بتطبيق قرار مجلس الامن رقم 2254 الذي ينص على ايصال مساعدات انسانية وحماية المدنيين من القصف. الا أن موفد الأمم المتحدة المكلف بالملف السوري ستافان دي ميستورا اعتبر ان "وقف العمليات القتالية هش وليست هناك ضمانة بالنجاح, لكن هناك تقدما وكان مرئيا ولا يمكن لاحد أن يشكك فيه. ويكفي أن تسأل السوريين, وسيقولون ذلك".

ستافان دي ميستورا اكد من جانب آخر أن الامم المتحدة اوصلت خلال الفترة الاخيرة مساعدات الى "115 الف شخص" مشيرا في الوقت ذاته الى ان العدد يبقى "غير كاف. لدينا أكثر من 300 ألف شخص آخرين", ووعد بمواصلة ايصال المساعدات.

ويعيش حاليا وفق الامم المتحدة 486 الف شخص في مناطق محاصرة في سوريا, كما يبلغ عدد السكان الذين يعيشون في مناطق يصعب الوصول اليها 4،6 ملايين نسمة.

و إذا كانت جهود و مساعي دولية عدة لحل هذا النزاع باءت بالفشل طوال تلك السنوات, الا ان من شأن التطورات الاخيرة في الملفين العسكري والإنساني, ان تفتح الطريق امام تقدم سياسي ايضا.فالقوى الكبرى وخصوصا الولايات المتحدة وروسيا تضغط لإنجاح هذه الجولة من المفاوضات والتي تعقد بموجب قرار لمجلس الامن الدولي ،من بين بنوده ايضا وقف لإطلاق ألنار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة اشهر و تنظيم انتخابات خلال 18 شهرا, من دون التطرق الى مصير الرئيس السوري. 

التعليقات