خمسة مقترحات لحل مشكلة معبر رفح

خمسة مقترحات لحل مشكلة معبر رفح
كتب غازي مرتجى


عادت قضية معبر رفح لتتصدر المشهد الفلسطيني والغزّي بشكل خاص بعد مشاهد الذل والقهر التي واجهت المسافرين عبر المعبر بعد أن قررت السلطات المصرية فتحه مؤخراً .

شهادات الرشاوى والمحسوبيات التي رُصدت لا يُمكن احتمالها والسكوت عنها , انتفض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وأطلقوا هاشتاج طالبوا فيه حركة حماس بتسليم المعبر .

الردود التي قابلت فيها حماس مطالبات النشطاء غير منطقية , فربط أحدهم تسليم المعبر بتسليم المقاومة ووقفها .. هذا اسلوب غير صحّي , فلا يُمكن لمن تحمّل ثلاثة حروب وناضل واستشهد وصمد وصبر أن يكون ضد المقاومة في قضية صغيرة كمعبر رفح .. زج "المقاومة" بالقضايا الانسانية واليومية لتبرير الحصار او عدم النجاح في أمر ما له نتائج سلبية وعكسية على المقاومة ذاتها .. هذا مرفوض ويجب وقف استخدامه .

اما عن تسليم المعبر فالبعض من حماس  يتساءل :"لمن نقوم بتسليمه ؟" .. هذه خمسة مقترحات لحل مشكلة المعبر تأخذ بعين الاعتبار الشروط المصرية , حاجة المواطنين , موظفو غزة , اشتراطات حماس ومطالب فتح :

# ربط العمل المُقاوم بالقضايا التي تهم الناس أمر خطير , والهروب من تشخيص الحالة العامة بالفشل أو النجاح نحو ربطها بالمقاومة وسلاح المقاومة هو أمر خطير للغاية وله تبعات واسعة على دعم الناس وتاييدهم للمقاومة في كل حالاتها وقراراتها ..

# مقترح 1 : الأونروا تقريباً هي الجهة المسؤولة عن كل شيء في قطاع غزة وخاصة بما يخص إعادة الإعمار , فغالب أموال الإعمار يتم تحويلها للأمم المتحدة لتقوم الاونروا بتنفيذها على هيئة مشاريع .. ورغم انّي ضد تسلم الأونروا -كل شيء- إلا أن هذا أصبح أمراً واقعاً , حتى أضحت وزارات السلطة بحكم "المستشار" للأونروا فقط دون أخذ رأيه سواء الفني أو السياسي حتى بعين الاعتبار .. لماذا لا نقوم بإعداد مخطط لتسليم المعبر لـ"الأونروا" ؟ علماً أنه وفي حالة تسليمه للأونروا ووفق خطط ومباديء معينة يُمكن أن تخاطب هذه الجهة العالم بكل مصداقية وأريحية وتكشف العور المُتبع في العمل بمعبر رفح .. باعتقادي ان هذا الخيار يجب أن يكون قيد النقاش .

#مقترح 2 : تسليم معبر رفح لهيئة المعابر والحدود مع الاتفاق على ابقاء غرف خاصة بـ"الشرطة" التي بإمكانها معرفة المخول لهم بالسفر من عدمه , وعن موظفي المعبر من حركة حماس يُمكن حل مشكلتهم واستيعابهم في هيئة المعابر (أكثر من نصفهم) وذلك بسبب شغور عدد من الوظائف في الهيئة بعد وفاة عدد من موظفيها وانتقال عدد آخر وزيادة عدد المعابر .. لذلك ووفقا لاتفاق القاهرة تكون الأولوية لموظفي المعابر من حركة حماس وهم بحسب تصريحات سابقة لا يزيدوا عن 70 موظف .
الواجب في هذا المقترح فصل قضية "موظفي غزة" عن قضية المعبر بدلاً من ربط حماس تسليم المعبر باعتماد كامل موظفي غزة بمدنييها وعسكرييها يُمكن حل مشكلة موظفي المعابر التابعين لحكومة غزة أولاً ولتُعتبر تلك الخطوة أولى ومبدئية نحو تنفيذ اتفاق القاهرة كاملاً .

#مقترح3 : الجانب الاسرائيلي في معبر ايرز وقلنديا تديره شركة خاصة مع وجود "جيش الاحتلال" في مواضع معينة .. لا يُمكن لشخص المرور عبر تلك الحواجز دون موافقة الجهات الامنية في دولة الاحتلال .. لماذا لا نقوم باعلان مناقصة ليتنافس على ادارة المعبر عدة شركات خاصة تهتم بالأمور الإدارية مع إبقاء الغرف الخاصة بالجهات المختصة "الأمنية" ولتكن تلك الغرف مشتركة من الموظفين العسكريين القدامى والجدد وفقاً لاتفاق بين الطرفين , فلا أعتقد أن 20 شخصاً سيشكلوا عائقاً في اعتمادهم والتوافق عليهم خاصة مع وجود عدد كبير من موظفي حماس ممن كان لديهم اعتمادات مالية في الحكومة الفلسطينية قبل قطع رواتبهم بعد الانقسام .

#مقترح4 : في حال اصرّت مصر على تواجد حرس الرئاسة على المعبر , لكم في معبر ايرز وحاجز (4-4) مثالاً واجب الانتباه اليه ..

#مقترح5 : هناك ما يزيد عن 3 آلاف عسكري يعملون في حكومة غزة ولديهم قرار اعتماد من الرئيس ابو مازن "القوة التنفيذية" وينص اتفاق القاهرة على اعادة رواتبهم واعتمادهم في حال بدء تنفيذ الاتفاق الامني الذي نص عليه الاتفاق .
لماذا لا يتم الاتفاق على تشكيل قوة مشتركة من حرس الرئاسة وهذه القوة التي تعمل لدى حماس والطلب من جمهورية مصر حصولهم على دورات تدريبية واعادة تأهيل لهم (كما ينص اتفاق القاهرة ايضا) ليقوموا باستلام المعبر بشكل مشترك .

موسى أبو مرزوق يقول أنه عُرض على حرس الرئاسة استلام المعبر وتم رفض الطلب , لو صحّت تصريحات أبو مرزوق فهذه دعوة مفتوحة له لتشكيل لجنة من كل الفصائل والفعاليات والمؤسسات والشخصيات العامة في قطاع غزة وتسليمهم معبر رفح حتى لو قامت مصر بالاعلان عن فتح المعبر استثنائياً ليُخبروا المسافرين أنهم قاموا بتسليمه لهذه اللجنة المقترحة وعندها سنعلم يقيناً من هو الطرف الرافض لاستلام أو تسليم المعبر !

حل مشكلة المعبر ينقصها إرادة سياسية يجب أن تتوافر لدى الجانبين وكفى استغلال لقضية المعبر مقابل حل كافة القضايا العالقة .. وفي النهاية يجب القول  #سلموا_المعبر

التعليقات