ماذا تعرف عن المدرج الروماني في نابلس .. ؟

ماذا تعرف عن المدرج الروماني في نابلس .. ؟
نابلس - خاص دنيا الوطن

في منطقة رأس العين بمدينة نابلس، توجد هناك بوابةٌ منزويةٌ بين البيوت ومحلات الحدادة وما إن تقترب منها حتى تظهر لك لوحة فنية تعود بك بقدمها لحقبة زمنية بعيدة يرجع تاريخها الى الدولة الرومانية، ولكن سرعان ما تكتشف ان هذه اللوحة قد شابها الإهمال، وأصاب حجارتها تناثر كما عائلة شتتها الزمن وأخل نظامها وثباتها، فسوء الاهتمام بالمكان لم يبقي ولم يذر الا ثلث الصفوف الامامية.

هذا المدرج الروماني تم اكتشافه في العام 1979م، وهو يعد من أهم معالم مدينة نيابولس الرومانية التي أنشأها الامبراطور سبسيان عام 73م. كما وبُني مسرحه بقطر 110 متر، وكان يتسع لأكثر من 10 آلاف متفرج، حيث كانت المدرجات شائعة في الفترة الرومانية، وكان يعرض فيها التراجيديا والكوميديا، ولكن في الفترة البيزنطية تم تحويل منطقة العرض (الأوكستر) في المدرج الى بركة ماء كانت تستخدم أحيانا للألعاب المائية.

 السيد درغام الفارس مدير مواقع محافظات الشمال في وزارة السياحة والآثار يقول " أن هذا المدرج مهمل منذ حكم الفترات الإسلامية المتوالية، وان حجارته تم تفكيكها واستخدامها في اعماء مباني وتحصينات كانت تستخدم قديما، باستثناء الصف الأول وبعض المقاعد المتفرقة في المكان بالإضافة الى بعض الأساسات السفلية.

وأكد الفارس على أن المدرج لا يعاني من الإهمال وحسب بل تعرض أيضاً الى اعتداء من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اجتياحاته المتكررة على مدينة نابلس، ناهيك عما يقوم به سارقوا الاثار من سرقة للحجارة أو نبش في المكان بهدف البحث عن قطع أثرية او قطع ذهبية. 

وأضاف الفارس ان المدرج نتيجة لما لحق به على مدار عقود طويلة فإن موضوع الاهتمام به بات أمراً يحتاج لمتابعة دائمة تشمل التنظيف المستمر للمكان وترميمه وصيانته كل حين فضلاً عن توفير حارس له حتى لا يتعرض للتخريب وكي يعطي صورة حضارية لمدينة نابلس ونحفظ له ما تبقى من صورته التاريخية العريقة.

وقد شهد هذا المعلم التاريخي في الآونة الأخيرة زيارات كثيرة وحملات متعددة نظمتها جمعيات ومؤسسات شبابية تطوعية بالإضافة الى مركز الخدمات المجتمعية في جامعة النجاح الوطنية، كان هدفها المباشر في تلك الزيارات تعريف الطلاب والزائرين بأهمية ذلك المكان والقيام بأعمال نظافة وترتيب للمكان.

وحول هذه المبادرات يقول مجاهد ناصر أحد المشاركين الدائمين في كل الاعمال التطوعية في المدرج الروماني ان هذه المبادرات تأتي لتنظيف المدرج انطلاقاً من الواجب الوطني، وأيضاً لأنه عندما يتم تأهيل هذا المكان سنتمكن من إحياء الحفلات والأمسيات الرمضانية، وأضاف ناصر أن يأمل في ان يصبح هذا الموقع مزاراً للسواح فنابلس مدينة فيها من المواقع الأثرية المشابهة ما يجعلها مركزاً سياحياً مهما على مستوى الوطن .