قذاف الدم : لابد من راية بيضاء يجتمع تحتها الليبيون دون تمييز

قذاف الدم : لابد من راية بيضاء يجتمع تحتها الليبيون دون تمييز
رام الله - دنيا الوطن - وكالات 
في الذكري الخامسة للثورة الليبية، التي أطاحت بنظام العقيد معمر القذافي، يبدو المشهد الليبي مرتبكاً ومعقداً، في ظل تناحر الفرقاء سياسياً وعسكرياً بسبب اختلافات جهوية وقبلية وإيديولوجية.وعلى الرغم من الجهود المبذولة من أجل تشكيل حكومة وفاق تبحر بالبلاد إلى بر الأمان، إلا أن الآراء تتضارب بشأن جدوى تلك الجهود، في وقتٍ يدق فيه الجميع نواقيس خطر تمدد تنظيم "الدولة الإسلامية".

معاناة الليبيين وتفشي الإرهاب وانقسام الأرضية السياسية وتردي الأوضاع الاقتصادية، كلها محاور مثيرة للجدل داخل الأوساط الليبية، وتدفع بالليبيين نحو واقع جديد ينخفض فيه سقف مطامحهم، مقارنةً بما كان عليه الوضع عام 2011، عندما كانت ليبيا "تنعم بالأمان والاستقرار" حسب أحمد قذاف الدم، المسؤول السياسي لـ"جبهة النضال الوطني" ومنسق العلاقات الليبية-المصرية سابقا، والذي يرى في حديث خص به "مونت كارلو الدولية" أن التدخل الدولي وما يعتبره "مؤامرة محاكة" ضد المنطقة العربية بأكملها، هما المسئولان بدرجة أولى عن التدهور والدمار اللذين تعيشهما ليبيا.

وبشأن حكومة الوفاق الوطني الليبية، أعرب أحمد قذاف الدم عن عدم تفاؤله بنجاحها وقدرتها على حل الأزمة الليبية، لأنه يرى أنها لا تمثل كافة الأطياف الليبية وكانت قد انبثقت عن اتفاق أقصى عدة أطراف، من بينهما أنصار النظام السابق، وهم "أغلبية" على حد تعبير قذاف الدم الذي لفت إلى أن الأسماء التي تضمنتها هذه الحكومة أو سابقاتها لا تمتلك الخبرة السياسية الكافية ولا التأييد الشعبي اللازم لعبور المرحلة الأصعب في تاريخ ليبيا، بالرغم من أنه يحترم هذه الحكومة، حسب قوله.

وتمنّى أحمد قذاف الدم أن تكون نية الغرب خيراً من وراء تدخله العسكري المتوقع لمحاربة الإرهاب في ليبيا وتصحيح الأخطاء التي اقترفها قبل خمسة أعوام، مشككاً، في الوقت نفسه، في مآرب القوى الغربية من نشر أساطيلها قبالة السواحل الليبية، في الوقت الذي "تعبر فيه القوارب والطائرات والقوافل المحملة بالإرهابيين من تركيا وسوريا ودول إفريقيا" تحت مرأى ومسمع الدول الكبرى التي تعلم جيداً، بحسب قذاف الدم، مصادر تمويل الإرهاب في بلاده و تنميته وتسليح منظماته.

وحول دور الأطراف الإقليمية في الملف الليبي، يعتبر أحمد قذاف الدم أن الجميع معني ومتضرر مما يجري في ليبيا، وبالأخص مصر التي تشترك مع ليبيا في شريط حدودي طويل، ما يهدد أمنها واستقرارها.لكنه في الوقت نفسه، أكد أن الجيش الليبي لديه ما يكفي من الإمكانات البشرية والقوة لمحاربة الإرهاب وإعادة الأمور إلى نصابها، ما يغنيه عن أي تدخل عربي أو دولي،حسب رأيه موضحاً أنه على الدول العربية المنقسمة أن تتوحد لتحصين المنطقة كلها من خطر الاندثار المحدق بها.

وبالتطرق إلى المصير الذي ينتظر الليبيين في حال استمرار حالة الانقسام واختلاف المصالح والأجندات بين الفرقاء، يخشى أحمد قذاف الدم أن تتحوّل ليبيا إلى ما يشبه "سيناريوهات الصومال، أو العراق، أو أفغانستان"، مشدداً على ضرورة تشكيل حكومة محايدة تضم جميع أطياف الشعب الليبي وليس "الفبرايريين" نسبة إلى الأحداث التي جدت في فبراير عام 2011 وأدت إلى إسقاط النظام السابق.