طولكرم: مقام ومتنزه بنات يعقوب... كنز تاريخي وسياحي مرتبط بالذاكرة الفلسطينية

طولكرم: مقام ومتنزه بنات يعقوب... كنز تاريخي وسياحي مرتبط بالذاكرة الفلسطينية
طولكرم ـ خاص دنيا الوطن ـ همسه التايه:

لم تكن الروايات والحكايات الشعبية التي يتناقلها أهالي ضاحية ارتاح جنوب مدينة طولكرم، سوى مؤشرا واضحا ودلالة أكيدة على أهمية مقام ومتنزه بنات يعقوب الأثري والذي يؤرخ لحقب تاريخية قديمة، لا تزال كل زاوية من زواياه تجسد الموروث الحضاري، وتبرز الإرث والكنز الذي تحويه .

ويشكل مقام ومتنزه بنات يعقوب لوحة فنية تجذب كافة الزوار والمتنزهين لحديقته الأثرية وتصاميمه الطبيعية المنحوتة من الصخر، حيث كان ولا يزال يشكل نقطة جذب سياحي لأهالي محافظة طولكرم بشكل خاص والمحافظات الأخرى بشكل عام، إضافة إلى أهلنا في الداخل المحتل"مناطق 48".

وحول تسمية الموقع وأهميته التاريخية والأثرية، أكد مفيد صلاح مدير السياحة والآثار في محافظتي طولكرم وقلقيلية، على أن ضاحية ارتاح هي امتداد طبيعي لمدينة طولكرم من الجنوب حيث يعتقد سكانها نقلاً عن أجدادهم أنها سميت بهذا الاسم ( ارتاح )، لان يعقوب عليه السلام ارتاح بها، ورد إليه بصره فيها عندما سمع بوجود إبنه يوسف عليه السلام على قيد الحياة وهذه الرواية شعبيه تناقلها سكان المنطقة عن أجدادهم.

هذا وتوالت على ضاحية ارتاح حضارات مختلفة منها البرونزية شرق القرية، والرومانية والبيزنطية والإسلامية الأولى، ثم الإسلامية المتأخرة .

وعن المعالم الأثرية التي يحتويها المقام، أكد مدير السياحة والآثار على أنه يضم مبنى يتكون من طابقين، الأول" الطابق السفلي "ويعود للعصر الروماني، أما الثاني" الطابق العلوي" وهو مبنى أسلامي ذو قباب يعود للفترة المملوكية، وفي هذه الغرف محراب وسرداب يؤدي للطابق السفلي، بالإضافة إلى ساحة تتقدم الغرف تؤدي إلى بوابة المقام، وبالقرب من المقام بركتان واحدة "متوسطة الحجم" والأخرى" صغيرة" وهما مبنيتان من الحجارة ومقصورتان من الداخل تعودا للفترة الرومانية، وهناك بعض المباني العثمانية الواقعة في وسط القرية بالقرب من الخربة .

وأضاف:" يتميز المقام بإرتباطه بالذاكرة الفلسطينية خاصة أنه يحتوي على فرن تقليدي لإنتاج الفخار وتصنيعه يدويا ويطلق عليه "الفخارة".

وكانت بلدية طولكرم بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار ما بين أعوام 2002م – 2004مقد قامتا بترميم وتأهيل وتطوير مقام بنات يعقوب الأثري ضمن مشروع تطوير موقع التراث الثقافي في شمال الضفة الغربية ضمن برنامج ( تشغيل ) التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي " UNDB " برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني، حيث تم توقيع اتفاقية تفاهم على استلام أدارة الموقع لبلدية طولكرم ووزارة السياحة والأثار .

بدوره، أكد عبد الخالق جباره مدير العلاقات العامة والإعلام في بلدية طولكرم على أن بلدية طولكرم تقوم بإدارة الموقع والإشراف عليه وتهيئته لإستقبال الزوار والمتنزهين، حيث عينت حراس دائمين على مدار 24 ساعة، وقامت بتوفير المقاعد وخدمات WIFI والدخول المجاني للمقام والمتنزه، بالإضافة إلى توفر كافيتيريا "صغيرة" وتزويده بالألعاب والمراجيح "السحاسيل"، والإشراف على نظافته بإستمرار.

وأوضح أن من ضمن اهتمامات المجلس البلدي تشجيع السياحة الداخلية والحفاظ على المواقع التاريخية والأثرية، مشيرا إلى قيام البلدية بتوفير الأجواء والجلسات العائلية المناسبة بالإضافة إلى استقبال الرحلات المدرسية.

ودعا مدير العلاقات العامة والإعلام في بلدية طولكرم المواطنين في المحافظات الفلسطينية كافة بالإضافة إلى أهلنا في طولكرم ومناطق 48 إلى زيارة الموقع والتعرف على مكانته وأهميته التاريخية والتراثية، مشيرا إلى أن الموقع يتوفر به جلسات أسرية هادئة، وأجواء طبيعية رائعة.

وكان مقام ومتنزه بنات يعقوب قد شهد أعمال تأهيل وترميم ومنها تأهيل المقاعد والمظلات والمدرج ـ الذي يتسع لـ 50 شخصا ـ لإقامة الحفلات والعروض الفنية، بالإضافة إلى زرع الأرضية بالعشب الأخضر وتنظيف المقاطع الصخرية وإقامة سور وسياج محيط بالمقام وتوفير خدمات المياه والكهرباء.