كلمة رئيسة بلدية بيت لحم ليلة إضاءة شجرة الميلاد

كلمة رئيسة بلدية بيت لحم ليلة إضاءة شجرة الميلاد
رام الله - دنيا الوطن    
قدم الأستاذ فيرا بابون رئيس بلدية بيت لحم كلمة إفتتاحية في ليلة إضاءة شجرة الميلاد وها هو نص الكلمة كما ورد لـ " دنيا الوطن" 

دولة الدكتور رامي الحمد الله الأكرم ...... رئيس مجلس الوزراء

أصحاب المعالي والعطوفة المحترمين

أصحاب النيافة والسماحة والإخوة رجال الدين المحترمين والراهبات المحترمات

سعادة السفراء وقناصل الدول المحترمين

سعادة رؤساء وأعضاء المجالس البلدية المحترمين

الإخوة رؤساء الأجهزة الأمنية المحترمين

الحضور الكريم مع حفظ الألقاب للجميع

نعم درويش،

على هذه الأرض ما يستحق الحياة، ما يستحقّ السلام، أرضُ الميلاد ورسالةُ أمير المحبة

أرضُ الصلاة والدعاء، أرض الحياة والامل والقداسة

أرض الشهداء والجرحى، الأسرى والثورة والحجر

نعم، إنها فلسطين، ومن أجلها يَستحقُ السلام

أرحّب بدولة الدكتور رامي الحمد الله رئيس مجلس الوزراء، وبجميع أبناء بيت لحم والقادمين من كافة أنحاء الوطن، وبالزوّار والحجّاج من أنحاء العالم المختلفة.

عيدٌ يحملُ الأمل والفرح، أملُ شبابِ وأطفال فلسطين، نسائها وشيوخها، ليقول للعالم ما يستحقُ أن يُقال، على أرض فلسطين ما يستحقُ الحياة، ما يستحق أن نموت من أجله، وأن نحيا من أجله؛ يكادُ لا يمرُّ يومٌ واحد دون سقوط شهداء يرتقون إلى العُلى، وجرحى، وأسرى، ومُبعدون يحلمون بالعودة إلى أرضهم الأم، وميلادُ طفل المغارة هو الأمل والرجاء لنا جميعاً، وهو مناسبة لتجديد الإيمان؛ ومع إضاءة شجرة الميلاد نقول للعالم: إنّا باقون كشجر الزيتون، هنا وُلِدنا، وهنا نعيش، وهنا سنكون، صامدون: نقاوِم، ونَحلُم، ونَأمَل، ونفرح.

أيها الأخوات والإخوة،

بيت لحم، مدينة مفتوحة للجميع، ومع الجميع، ومن أجل الجميع، وعندما انطلق السلام من مغارتها المتواضعة والبسيطة بميلاد الطفل يسوع، فهو دعوةٌ للإنسانية جمعاء، ونعمةٌ يجب أن نعتزّ بها ونحافظ عليها، هو خطابُ شعبٍ من حقّه أن ينعم بسلام الوجود والبقاء، لتتحقق عدالة الخليقة، فلا يُمكن أن يعمّ السلام في العالم ما لم تعشه فِلسطين، ولا يمكن أن يسود العدل ما لم تنعم به بيت لحم، ونأمل بأنّ تبقى نجمة الميلاد متلألأة، والأجراس تقرع، ومؤمنوها يرتّلون المجدلية العظيمة، المجد لله في العلى، وأن يسودَ العدل والأمل والمحبة، والسلام.

ونأمل بأن يتذكّر العالم مدينة المهد على مدار العام، وليس في هذا الوقت فقط، فبيت لحم تمثّل جزءاً هاماً من تراث الإنسانية جمعاء، وتقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية إنصافها وفكّ رسالتها المقيّدة ضمن جدرانِ فصلٍ ظالِمة، فطالما بقيت بيت لحم محاصرة بجدرانٍ فاصلة سيبقى السلام محاصراً، حرروا السلام، ليحلّ السلام على العالم قاطبة.

هنالك أسئلة تتكرر كل عام، وأجوبة نكاد نحفظها جميعاً، ولكن الأسئلة الواقعية التي يجب أن تُطرَح، وموجّهة للعالم أجمع: لماذا مازلنا شعباً محتلّاً محاصراً؟ لماذا يحمل ذلك الطفل حجراً يدافع فيه عن وجوده ومستقبله؟ بينما غيره من أطفال العالم يعيشون الواقع والمستقبل في أبهى تجلّياته؟ لماذا لا تعمل الدول الكبرى والعظمى من أجل إحلال السلام، أم أنها تصغر أمام هذه الحاجة المُلحّة؟ لماذا تُخيفنا هذه الأسئلة؟ والسؤال الأهم: لماذا يُخيفنا السلام؟ فالسلام لا يُعيب، ولا يُشقي، ولكنه يعطي الرجاء والأمان، وكما قال السيد المسيح له المجد: "طوبى لصانعي السلام فإنّهم أبناء الله يُدعَون".

نحنٌ شعبٌ يَطلب، ويستحقُ الحياة، التي نُجيدها بكافة متناقضاتها وفسيفسائها، ببياضها وسوادها؛ ولكن أطفالنا حُرِموا طفولتهم، وشبابنُا احترفوا انتظار العيش الكريم، الذي من أجله بَذَلَ أباؤنا وأجدادنا الغالي والنفيس، ومن حقّنا جميعاً العيش بطمأنينة، ومن حقّنا أيضاً استقبال البشرى السارّة، بشرى الميلاد والحياة، بشرى العدالة والمساواة، بشرى الحرية والكرامة والأمان، أما تستحقُ فلسطين ذلك؟ فهي إرادة الله للبشرية في كلّ زمانٍ ومكان، والتي تجلّت في زمن الميلاد هذا، في هذه البقعة المقدّسة التي نتشرّف اليوم بالتواجد فيها.

دعونا نرفع الدعاء إلى العلي القدير أن يتقبّل الشهداء في جنّاته، فقد رووا بدمائهم أرض فلسطين، مدافعين عنها، وأذكر شهداء بيت لحم الأبرار: الشهيد عبد الرحمن عبيد الله، والشهيد معتز زواهرة، الشهيد مأمون الخطيب، فنحن نعتزّ بهم، ونقول لعائلاتهم: كل أبناء فلسطين هم أبناؤكم، يرافقنا اليوم عائلات الشهداء، وأدعو والدوهم لمصافحة دولة رئيس الوزراء.

الحضور الكريم،

بالنيابةِ عن مجلس بلدية بيت لحم، وبإسمكم جميعاً، أودّ أن أشكر فخامة الرئيس محمود عباس "أبو مازن" على دعمه الكبير للمدينة وأهلها، وكذلك دعم دولة الدكتور رامي الحمد الله ومجلس وزرائه الآغر، كما أشكر مؤسسة تطوير بيت لحم (BDF) وشركة اتحاد المقاولين (CCC) وقصر المؤتمرات، والشكر موصول لمجموعة الاتصالات الفلسطينية (Jawwal & Paltel)، وبنك فلسطين والوكالة الامريكية للتنمية الدولية من خلال مشروع Compete، وفندق بيت لحم، وفندق البرادايس وشركة ميلينيوم تورز، وشركة نت تورز، ومحافظة بيت لحم وجهاز الشرطة والأمن الوطني وحرس الرئيس وجميع الأجهزة الأمنية قيادةً وأفراداً والمجموعات الكشفية في المدينة، فبفضلِهم جميعاً نستطيع في هذه المناسبة المجيدة أن نرسم البسمة على وجه الأطفال، ونبثّ الأمل لكل إنسان.

كما أشكر زملائي أعضاء المجلس البلدي، وجميع الموظفين والعاملين في البلدية ومركز السلام، وكافة الجنود المجهولين الذين يَصلون ليلهم بنهارهم للتحضير لهذه الاحتفالات.

بعد قليل، سنُضيء الشجرة، وستقرع الأجراس، ولأوّل مرّة في التاريخ قامت بلدية بيت لحم بمبادرةٍ سيتم خلالها قرع أجراس أكثر من خمسين كنيسة في فلسطين وحول العالم بالتزامن مع قرع أجراس كنيسة المهد، الساعة السابعة والنصف مساءً، فقوة بيت لحم في رسالتها، وقوتها في حقّها بما تطلب به، وقوّتها أيضاً في قدرتها على توحيد العالم، لتقول هذه الأجراس أننا موجودون، فإذا صَمَتَ العالم فالأجراس في رنينها تنطق ما يعجز هذا العالم عن قوله، لعلّها تكون أجراس صحوة الضمير مدوّية للجميع، ليقفوا إلى جانب الحق، الذي لا وجه له سوى وجهاً واحداً، أنّ فلسطينَ وأهلها مازالوا يحلمون، وكلّ حلمهم أن يعيشوا ويَبقوا ويفرحوا على أرضهم، أليسَ هذا حقّ؟

Special Thanks To our Special Guests From South Korea:

Mr. Man Heel Lee, The Chairman of HWPL Organization

Ms. Nam Hee Kim, The Chairwoman of IWPG Group

And from the twinned cities from Haapsalu in Estonia and From Creil in France for joining us to celebrate this event.

وأختم كلمتي بصلاة للقديس فرنسيس الأسيزي:

يا ربْ استعملني لسلامِكَ
فأضعَ الحبَّ حيثُ البُغض
والاتفاقَ حيثُ الخلاف
والرجاءَ حيثُ اليأسْ
والنورَ حيثُ الظُلمة
والفرحَ حيثُ الكآبة

كلّ عام وأنتم بخير.