فرصة حماس الأخيرة , تصريحات جبريل الرجوب وكذبة الانتخابات

كتب غازي مرتجى
*
منذ اطلاق الفصائل الفلسطينية لمبادرتها الأخيرة الخاصة بمعبر رفح كنت أتوقع ان تلتقط حماس المبادرة وتوافق عليها دون أي تفكير , وبصراحة كان الشك يراودني بموافقة الرئيس والحكومة على هذه المبادرة نظراً لأنها تُلبّي شروط حماس .
الرئيس أبو مازن في خطابه الأخير ببيت لحم أعلن موافقته على المبادرة وقال رغم انها ليست بالمستوى المطلوب (أي تتناقض مع ما تريده الرئاسة وتشترطه) بينما وفي الوقت ذاته كانت حركة حماس تُشكّل لجنة قيادة عليا لبحث تفاصيل مبادرة حل أزمة معبر رفح !
النقاط التي تُلبّي شروط حماس أهمها اعتماد موظفيها في المعبر (كاملاً) والإبقاء على مكتب للأمن هناك لأن المعلومات الخاصة بالمحاكم والممنوعين من السفر بحوزتهم , وعدم تحويل الاموال الخاصة بالمعبر سواء (شيك المعبر) أو (الجمارك على المواد) سيتم توريدها لصالح صندوق وطني يعني فقط بتطوير العمل على المعبر على ان تتولى قوات الحرس الرئاسي الأمن على المعبر بناء على الطلب المصري .
اعتقد انّ هذه الفرصة لن تتكرر لحركة حماس فبحسب ما علمت أنّ مراكز قوى في فتح ترفض هذا (التنازل) لصالح حماس لكن وبعد ضغط رئيس الوزراء تم الموافقة على المقترح المُقدّم من الفصائل وكانت التوقعات هناك بموافقة حماس الفورية على المقترح .
موسى ابو مرزوق برده على المبادرة لم يكن ديبلوماسياً حيث اعتبر ان هناك غموضاً في المبادرة ونقاط بحاجة لتوضيح ! , رغم ان اي تفسير قادم سيكون كمُفسر الماء بالماء .
فرصة مبادرة معبر رفح ستكون الأخيرة لحركة حماس , فـ"لا المنطق" و "لا العقل" يقول ان تُزال حواجز السنوات الثمانية للانقسام البغيض بـ"كبسة زر" بل من الواجب تفكيك الأزمات وحلها تدريجياً فحكومة الولايات المتحدة بعظمتها لن تستطيع اعتماد خمسين الف موظف في ليلة وضحاها !
كُلنا أمل ان توافق حركة حماس على مبادرة معبر رفح ولترمي الكرة بملعب الحكومة فحتى لو وافقت حماس على المبادرة لن يكون التطبيق في يوم وليلة بل سيحتاج لترتيبات قد تحتاج أسابيع لإتمامها .
**
تصريحات جبريل رجوب وهو نائب لأمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح يكشف حالة الاصطفاف داخل الحركة من جهة وفي القيادة الفلسطينية من جهة أخرى .
في يوم من الأيام الخوالي كتبتُ مقالاً معترضاً على اسلوب الرجوب في التعامل مع المملكتين الهاشمية والسعودية من أجل لعبة كرة قدم وأنّ تعامله "العسكري" قد يُودي بالعلاقات الفلسطينية مع المملكتين .. لم يُعجب مقالي "الرجوب" فنقل مع صديق مقرّب لي اتهامات ومسبّات أربأ عن ذكرها .. فلماذا يقبل الرجوب ان يقوم هو بالنقد لاعلى المستويات ويرفض انتقاده ومحاسبته !
حديث الرجوب في تلفزيون فلسطين يحتاج إلى وقفة قيادية هامة فبعض الأصوات التي علت آخر زمن ياسر عرفات بدأت الآن بالارتفاع مجدداً متزامنة مع سيناريوهات أمنية إسرائيلية للمرحلة المقبلة وإشاعات لمعارضين اسلاميين تارة وللمرتزقة تارة أخرى .
***
حماس تعلن استعدادها لاجراء الانتخابات وحركة فتح كذلك الأمر .. الفيسبوكيون حملّوا مسؤولية عدم اجراء الانتخابات للشعب الفلسطيني غير الجاهز للذهاب لصندوق الاقتراع للإدلاء بصوته وتغيير التغيير او ابقائه على حاله .
في لقاءات مباشرة مع المواطنين وعند سؤالهم من يُعطّل الانتخابات أجاب بكل صراحة انه حتى لو جرت الانتخابات فلن تغير شيء , فأجهزة الأمن في الضفة لن تسمح بان تتسلم حماس الضفة في حال فازت بالانتخابات واجهزة حماس المسلحة لن تسمح لحركة فتح باستلام غزة في حال فازت الاخيرة بالانتخابات .. سيبقى الحال على ما هو عليه حتى لو جرت ألف انتخابات , هكذا اجاب مواطن بسيط .
هذا المواطن البسيط شخّص الحالة القائمة بعيداً عن مساحيق التجميل والاعلان المستمر عن الاستعداد للانتخابات !
التعليقات