عن معبر رفح : لماذا لا يطلب الرئيس أبو مازن تدخل الدول العربية لإنهاء الانقسام ؟

كتب غازي مرتجى
*
بحسب ما علمت فإن توتراً شديداً في العلاقات الفلسطينية المصرية بان مؤخراً , وعلى الرغم من لقاء الرئيس أبو مازن بنظيره المصري مؤخراً في باريس إلا أن العلاقات الثنائية باتت على المحك .
**
اللاآدمية التي شوهدت في معبر رفح في التعامل مع المواطنين من ذوي الحاجة للسفر لا تكفيها كل عبارات الإدانة والاستنكار والشجب .
ما حصلنا عليه من شهادات موثقة بوجود "عرّابين" لدفع أموال ومبالغ طائلة للتنسيق للدخول عبر المعبر يجب أن تكون مثار تحقيق وحديث للجهات المختصة سواء في قطاع غزة أو حتى في جمهورية مصر العربية , فاستغلال معاناة الناس من جهة وهضم حق المحتاجين والمعوزين للسفر من جهة أخرى يجب أن لا يُسكت عليه .
معبر رفح أضحى عنواناً للذل والمعاناة رغم أنّ "التنقل والسفر" هو من أبسط حقوق المواطنة في دول العالم العاشر .. وما يُثير الحزن هي التصريحات المتتالية من قيادات فلسطينية عن اتفاق لفتح معبر رفح وأضحت مشكلة المعبر هي المعضلة الاساسية للشعب الفلسطيني بدلاً من التفرغ لمواجهة الاحتلال ودعم هبة الشارع الفلسطيني بوجهه .
لماذا لا تتفق حركتي حماس وفتح على أدنى حقوق المواطن الفلسطيني "معبر رفح" ولتفصل حركة حماس كل الملفات الأخرى عن المعبر ولتتنازل فتح قليلاً من أجل وضع حد لمعاناة الناس وحاجاتهم .
صدق زميلي "حسني أبو النصر" عندما قال :"حتى السجناء في دول العالم لديهم أيام إجازة " فليتعامل "ذوو الأمر" مع قطاع غزة من هذا المنطلق ..!
// الصورة المرفقة أعلاه تختصر الواقع المُر .. وأطلق النشطاء على التواصل الاجتماعي وسماً يطالب حماس بتسليم المعابر أطلقوا عليه #سلموا_المعابر
***
يبدو أن العلاقات الفتحاوية الحمساوية وصلت ذروتها في السوء , فرغم "الدافع القوي" لإنهاء الانقسام في المرحلة الحالية إلا أن الطرفين يتربصان ببعضهما البعض انتظارا لنتائج هبة الجماهير .
الانجاز الوحيد الذي يُمكن تحصيله من هذه الهبة الجماهيرية هو عودة اللحمة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام , دون ذلك لن نتمكن من انهاء الاحتلال بالضربة القاضية فالعمل الفلسطيني تراكمي منذ الأزل .. ولا شكّ أن هذه الهبة الجماهيرية طيبة التوجه والهدف ستكون أقوى تأثيراً وقوة في حال أنهى طرفي الانقسام التوتر بينهما ورضخوا لهموم الشعب .
التصريحات التوتيرية التي تُطلق بين آونة وأخرى لن تكون سبباً إيجابياً في تخفيف الاحتقان , فعندما يقول عضو المكتب السياسي لحركة حماس زياد الظاظا أنّه من الآن فصاعداً لا سيطرة لـ"الحمدلله" على قطاع غزة .. ماذا لو قرر الحمدلله وقف مد قطاع غزة بالكهرباء ؟ أو جمّد أموال الإعمار .. أو , أو .. واشترط لإعادة كل ذلك سيطرته على القطاع ؟
لو كنت مكان الرئيس أبو مازن لطلبت اجتماعاً عاجلاً لجامعة الدول العربية وليحضره خالد مشعل ورمضان شلح وكل أطياف الشعب الفلسطيني وليطلب الرئيس أبو مازن وقفة جادة وحقيقية من الدول العربية لإنهاء الانقسام الفلسطيني وليشترط "معاقبة" من يتخلّف عن أي اتفاق سيتم بين الأطراف بوساطة الدول العربية .. عدا ذلك فإن المبادرات الاخرى والشخصية لن تُجدي نفعاً لأنها تروق لطرفي الانقسام لعدم وجود "رادع" للطرفين في حال عدم الالتزام بالتنفيذ .
التعليقات