تبريرات السفير في صربيا

تبريرات السفير في صربيا
كتب غازي مرتجى

*

السفير الفلسطيني في صربيا "نبهان" كتب رداً عبر صفحته على الفيسبوك على تقارير نشرتها الصحافة الصربية عن استغلاله منصبه لتمكين لاجئين من الحصول على "فيزا" مقابل مبالغ مالية طائلة .. السفير اكتشف أن أفضل هروب هو بوابة "دحلان" فاتهمه بالوقوف خلف هذه الحملة هو والصهيونية لتخريب العلاقات الفلسطينية الصربية , وبعيداً عن التفاصيل فإن قضية كهذه يجب أن تكون مثار أولوية لدى القائمين على الديبلوماسية الفلسطينية بدلاً من حالة "الصمت" المريب ولا أعتقد أن المبررات التي ساقها السفير المذكور منطقية وواجبة الجزم إلا في حال أكدّت ذلك جهات اختصاص بعد تحقيقها في الحادث المذكور .

أن تُعلن قصة بهذا المستوى حتى لو من صحيفة غير حكومية فالواجب على الجهات الرسمية تعليق عمل السفير المذكور الى ان تتبين الحقيقة فإن كان ما قيل صحيحاً وجب اتخاذ أقسى العقوبات ضده لأنه يُسيء لسمعة "فلسطين" وإن كان ما رُوّج من وحي خيال الصحيفة وجب الاعتذار له وتكريمه حتى .

لا يُمكن أن تنتهي قصة السفير المذكور بـ"بوست فيسبوك" ويجب الحصول على إجابات واضحة لا اتهامات لجهات يُعتبر العداء لها في الآونة الأخيرة بوابة للغفران والتطهُر !

**

رحى الحرب الباردة بين تركيا وروسيا بدأت .. الغريب أننا كشعب فلسطيني نُحب "الانقسام" قدر الإمكان .. ففي الثورة المصرية التي استطاع الجيش المصري إنهاء حكم الاخوان المسلمين فيها انقسم الشعب بين مؤيد ومعارض فكان المعارض هم المقربين من حماس والمؤيد العكس .. حتى ان الشعب الفلسطيني تابع بشغف غريب الانتخابات التركية التي أسفرت عن فوز حزب أردوغان بأغلبية المقاعد بل واحتفل البعض بالفوز وكأنّ أردوغان هو السلطان الوالي عليهم .. في لبنان أيضاً يُحابي فريق من الفلسطينيين فريقاً آخر وهلُمّ جرّ في كافة الأحداث التي يمر بها العالم  .. 
بين روسيا وتركيا انقسم الشارع الفلسطيني أيضاً وبدأت التحليلات والاصطفاف النابع من منطلق حزبي ضيّق ولسان حال من يرى تلك التصرفات يقول :"شو دخلنا ؟ " .
***

أقامت نقابة الصحفيين الفلسطينيين مؤتمرا  مشتركا مع الاتحاد الدولي للصحفيين استمر لمدة يومين في رام الله .. الغريب أن أي من صحفيي قطاع غزة لم يشارك في المؤتمر المذكور ولم تُوجه لهم دعوات ..
التعامل مع صحفيي قطاع غزة بهذا الحجم من "الاستخفاف" سببه الرئيسي من يُمثل النقابة في قطاع غزة .. كان من الواجب أن نرى تحركاً وحدوياً من كافة الصحفيين على اختلاف توجهاتهم الحزبية والفكرية لوقف هذا الاستهتار المتعمد .. أدعو زملائي إلى التحرك حتى لا يتكرر استثناء قطاع غزة  ولكم فيما يجري العمل عليه من قانون للصحفيين -دون مشاركة أي مختص من غزة- مثالاً واجب الدراسة والتفكير .

****

انتهت زيارة الأبله "جون كيري" الى فلسطين .. وزير الخارجية الأمريكية الذي جاء لهدف وحيد وهو وقف الهبة الجماهيرية الفلسطينية فشل في مهمته ومما علمته أن القيادة الفلسطينية وبخّت كيري بشكل واضح , أحدهم وصف "كيري" بأنه سمسار لصالح إسرائيل ليس أكثر وباتت تحاول الحفاظ على أنها الجهة الحصرية والوحيدة في الملف الفلسطيني - الاسرائيلي .

السياسة الفلسطينية لم تتحرك حتى اللحظة بشكل جدّي وربما أثمرت الهبة الشعبة الجارية على اعادة تموضع فلسطين على الخارطة الدولية لكنّ "الجنون" الحاصل في العالم يبدو وكأن أحداً لا يأبه بنا .

نُعيد التأكيد على الاسطوانة التي باتت محفوظة للجميع أنّ إنهاء حقيقي للانقسام أصبح ضرورة وواجب وكل من يمنع ذلك بيده أو بلسانه أو حتى بقلبه سيضعه التاريخ في مكانه الذي يستحق .

التعليقات