حالة من الغضب العارم في لبنان نتيجة اصرار وكالة "الاونروا" على تطبيق نظام الاستشفاء

حالة من الغضب العارم في لبنان نتيجة اصرار وكالة "الاونروا" على تطبيق نظام الاستشفاء
رام الله - دنيا الوطن - محمد دهشة
علمت "صدى البلد" ان حالة من الغضب العارم عمت ابناء المخيمات الفلسطينية في لبنان نتيجة اصرار وكالة "الاونروا" على تطبيق نظام الاستشفاء الجديد، التي تسبب بسلسلة من الحوادث، فيما لم يخرج الاجتماع الذي عقد في عمان بين مسؤولين فلسطينيين وفي "الاونروا" بأي نتائج إيجابية سوى وعود باعادة دراسة الموقف من جديد، ما أعتبره اللاجئون "تعنتا" و"نذير شؤم".

فقد حبس اللاجئون الفلسطينيون في لبنان انفاسهم بانتظار نتائج اللقاء الذي عقد في عمان بين عضو اللجنة التنفيذية لـ "منظمة التحرير الفلسطينية" رئيس دائرة شؤون اللاجئين  زكريا الاغا ومفوض عام وكالة الغوث بيير كرينبول ومدير عام الأونروا في لبنان ماتياس شمالي، والذي جاء أثر موجة غضب فلسطيني عارم في كافة المخيمات الفلسطينية احتجاجا على قرارات وكالة "الاونروا" الاخيرة تقليص خدماتها الصحية وفق نظام استشفائي جديد، لا يراعي خصوصية اللاجئين في لبنان وحرمانهم من الحقوق المدنية والاجتماعية الانسانية ما يعرض حياتهم لخطر الموت.

وأكدت مصادر فلسطينية لـ "صدى البلد"، بان اجتماع عمان اتسم بالتعنت وإدارة الظهر للمطالب الفلسطينية المحقة ورفض العودة إلى النظاام الاستشفائي الذي كان معمولا به في العام 2015، لكنه لم يوصد الابواب بالمطلق بسبب التقديرات التي رفعها كبار الموظفين في "الاونروا" في تقاريرهم وتوقعوا فيها استمرار الغضب وحركة الاحتجاج حتى تصل الى المقر الرئيسي في بيروت، وخلص الى وعود معلقة من ادارة الاونروا مراجعة الاعتراضات ودراسة الموقف من جديد على ضوء ما تم توضيحه من قبل الأغا واتخاذ ما يلزم من إجراءات تكفل تقديم الخدمات الضرورية وبالذات الخدمات الصحية بدون تحميلهم أية أعباء اضافية خارج عن قدرتهم المادية.

وأكد الأغا أن المنظمة ودائرة شؤون اللاجئين فوجئت بهذه القرارات التي لا يمكن قبلوها والتي ستؤثر سلباً على أوضاع اللاجئين وخاصة المرضى الذين هم بحاجة ماسة لتقلي العلاج المناسب وبالذات الذين يعانون من أمراض القلب والسلطان وكذلك اللذين يحتاجون لإجراء عمليات جراحية وتلقي العالج المناسب في المستشفيات الخاصة والحكومية.

وأوضح أن خصوصية الوضع الفلسطيني في لبنان، بالإضافة الى انعدام وجود أية جهة أخرى غير الأونروا تقدم الخدمات الصحية وغيرها للاجئين الفلسطينيين هناك، وما يعانيه اللاجئون في المخيمات من ارتفاع نسبة البطالة والفقر لعدم وجود فرص عمل لهم، يتطلب حذراً شديداً ودراسة مستفيضة قبل اتخاذ أية قرارات من شأنها أن تؤثر سلباً عليها، مطالبا بإعادة النظر فيما تم اتخاذه من قرارات تقشفية تتعلق بالاستشفاء والعودة الى نظام الاستشفاء للعام 2015، مؤكدا أن العجز في ميزانية الوكالة لا يعالج بتخفيض الخدمات بل من خلال البحث عن مصادر تمويل أخرى لسد هذا العجز.

رهان خاسر

وتراهن وكالة "الاونروا" على عامل الوقت لتخبو جذوة التحركات الاحتجاجية الفلسطينية، لكن المصادر الفلسطينية اكدت ان رهانها سيكون خاسرا وسلبيا عليها، أمام خيارين أما التراجع عن مطالبنا وحقوقنا والاستسلام لمسلسل التقليصات المؤدي إلى شطب الأونروا وشطب ملف لاجئي فلسطين وشطب حق العودة أو الاستمرار في التحركات الشعبية في كل المخيمات الفلسطينية في لبنان

واوضحت المصادر، أنه ليس أمام اللاجئين إلا الخيار الثاني وهذا يتطلب موقفا فلسطينيا موحدا في وجه سياسة "الأونروا" والمانحين والاستمرار في التحركات وبوتيرة تصاعدية كما هي الآن وإقامة خيمة أو اعتصام مفتوح في بيروت يتناوب على المشاركة فيه ابناء المخيمات في المناطق الخمسة وصولا الى التوجه الى السراي الحكومي لتضغط على إدارة الأونروا.

اجتماع حاسم

سياسيا، عُقد في مقر سفارة دولة فلسطين لقاء جمع السفير اشرف دبور وممثل حركة حماس في لبنان علي بركة، بحضور مسؤول العلاقات السياسية في حركة حماس زياد حسن، والمستشار أول حسان ششنية ونائب أمين سر إقليم  حركة فتح غسان عبد الغني وعضو الإقليم سرحان يوسف، حيث جرى التأكيد على تعزيز الوحدة الوطنية بين كافة مكونات العمل الوطني الفلسطيني في لبنان والعمل المشترك لحماية أبناء شعبنا ومخيماتنا عنوان حقنا في العودة، وتحصينها في وجه كل من يحاول العبث بأمنها والعمل على كافة الاصعدة للتخفيف من معاناة شعبنا الحياتية والمعيشية وحقه في الحصول على كافة الخدمات وبخاصة الصحية والتعليمية والإغاثية واستكمال اعمار مخيم نهر البارد من قبل وكالة "الأونروا", ورفض كافة الإجراءات والقرارات التي تمس حياة اللاجئين وخاصة البرنامج الإستشفائي الجديد.

كما عقد السفير دبور اجتماعا مع وفد من الجبهة الديمقراطية ضم عضو المكتب السياسي الرفيق علي فيصل وسهيل الناطور بحضور المستشار ششنية حيث عرض الطرفان لابرز التطورات خاصة التحركات الجماهيرية المتواصلة احتجاجا على تخفيض خدمات وكالة الغوث.

واكد الطرفان بان التحركات الجماهيرية متواصلة حتى استجابة وكالة الغوث للمطالب الشعبية بالتراجع عن جميع الاجراءات بتخفيض الخدمات مؤكدان على وحدة الموقف الفلسطيني ووحدة التحركات الشعبية التي تضمن فرض التراجع عن قرارات الاونروا الجائرة، مشيران الى ان الاونروا والدول المانحة تتحملان مسؤوليتهما لجهة تأمين الاموال الضرورية لسد العجز في الموازنة العامة وبما ينعكس ايجابا على مستوى تحسين الخدمات.

اقفال واحتجاج

ميدانيا، أقفل ابناء مخيم البرج الشمالي في منطقة صور، عيادة "الاونروا" الصحية لبعض الوقت احتجاجاعلى عدم تسديد كلفة علاج الطفلة المريضة لامار مرعي في احدى مسشتفيات المدينة، غير ان القوى السياسية واللجان الشعبية والاهلية اعادت فتحها امام المرضى، قبل ان تتوسه حركة الاحتجاج حيث جرى اقفال مكتب مدير منطقة صور احتجاجا، فيما شكا عدد من المرضى من انقطاع التيار الكهربائي في عدد من عيادات "الانروا" في صور وبيروت في "ظاهرة خطيرة" بعد عطل اصاب المولدات الخاصة ولم يتم اصلاحها سريعا.

التعليقات