تلاكيك

تلاكيك
كتب غازي مرتجى

*

لقد نسفت مبادرة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي كل ما ادعّته بعض الجهات عن رفض الحكومة الفلسطينية (احترام) المعلم الفلسطيني , وقد أجابني الدكتور الحمدلله رئيس الحكومة صادقاً عندما طلبت منه إجابتي بصراحة حتى (Off Record) فأكدّ لي أنه يهتم للمعلم أكثر من أي فئة أخرى ولا يُمكن أن يضع نفسه وحكومته ومن خلفهم السيد الرئيس بمواجهة مع المعلمين وهم الفئة الأكثر أهمية في الوظائف العامة .. أجابني يومها رئيس الحكومة :"أنا مدرس – الرئيس مدرس والوزير مدرس" فكيف نواجه المدرسين ؟

لقد بان وأصبح واضحاً تحركات بعض الجهات للضغط على الحكومة ومحاولة إحراجها في الملف الأكثر حساسية , واستعداد الحكومة منذ البداية لتطبيق الاتفاق الذي أبرمته مع اتحاد المعلمين والذي وُصف يومها بأنه تاريخي كان كفيلاً بوقف أي تحركات من شأنها تأجيج الأوضاع الداخلية التي تُعاني أصلاً من قلة الاهتمام الاقليمي والعالمي .

تلك الجهات ذاتها حاولت توجيه الدفّة تجاه تنظيمات لا دخل لها في الحراك أصلاً رغم دعمها المباشر له اعلاميا ً لكنها لم تكن المُحرك لتوجهات المعلمين واحتجاجاتهم على الأرض .

أعتقد أن الحكومة وبعد أن أعلنت اقتراضها من البنوك لصالح حل أزمة المعلمين "عدّاها العيب" كما يقول المثل العام ولو لم تكن استجابت لمطالبهم لقُلنا أن ّ الحكومة "تُجاهر بالذنب" .. فلا (القول) ينفع ولا (المبادرات) تنجح ولا (المطالبات) تؤتي أُكلها .. فإن كان الهدف إسقاط  اتحاد المعلمين فقد أُسقط وإن كانت الأنظار تتجه نحو الاستحقاقات فقد تم .. أما وقد نفذّت الحكومة كل وعودها .. لم الاستمرار بذلك ؟

بعض صفحات الفيسبوك التابعة لجماعات من حراك المعلمين هاجمت بعض الزملاء الصحفيين فقط لمُطالبتهم بالعودة للتعليم ونبع حديثهم من خوفهم على أبنائهم من الضياع .. لا أعتقد أن أسلوب "الترهيب" بات يُؤتي أكله في الوقت الحاضر فالرأي مكفول للجميع وليس من المهنية الإتيان برأي المعلمين (حتى لو كانوا الفئة المظلومة) وتجاهل الطرف المٌقابل .


**

انفراجة في الأزمة المصرية – الحمساوية باتت قريبة , وقد أكدت بعض الشخصيات المقربة هذه الأنباء وتحدثت بتفاصيل أن وفداً من حركة حماس سيغادر الى القاهرة قريباً والحديث يدور عن فتح قريب لمعبر رفح .

العلاقات المصرية مع دولة فلسطين تمر بمنعطف صعب ولا تزال الأوضاع بين الجانبين متوترة رغم رحلات الوفود الرسمية الى القاهرة بشكل شبه أسبوعي .

لو كنت مكان حماس لطلبت رسمياً وساطة القاهرة في كافة الملفات وفوّضتها بفرض حل لإنهاء الانقسام الفلسطيني واستكمال المباحثات غير المباشرة مع اسرائيل لتحسين شروط التهدئة الحاصلة بين الطرفين .