الطائرة الروسية وموازين القوى

الطائرة الروسية وموازين القوى
بقلم: عبد الله عيسى
رئيس التحرير

اعتقد أن أزمة الطائرة الروسية التي أسقطتها تركيا تتعلق بموازين القوى على الساحة السورية ومحاولة توجيه رسالة إلى روسيا ودمشق وطهران بهذا الإطار.

بعد خمس سنوات من بدء الأزمة السورية تغيرت الظروف وموازين القوى العسكرية وتآكلت قوة الجيش السوري النظامي الى حد كبير على كافة المستويات البرية والجوية والصاروخية فكان التدخل العسكري الروسي ليعيد للاسد قوته بغمضة عين .

في بداية الأزمة السورية التقى الرئيس السوري بشار الاسد مع وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو بدمشق واستمع لتهديدات من الأسد لتركيا وإسرائيل ودول المنطقة العربية ان تم اقامة منطقة عازلة .

وفي حينها انفردت دنيا الوطن بنشر مضمون التهديدات السورية فجاء النفي لهذه الأخبار من قبل اوغلو وروسيا وطهران وسوريا !!.

بعد اشهر بدأ مسؤولين سوريين يعلنون هذه التهديدات.

وبعد ذلك قامت سوريا بإسقاط طائرة حربية تركية ولم تحرك تركيا ساكنا واكتفت بالاستنكار اللفظي .

 كان لسوريا أظافر حادة ولكن وبعد زيادة حدة الحرب الاهلية أصبحت سوريا ضعيفة جدا حتى كان التدخل العسكري الروسي الذي قلب كل موازين القوى لصالح الاسد.

وفي العام الماضي دخل الجيش التركي لمسافة عشرات الكيلومترات لنقل ضريح سليمان شاه ولم تستطع سوريا الرد على انتهاك السيادة السورية والآن الخلاف على عشرة ثواني لتحليق طائرة سوخوي في المجال الجوي التركي.

موقف بوتين المتشدد جدا خلال الأزمة مع تركيا جعل أمريكا وحلف الناتو يتخلون عن تركيا ويوجهون لها اللوم على إسقاط الطائرة الروسية.

وعلى الأرجح فان الأمور تتجه الى حسم عسكري بسوريا فالمحادثات السياسية بشان سوريا ومستقبل الاسد وصلت عمليا الى طريق مسدود لان القوى المتصارعة على الأرض متوازية ولذلك قد يكون قرار الحسم العسكري من قبل الاسد وحلفائه أو من قبل أمريكا وحلفائها وربما تكون الشرارة ظاهريا محاربة داعش.

 


التعليقات