الدولة الفلسطينية وأمل جديد

الدولة الفلسطينية وأمل جديد
بقلم : عبدالله عيسى
رئيس التحرير

اعتادت الادارة الامريكية منذ عام 1973 على ان تقدم مبادرة جدية لحل القضية الفلسطينية بعد كل حرب او ازمة في منطقة الشرق الاوسط فكانت مبادرة جنيف 1974 وفتح الباب امام الاعترافات الدولية بمنظمة التحرير الفلسطينية بعد حرب بيروت 1982 ثم اتفاق اوسلو ومؤتمر مدريد للسلام بعد حرب الخليج الاولى عام 1990 ولكن الادارة الامريكية توقفت عن تقديم المبادرات الجدية ولم تمارس أي ضغوط تذكر على اسرائيل منذ حرب العراق وسقوط بغداد 2003 باستثناء وعد من الرئيس الاسبق جورج بوش الابن عندما تعهد للرئيس ابو مازن بان لاتنتهي ولايته قبل ان تقوم الدولة الفلسطينية ولم ينفذ وعده وترك الامر للرئيس اوباما الذي لم يمارس أي ضغط يذكر على اسرائيل حتى الان وتفرغ اوباما لاسقاط انظمة عربية وخلق قلاقل في دول عربية عديدة .

المبادرة الجدية الوحيدة جاءت من فرنسا فقط عندما اعلنت قبل ايام انها ستعترف بالدولة الفلسطينية اذا انهارات المبادرة الفرنسية وردت الادارة الامريكية بانها على علم بالموقف الفرنسي ولم تحدد موقفا ضاغطا على اسرائيل .

ويبدو ان نتنياهو يشعر بان ضغوطا قادمة في الافق ضد اسرائيل وبالتالي نراه يتخبط بتهديد حزب الله تارة وحماس بغزة تارة اخرى للخروج من المازق السياسي .

وعلى الصعيد العربي فان الموقف العربي ضعيف جدا بل انه من باب رفع العتب بسبب الظروف الصعبة التي تواجهها الدول العربية وانشغالها بخطط مكافحة الارهاب ودوامة الاوضاع الداخلية الصعبة منذ خمس سنوات .

فالموقف الفرنسي لن يحقق أي نتائج بدون العامل الذاتي الفلسطيني لتحريك الموقف الامريكي وهو الاهم بتحقيق الوحدة الوطنية وتكثيف الجهد الدبلوماسي الفلسطيني على الساحة العربية والدولية وبدون ذلك لن تستطيع فرنسا ان تقيم لنا دولة مستقلة والمطلوب من الدول العربية مساندة الموقف الفلسطيني من جميع النواحي قدر المستطاع لانجاح الجهود الفلسطينية .

التعليقات