النظام السوري يتكتم على مصير أكثر من ألف فلسطيني في ظل اعتقالات شبه يومية وعمليات توثيق معقدة

النظام السوري يتكتم على مصير أكثر من ألف فلسطيني في ظل اعتقالات شبه يومية وعمليات توثيق معقدة
رام الله - دنيا الوطن
تواصل الأجهزة الأمنية السورية تكتمها على مصير أكثر من (1061) لاجئاً فلسطينياً في سجونها، وذلك بالرغم من المطالبات المستمرة بالإفراج عنهم والكشف عن مصيرهم، ومن بين المعتقلين الأطفال والنساء وكبار في السن وأشقاء وآباء وأبناء وعائلات بأكملها، وتم قضاء المئات منهم تحت التعذيب.
 
وعلى الرغم من صعوبة عملية توثيق المعتقلين الفلسطينيين السوريين في السجون السورية وتشابكها، نظراً لتكتم الأجهزة الأمنية وخوف عائلات المعتقلين من الحديث عن اعتقال أبناءهم، إلا أن فريق الرصد والتوثيق في مجموعة العمل، يوثق بشكل يومي الاعتقالات التي تطال الشباب الفلسطيني في المخيمات وخارجها من خلال شبكة المراسلين، ويكشف عن أسماء معتقلين سابقين من خلال شهادات مفرج عنهم أو من خلال مراسلات عائلاتهم، ووثقت مجموعة العمل (1061) معتقلاً.
ويتوزع المعتقلون الفلسطينيون على كافة المناطق والمخيمات السورية، حيث بلغ العدد الأكبر للمعتقلين في مخيم العائدين وتم توثيق (186) معتقلاً، وفي مخيم اليرموك بلغت الحصيلة (141) معتقلاً، وفي مخيم خان الشيح بريف دمشق (107) معتقلين، أما في مخيم النيرب بحلب بلغ عددهم (86) معتقلاً، وفي مخيم الرمل باللاذقية (78) معتقلاً، وفي حماة بلغ العدد في مخيم العائدين (53) معتقلاً، وفي باقي المخيمات والمناطق تم توثيق (410) معتقلين.
 
فيما يتعرض المعتقلون لكافة أنواع التعذيب والتي قضى خلالها (435) لاجئاً فلسطينياً، تم التعرف على (77) منهم خلال الصور المسربة لضحايا التعذيب، والجدير ذكره أن شهادات لمفرج عنهم من السجون السورية تؤكد وجود رضّع في أحضان أمهاتهم من اللاجئين الفلسطينيين في الأفرع الأمنية السورية.
 
وعلى صعيد آخر، يستمر الجيش النظامي وبعض المجموعات الفلسطينية الموالية له بمنع أهالي مخيم السبينة من العودة إلى منازلهم لليوم (850)، وذلك بعد أن أجبروا على تركها بسبب الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين الجيش النظامي ومجموعات من المعارضة المسلحة والتي انتهت بسيطرة الجيش النظامي على المخيم بشكل كامل، وتشير تقديرات شهود العيان إلى أن أكثر من 80% من المخيم مدمر تدميراً شبه كامل وتحديداً المنطقة الممتدة من جامع معاذ بن جبل وحتى فرن المخيم المعروف بفرن الأكراد، وهو مايشكل المدخل الغربي للمخيم.
وفي موضوع مختلف، حصل الشاب الفلسطيني السوري "باهي سليم ابو حسان" على المستوى الثالث في البحث العلمي للعلماء الشباب على مستوى ألمانيا في مادة الرياضيات والفيزياء، وهو من أبناء مدينة حلب، ومن قرية ترشيحا في فلسطين، يأتي ذلك بعد شهور من دخول اللاجئ الفلسطيني السوري فؤاد أبو سمير، البالغ من العمر 27 عاماً، إلى أحد أهم المراكز البحثية في ألمانيا حيث يعمل في المجال العلمي والتقني في معهد “Desy” الألماني المتخصص في مجال البحوث التكنولوجية والإلكترونية.
 يشار إلى أن العديد من النخب الفلسطينية السورية والجامعيين وخريجي المعاهد والجامعات تحاول شق طريقها في بلدان المهجر بعد فرارهم من الحرب الدائرة في سورية، وتعرض مخيماتهم ومواطن اقاماتهم للقصف والدمار، حيث وصل أكثر من (71.2) ألف لاجئاً فلسطينياً سورياً وصلوا إلى أوروبا حتى نهاية ديسمبر- كانون الأول 2015، فيما لاتزال هجرة اللاجئين من سورية مستمرة.

التعليقات