في نقد اضراب القيق : يجب عزل السفير في بلغاريا - قرارات فتحاوية قريبة ومباحثات تركية اسرائيلية

في نقد اضراب القيق : يجب عزل السفير في بلغاريا - قرارات فتحاوية قريبة ومباحثات تركية اسرائيلية
كتب غازي مرتجى

*

ضجّ الاعلام بخبر اغتيال المناضل عمر النايف في بلغاريا وشكّل الرئيس لجنة تحقيق رفيعة المستوى , السفير استبق اللجنة وأعلن عدم وجود حراسات أو كاميرات مراقبة .
نسف السفير أحمد المذبوح التحقيق قبل أن يبدأ ولو كان بيدي قرارا لما انتظرت انتهاء عمل لجنة التحقيق وأصدرت قرارا فورياً بعزل السفير المسؤول وكل من له صلة بأمن السفارة .

**

انتهى اضراب الزميل "محمد القيق" عن الطعام ولي الحق وزملائي ومن يرغب بالعمل على تقييم الحالة التي صنعها إضراب الأسرى الإداريين عن الطعام وسنأخذ قضية القيق مثالاً .
لقد تجاوزت قصة الزميل القيق الاضراب عن الطعام لتتحوّل إلى بازار سياسي بتصريحات من عائلة الزميل كان الهدف منها إحراج القيادة السياسية الفلسطينية والرئيس أبو مازن .
لقد تحولّت قضية الزميل القيق في الأسبوعين الأخيرين إلى قصة "الراعي والذئب" حتى أصبحت "فورمة" الخبر اليومي بقرب استشهاد القيق محفوظة لدى المحررين .
أثبت الاضراب الذي يخوضه الأسرى الإداريين نجاحه وأذلّ السجّان الاسرائيلي في أكثر من موقف وأثبت للعالم أن اسرائيل دولة تمارس عنصريتها وديكتاتوريتها ولا تلتزم بالقانون الانساني كما تدعّي وتزعم والأكثر من ذلك أنها دولة لا ترضخ إلا بالقوّة .. لكن 
أثبتت الاضرابات السابقة والحالية عدم وجود "مركزية" قرار لدى الحركة الاسيرة كما بات جلياً وواضحا ً تحكُم الانتماء والخلفية التنظيمية لحجم التفاعل مع القضية وانجرار الكل خلف التأييد والتحشيد مُجبرين بسبب الضغط الحزبي أولا ً .. لكن وصول الإضرابات المذكورة الى هدف لتسجيل المواقف لصالح حسابات حزبية ضيقة كان الأخطر في هذه الحالة .
لقد حملّت عائلة الزميل القيق الرئيس والقيادة المسؤولية عن حياة ابنها للرئيس أكثر من مرّة وكأن أبو مازن يملك مفاتيح سجّانه وبيده إمكانيات اطلاق سراحه , ولو كان بيد الرئيس عُشر ذلك لما بقي أسيراً إدارياً أو محكوماً في السجون !
لقد صمت الكُل يوم أن كان "محمد" مستمراً باضرابه بل تفاعلنا وشاركنا بحملات الضغط للإفراج عنه - لكن وبعد ان انتهى الاضراب بانتصار السجين على سجّانه كان لا بُدّ من الحديث عن الأخطاء وتقييم المرحلة السابقة , كم وكيف التفاعل مع محمد والعمل الديبلوماسي الرسمي لإيصال قضيته للعالم .
لن تتوقف اسرائيل عن المحكوميات الادارية وستستمر بحملاتها المجنونة لتشريع الاعتقال الإداري ولن يتوقف "الإداريون" عن الاضراب عن الطعام وقد أصبح إضراب أسير إداري عن الطعام حدثاً شبه شهري وهو أمر صحّي وسيؤدي حتماً لرضوخ اسرائيل لوقف قرصنتها على القانون الدولي .
وجب على الجهات المختصة تقييم تلك التجربة ولم لا تقوم المراكز والمختصين بإجراء دراسات وأبحاث والحديث عن السلبيات والإيجابيات لنتمكّن من استغلال أي اضراب لأسير إداري قادم على أكمل وجه بدلاً من حالة التخبط الواضحة في الحالات السابقة .

 ***

تصريحات غريبة عجيبة صدرت خلال الاسبوع الماضي من قيادات فلسطينية وازنة وكلها تصب في نطاق "التخويف والترهيب" .
واضحٌ أننا نمر في مرحلة انتقالية ستؤدي فيها حالة الجمود الواضح الحاصلة حالياً داخلياً ودولياً إلى قرارات حاسمة وجادة خلال الفترة القادمة وسيكون تأثيرها كبير وواضح بما يؤثر على حالة الضياع الحالية لتنتهي الفترة الانتقالية بوجه ثابت ونتائج إيجابية إن كانت الأهداف واضحة وتضافرت الجهود الوطنية كلها وبوجه متخبط ونتائج سلبية في حال استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه .
سيجتمع المجلس الثوري التابع لحركة فتح بداية الشهر القادم وتوقعات تشير الى قرارات ستكون (حاسمة) على الورق كما قرارات المجلس المركزي (مارس 2015) وستتنوع بين قرارات تخص العلاقة مع اسرائيل وأخرى تخص العلاقة مع حماس مع اعطاء حوارات الدوحة فرصة أخيرة .. وإلاّ !
لا أعتقد أن الوضع الفلسطيني الداخلي بحاجة لصدمات جديدة وإنما بحاجة الى تنازلات متبادلة من الطرفين والابتعاد قليلاً عن قانون حرق الوقت الذي يُحرق مقابله أعمار أجيال كاملة ويتزامن معها حالات (حرق) فعلي لليائسين والمُعتازين !

****

المفاوضات الثنائية الاسرائيلية التركية في وجهتها الأولى ثنائية وهي بالأصل محورية وتستند الى ترتيب المحور السُنّي وتحييد علاقته مع اسرائيل (برأي متفائل) أو محاولة جذب اسرائيل للمساعدة في المحور (رأي يعتمد على نظرية المؤامرة) .

لقد أثبتت اسرائيل عدم نيتها رفع الحصار عن غزة أو تقديم مساعدة استراتيجية للسكان هناك وكانت الفترة الزمنية ما قبل وبعد حرب غزة الأخيرة سانحة لكي تفعلها .

نتنياهو المُلقب بـ"الجبان" أصبح ملك إسرائيل ولا يجد أي منافس له على الإطلاق ويتخلّص من منافسيه (حتى اليمينيين المتطرفين أو أبناء حزبه) مباشرة بعد أي مؤشرات قد تدل على ارتفاع شعبيتهم .

لقد اعتاد نتنياهو على استمرار الوضع على ما هو عليه ويعتبر أن الاستمرار بحالة الثبات الحالية مع استمرار بناء المستوطنات هو الأسهل والأقرب للوصول الى أهدافه وهو على (حق) مع استمرار الحالة الانقسامية الفلسطينية المُخزية .

لا يجب الرهان كاملاً على الوعودات الاسرائيلية أو حتى الاتفاق مع محاور عربية او اسلامية او حتى دولية والرهان الوحيد الناجح والأسلم هو إنهاء الانقسام فوراً ودون أي شروط مسبقة مع ضرورة تنازل الطرفين والنزول عن الشجرة ثقيلة الظل .

غزة في مباحثات تركيا واسرائيل هي نقطة من بين عشرات النقاط التي يتحاور الطرفان عليها ولا يُمكن ان ترهن "تركيا" الحالمة بعودتها لسوريا ووقف التمدد الكردي وابقاء تواجدها الاقليمي في حال رفضت اسرائيل العرض التركي حول غزة .. لذا فإنّ انتظار ما ستؤول له نتائج المباحثات التركية الاسرائيلية هو لبنة أخرى في جدار تعزيز الانقسام وزيادة الشرخ الداخلي والابتعاد كثيراً عن "التصور العملي" المُتفق عليه مؤخراً !

*****

لقد وصل توفيق عكاشة لمرحلة توقّع فيها ان تحريضه المستمر على الفلسطينيين وقطاع غزة آتى أكُله مع الشعب المصري الحي وأنه عندما يلتقي السفير الاسرائيلي ويدعوه لمنزله ويطلب لقاء رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو سيجد صدى للقائه ومبادرته الخيانية .

لم أُفاجأ من رد فعل الاعلام المصري الحُر والشعب المصري المناضل العروبي والقومي , فهذه صفات الشعب الحر المتمسك بثوابته مهما حاول بعض الإعلام  المتآمر حرف القضية المركزية للعرب والمسلمين وتحويل العداء نحو فلسطين لا اسرائيل .

أرفق فيديو يصف الحالة العُكاشية باعترافاته على نفسه حتى لا نهبط إلى مستوى "عُكاشة" في النقد الحيواني لـ"الحُمار" وفقاً لاعترافاته !