"عميل المفاوضات" والافراج عن مروان البرغوثي

كتب غازي مرتجى
*
كنت على قناعة تامة بأنّ نشر خبر بحجم اعتقال أحد موظفي مكتب صائب عريقات سيُثير جدلاً وأزمة واسعة وسيستغله البعض لتحقيق تطلعاتهم وسيُحاول البعض "ركوب" الخبر وسرقته لصالحه .
الأزمة التي أُثيرت كانت واضحة المعالم وحاول "البعض" توجيه الرأي العام نحو مصطلحات باتت أساسية في نوتة الانقسام المليئة بمصطلحات "التخوين" من جهة و "اللاوطنية" من جهة أخرى .
كمن ينظر الى النصف الفارغ من الكأس هكذا يُمكن وصف الحالة العامة للرأي العام في تداول خبر اعتقال العميل في مكتب دائرة شؤون المفاوضات , النصف المُمتليء في الكأس واضح لكنه يحتاج لعقول لا تُغطى بألوان حزبية أو أحقاد شخصية أو اختلافات تنظيمية .
العميل المذكور لا يُسيء لعريقات بل على العكس تماماً فهو يؤكد خطورة ما يقوم به عريقات وفي الوقت ذاته يؤكد ان اجهزة الامن تعي ما تقوم به ولا تسمح لنفسها بـ"المجاملة" مع اسرائيل حتى في أشهر العسل معها .
اؤكد انّ هذه العملية التي تم اكتشاف بها هذا الجاسوس يُمكن استغلالها بشكل جيد ولم لا نقوم بتجربة ما قامت به جمهورية مصر العربية بالافراج عن "عملاء" مصريين عملوا لصالح اسرائيل وآخرهم العميل الترابين .
لو خُيّر لي القرار هنا سأُطالب بالافراج عن مروان البرغوثي مقابل تسليم "الخائن" الى اسرائيل وعندها سيكون قد تم الاقتصاص منه .. ولو كان هذا "العميل" يهُم اسرائيل ستقوم بالبحث عنه ومحاولة الافراج عنه بكل ما أوتيت من قوة لذا فلا بُدّ من صياغة "الصفقة" المطلوب اتمامها ان اقتنعت الأطر السياسية بالفكرة - وان كان القرار باحالته للقضاء فليتم ايقاع اقسى العقوبات ضد المذكور .