الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب يثمن قرار تخفيف الحكم عن الشاعر الفلسطيني أشرف فياض

بيان من الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب

بشأن تخفيف الحكم عن الشاعر الفلسطيني أشرف فياض 

تابع الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ما نشرته الصحافة السعودية يوم الثلاثاء، حول إلغاء حكم الإعدام الصادر بشأن الشاعر والفنان التشكيلي الفلسطيني المعروف أشرف فياض، على خلفية اتهامه بالترويج لأفكار إلحادية، في قصائد ديوانه "التعليمات بالداخل"، الذي صدر قبل عدة سنوات، وتخفيفه إلى السجن ثماني سنوات والجلد ثمانمائة جلدة.

إن الاتحاد العام إذ يثمن هذه الخطوة الإيجابية من القضاء السعودي النزيه، ويعتبرها انحيازًا للتنوير وحرية الرأي، وإدراكًا في محلة لدور الشعر والشعراء، فإنه يتطلع إلى إسقاط الحكم بالكامل، لأنه لا يجوز تفسير الشعر بدلالاته الأولى، أو تأويله من زاوية واحدة، فالبناء الشعري بطبيعته مركب ويحتمل أكثر من معنى، وقد يقول شيئًا ويرمي إلى غيره، كما أن المعني بذلك ليس المؤسسات الدينية، مع احترامنا وتوقيرنا لها، بل نقاد الأدب الدارسين المتخصصين والشعراء العارفين بأسرار الشعر.

إن الكلمة لا يرد عليها إلا بالكلمة، والرأي بالرأي، والفكر بالفكر، وتاريخنا الإسلامي مليء بالدروس من حياة رسول الله والخلفاء الراشدين، فقد كان النبي (ص) يتسامح مع منتقديه وشاتميه، ولا يقابل الأذى بمثله، وليس أدل على ذلك من تسامحه مع مشركي مكة يوم الفتح، كما كان يعرف شطط الشعر وجنوح الشعراء، وفي الأحاديث النبوية الكثير من الروايات الدالة على ذلك.

كما يطالب الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب كل الحكومات العربية بضرورة مراجعة القوانين التي تقيد الفكر وتحد من حرية الإبداع، لأن الأوطان لا تبنى بالخوف والتضييق، بل بترك مساحة واسعة للإبداع الذي يواجه موجات الظلام المتسترة بشعارات الدين، والتي تقتل الآمنين وتحرقهم دون ذنب اقترفوه.

وفي الوقت نفسه يطالب الاتحاد العام الأدباء والكتاب العرب بالمضي في طريق الكتابة المسؤولة، وعدم تحويل أقلامهم إلى أدوات بطش عبر ممارسة كتابة عدوانية تتضمن الإساءة إلى الغير، فنحن في الاتحاد العام نؤمن أن الإبداع طريق تغيير، وفيما ننحاز بالكامل إلى حرية الكاتب، فإننا نطالب البعض- وهم قليلون بطبيعة الحال- باحترام حريات الآخرين.

حبيب الصايغ

الأمين العام

للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب

صدر في أبو ظبي: