"مغارة عرفات" تتحول إلى مزار يؤمه الناس لاستذكار أبو عمّار (صور)

"مغارة عرفات" تتحول إلى مزار يؤمه الناس لاستذكار أبو عمّار (صور)
خاص دنيا الوطن
نابلس - من بشار النجار
قد تبدو لك من الوهلة الأولى أنها مغارة عادية ولربما هي كذلك في شكلها، لكنها ليست كذلك بما تحتضنه من ذكريات في تاريخها، هذه المغارة التي تقع في خربة بيتا أو خربة خماش نسبة الى اراضي آل خماش التي كانوا يملكونها، تقع اول بلدة بيت فوريك على بعد 150 مترا من الشارع الرئيسي للقرية، وقد اصبحت اليوم تسمى مغارة ابو عمار أو مغارة ياسر عرفات، فقد آوت من سميت على اسمه خلال فترة انطلاقة الثورة الفلسطينية عام 65.

جدران هذه المغارة كانت للرئيس عرفات استراحة المحارب ونقطة انطلاقة، وهي أيضاً بمثابة مقر للرئيس الراحل فداخلها كانت تُعقد اجتماعات الثورة، ومنها كان ينطلق الى بقية المدن الفلسطينية واليها يعود ليرسم مخططاته الجديدة التي خط فيها حدود دولة لا تزال تكابد الإحتلال، وسعياً في تحقيق حلم وضع الامل في تحقيقه على كاهل هذا الرجل .. ياسر عرفات.

وعن المغارة وصاحبها يتحدث الحاج ناصر مليطات " ابو فؤاد " أحد سكان بلدة بيت فوريك أنه عندما ذهب رجال القرية لاستقبال الرئيس عرفات في اريحا حين وصل إليها بعد توقيع اتفاق اوسلوا، قام بالسؤال عن المغارة، واوصاهم بالإعتناء بها، لانه لا ينسى الذكريات والايام التي قضاها فيها.

ويضيف الحاج مليطات أن ابو عمار مكث في هذه المغارة عدة مرات في الفترة من عام 1966 وحتى عام 1967 خلال تنقّله من نابلس الى جنين وقباطية بعد انطلاق الثورة الفلسطينية، وكان يمكث فيها اسبوعا أو اسبوعين ويغادر وبعد فترة يعود اليها.

تعرف مغارة بيت فوريك أيضاً " بالقاعدة " نظراً لما كان يخطط وينفذ من خلالها، ونظراً لموقعها الإستراتيجي واطلالتها على تلال وجبال مدينة نابلس، وقد لجأ أبو عمار اليها متخفياً بإسم أبو محمد بعد أن تسلل الى الأراضي المحتلة عبر نهر الاردن، ولم يكشف عنها الا بعد أن عاد الى البلاد.

يقول محمود شتيه أحد سكان بلدة سالم لمراسل دنيا الوطن أنه يأتي الى زيارة المغارة سنوياً، وان المغارة باتت رمزاً مهماً للشعب كرمزية صاحبها، ويضيف شتيه ان المغارة باتت مزاراً خصوصاً في ذكرى استشهاد الرئيس ياسر عرفات، وانطلاقة الثورة الفلسطينية، حيث يتوافد الناس الى المكان، والاستماع الى تاريخ المغارة واهميتها في زمن العمليات التي كانت تنفذ ضد الاحتلال.

الجديره ذكره أن الرئيس ياسر عرفات اتخذ أكثر من مغارة له في فلسطين، حيث يوجد في مدينة جنين وباتلحديد جبال قباطية قاعدة اخرى تطل على أراضي 48 المحتلة وقد كان الرئيس الراحل يستخدمها هي الاخرى في ادارة عمليات الفدايين وتخزين الأسحلة وتوجيه التعليمات العسكرية، لتكون هذه القواعد المؤقتة لبنة الأساساس لدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف، فقبل ان يخرج الرئيس بغصن الزيتون دخل حاملاً سلاح الثورة والكفاح.