لأول مرة في غزة...النزلاء يتدربون على الأعمال الزراعية

لأول مرة في غزة...النزلاء يتدربون على الأعمال الزراعية
رام الله - دنيا الوطن - لؤي رجب
 السجن في مفهومه الحضاري الحديث، ليس مركزاً لمعاقبة المساجين بدنيا ونفسيا، بل أصبح مركزاً لإصلاح المساجين، وتدربيهم، وزارة الداخلية بغزة وبالتعاون مع وزارة الزراعة عملت علي تدعيم هذه الفكرة, وتطويرها.

ففي سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى القطاع، عملت وزارة الزراعة وبالتعاون مع وزارة الداخلية،على استقدام عدد من السجناء" النزلاء" في سجون القطاع للعمل في محطاتها ومشاريعها الزراعية والأراضي التابعة لها، وقامت بتدريبهم على الاعمال الزراعية البسيطة، وتم توزيع النزلاء علي المحطات والمشاتل الزراعة في كافة محافظات غزة .

وقال م. شاهر الريفي نائب مدير عام الادارة العامة لتطوير وحماية الأراضي الزراعية، إن وزارته بدأت في استقبال عدد من السجناء الذين تطلق عليهم لقب "نزلاء" للعمل عندها في محطات التجارب، والاراضي الزراعية التابعة لها في محافظات القطاع المختلفة منذ ما يقارب من ثلاث شهور ، حتى وصل عدد العاملين في هذا المشروع قرابة 60 عاملاً من السجناء .

ويعتمد المشروع على الاستفادة من طاقات السجناء في توفير عمالة لوزارة الزراعة، والعمل على زراعة المحطات والمشاتل في المحطات الزراعية .

وأكد الريفي أن المشروع يساعد في حل مشكلة نقص العمالة التي تعاني منها الوزارة بسبب صعوبة توفير المصاريف التشغيلية اللازمة .

وتابع  الريفي:" لدينا في وزارة الزراعة خطة شاملة لاستيعاب هؤلاء المساجين وتعليمهم على الأعمال الزراعية المختلفة من حرث، وزراعة، وغرس أشجار، وسقاية وغيرها.

ونوه الريفي إلى أن النزلاء لديهم القابلية للعمل وتغيير أجواء السجن التي يعيشونها،

وهذا المشروع يمثل فرصة للسجين للخروج من السجن وتغيير الأجواء السلبية التي تكون محيطة به.

بدوره قال محمد الزين المشرف على متابعة السجناء:" إن وزارته قامت باستيعاب ما يقارب 60 سجيناً في كافة محطات ومشاتل الوزارة،لافتا إلى أن  كل أسبوع يتم استبدال النزلاء بغيرهم.

وأكد أن مجال الحرية المتاح للسجين يكون وفق شروط معينة وبشكل محدود، مشيراً الى أن كل سجين لديه حرية الحركة في المربع المحيط به ،وفي المكان الذي نحدده له، وكل شيء يتم بإذن".

واعتبر الزين المشروع ناجحاً بامتياز لأنه يعطي الأمل للنزلاء في الحصول على فرصة تعلم جديدة ، وكذلك الترفيه عن أنفسهم، وفي الوقت ذاته يتم تنفيذ كافة المهام الموكلة اليهم مشيرا الى تفاعل المساجين مع هذا العمل الزراعي الامر الذي انعكس عليهم بآثار طيبة وعمل يقرب الانسان من الطبيعة والحياة، كماعكست التجربة تغيرا ايجايبا، وملموسا في نفسيات المساجين.

 

وأكد الزين:" تفاعل المساجين مع هذا العمل حيث تم تدريبهم علي الاعمال الزراعية البسيطة ،التي لا تحتاج الى خبرة عالية وتخصصية، مشيرا  الى التجاوب الكبير في العمل وإنجاحه

كما لوحظ خلال فترة تشغيل المساجين رغبتهم العالية للعمل الزراعية والتنافس علي البقاء في المشاتل .

وأشار إلى أن الوزارة خصصت جزءاً من المنتج الزراعي للسجناء ، وكل شخص يحصل على نسبة معينة في أي منتج حسب طلبه واحتياجه.

تجارب لبعضهم
السجين أبو خميس30 عاماً بدء عمله في محطة تجارب وزارة الزراعة بمنطقة الشاطئ غرب مدينة غزة منذ أكثر من شهر، قال إنه وجد ترحاباً كبيراً من العاملين بالوزارة ووجد تعاوناً واحتراماً بعكس ما كان يتوقعه.

وتابع:" في السجن لم أكن أعمل شيء سوى النوم والأكل، أما بعد أن أتيحت لي فرصة الخروج والعمل ارتفعت معنوياتي،  وأبعدت عن عقلي التفكير السلبي الذي كان يسيطر علي في السجن"، مشيراً إلى أنه تعلم الكثير من الأمور الزراعية منهاالتسميد، الري، والغرس وغيرها.

أما  الشاب محمد علي (24عاما)  فقال:" انه من خلال عمله في مشاتل الزراعة منذ ما يقارب شهر فقد تعلم الكثير في المجال الزراعي ، و بعد أيام أنهى فترة محكوميته في السجن ،مشيرا الى أن القائمين على الزراعة:" وعدوني بأنهم سيعطونني عدد من الاشتال الزراعية لأزرعها في أرض تعود لوالدي وأهتم بها بعد خروجي من السجن".

وتلعب محطات التجارب الزراعية دوراً فاعلاً في عملية تطوير وتحديث القطاع الزراعي في الأراضي الفلسطينية، لذلك اهتمت وزارة الزراعة بهذه المحطات ووضعتها على سلم أولوياتها في إطار سعيها نحو تطوير الزراعة، كما تعتبر بمثابة  حقل تجارب واسع ومفتوح تكون تحت تصرف طلبة الجامعات والمهتمين والمهندسين الزراعين لإجراء التجارب الزراعية ومتابعتها على أرض الواقع ودراستها وطرق الاستفادة من الايجابيات وتفادي السلبيات".