هذا ما كتبته قبل استشهادها.دنيا الوطن في منزل الشهيدة"أشرقت":أوصت والدها بالتبرع بأعضائها وعدم المساومة على جثمانها(صور)

هذا ما كتبته قبل استشهادها.دنيا الوطن في منزل الشهيدة"أشرقت":أوصت والدها بالتبرع بأعضائها وعدم المساومة على جثمانها(صور)
خاص دنيا الوطن - عزيزة ظاهر

الطفلة أشرقت طه قطناني البالغة من العمر عاما16، شهيدة كما أرادت، استشهدت صباح يوم الأحد على حاجز حواره قرب نابلس،بعد أن أقدم "جيرشون ميسيكا" رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات الضفة سابقا على دهسها بمركبته، ثم أطلق مستوطنون وجنود من جيش الاحتلال الرصاص تجاهها بعد الاشتباه بوجودها في المكان.

مخابرات العدو تساوم والدها

والد أشرقت تحدث والدموع تخنق أنفاسه عن آخر حديث دار بينه وبين أشرقت قبل استشهادها بليلة واحدة" قالت لي أوصيك إذا استشهدت أن تتبرع بأعضائي، وإذا ساوموك على جثماني فلا تقبل أي مساومة ولا ترضخ لأي ابتزاز لاستلامه،يجهش بالبكاء من جديد ويتابع" يبدو أنها كانت قد هيأت نفسها لكل التوقعات،بالفعل استدعتني المخابرات الإسرائيلية إلى مركز حواره وطلبوا مني عدم التحريض والتجنيح كوني إمام مسجد وان اعمل على تهدئة النفوس، لا نريد انتقام، هذا ما طلبوه مني بالحرف الواحد باختصار هم يخشون حتى من ألمنا ومن صمتنا، وبلا أدنى شك لا استطيع أن أمنع احد من المقاومة أو من الشهادة، فانا لم استطع أن امنع ابنتي عن القيام بواجبها الديني والأخلاقي في مواجهة هذا المحتل الذي لم يترك لنا أي متنفس، أنا فخور بإبنتي أشرقت".

شهيدة الوحدة الوطنية

من جهته يقول شقيق الشهيدة أشرقت" أختي كانت متابعة جيدة للأخبار السياسية، وكانت تبكي من كل قلبها وبحرقة كانت تؤلم قلوبنا على كل شهيد وشهيدة، وطالب والدته أن لا تحزن ولا تجزع لفقدان أخته فهي اختارت طريقها وحققت حلمها بالشهادة" ويضيف والد الشهيدة ابنتي لم تكن تنتمي إلى أي فصيل ولا تميز فصيل على آخر هي فقط فلسطينية الهوى والهوية وابنة كل الفلسطينيين على اختلاف انتماءاتهم الحزبية وشهيدة الوحدة الوطنية".

نشيطة مدرسيا

أشرقت طالبة في الثانوية العامة في مدرسة ابن قرطبة الثانوية عرفت باجتهادها وحب زميلاتها ومدرساتها، وكانت نشيطة جدا في الإذاعة المدرسية، تلقي دائما قصائد وأشعارا تحرك مشاعرنا لدرجة البكاء كما تقول إحدى زميلاتها، وتتابع" هي لم تكن طالبة عادية كانت طالبة قيادية ومميزة ومحبوبة من الجميع فأحبها الله واختارها شهيدة".

قتل متعمد

سلطات الاحتلال كانت قد منعت طواقم الهلال الأحمر من الوصول إلى الشهيدة منذ إصابتها وحتى بعد استشهادها، واحتجزت جثمانها كما تواصل احتجاز جثامين أكثر من ثلاثين شهيدا آخرين، وجريمة دهس وقتل الطفلة قطناني بشكل متعمد حيث كان بالإمكان اعتقالها حية، هي بمثابة جريمة حرب وحشية تضاف إلى سلسلة الجرائم المتواصلة التي يرتكبها جيش الاحتلال والمستوطنون بحق الفلسطينيين وأطفالهم متجاوزين كل الاتفاقات الدولية التي تحمي الأطفال والطفولة و ممتهنين قلب الحقائق لصرف الأنظار عن تماديهم في ارتكاب جرائمهم.