الشهيد سيريسي .. المقاومة ليست حكرًا على الشباب

الشهيد سيريسي .. المقاومة ليست حكرًا على الشباب
رام الله - دنيا الوطن

لم يمنع سن الشهيد سامر سيريسي (51 عامًا) من مدينة جنين، من أن يلبي نداء الوطن واستغاثة الأقصى، ليقدم بكل قوة وبسالة على تنفيذه لعملية طعن عند حاجز زعترة العسكري، قبل أن ينتبه له جنود الاحتلال ويطلقوا النار عليه ليرتقي شهيدًا.

الشهيد سيريسي وهو الأب لأربعة أبناء، لم يستطع البقاء صامتًا أمام مشاهد إجرام الاحتلال بحق شعبنا، فقرر وضع بصمته الخاصة في مسلسل الأحداث بانتفاضة القدس، عبر تنفيذه عملية طعن بطولية، وكأن لسان حاله يقول "ليست الغيرة على العرض والكرامة حكرًا على جيل الشباب وحده".

ويؤكد مثال الشهيد سيريسي ضمن الأمثلة العديدة بانتفاضة القدس المباركة، انخراط كافة شرائح المجتمع بالعمل المقاوم، والحراك الشعبي الرافض للاحتلال، والداعم للمقاومة بشتى أشكالها.

وجاءت محاولة الطعن التي أقدم عليها الشهيد سيريسي، ضمن سلسلة عمليات أخرى ينفذها أبناء شعبنا ردًا على جرائم الاحتلال بحقه، لتدلل على أن المقاومة والجهاد لا تقتصر على جيل بعينه، بل تشمل كل فئات شعبنا الفلسطيني صغيره وكبيره.

صلاةٌ ونيّة

الشهيد سيريسي الذي صلى الفجر ومن ثم انطلق إلى مدينة رام الله، كما تقول عائلته، ودع الدنيا وما فيها بركعتين خالصتين لله، طالبًا الشهادة وباحثًا عنها، فكان له نيلها من أجل دينه ووطنه وشعبه.

وتقول العائلة إنها تفاجأت بخبر استشهاده على وسائل الإعلام، حيث إنه أبلغها بتوجهه إلى مدينة رام الله لقضاء بعض الأعمال هناك، مؤكدة بأن الاحتلال قام بإعدامه بدم بارد.

وكانت وسائل إعلام الاحتلال قالت إن الشهيد سيريسي حاول طعن عدد من المستوطنين، فاطلق جنود الاحتلال النار عليه وأصابوه بجروح خطيرة، حيث ترك ينزف لمدة طويلة رغم وجود سيارات إسعاف إسرائيلية في مكان العملية، والتي لم تقدم له الإسعافات المطلوبة.

يُذكر أن الشهيد سيريسي أب لابنين وابنتين، وهو من مدينة جنين، ولا ينتمي لأي من الفصائل الوطنية، فيما تواصل قوات الاحتلال رفضها تسليم جثمانه الطاهر لعائلته.