الاعلام العماني في العيد الوطني الخامس والاربعون المجيد كلمة صادقة وصورة مشرقة وخبر صحيح

الاعلام العماني في العيد الوطني الخامس والاربعون المجيد كلمة صادقة وصورة مشرقة وخبر صحيح
رام الله - دنيا الوطن - بسام العريان وشادية الزغيّر
إن مرحلة البناء والتطور الغير مسبوق لسلطنة عُمان تسطر أحرفاً من نور بدأت مع ميلاد النهضة العمانية الحديثة التي بزغت قبل خمسة وأربعين عاماً ، بملحمة أشبه بالمعجزة، قادها بحكمة وصبر واقتدار وإخلاص باني نهضتها وعزتها رجل عُمان القوي صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد - يحفظه الله - .

وشهدت كافة القطاعات في السلطنة نمواً عالياً وتطوراً ملحوظاً لم يكن متوقعاً قبل تسلم جلالة السلطان قابوس أيده الله وأدام عليه الصحة والعافية مقاليد الحكم في البلاد ، وفي ظل العهد الميمون لجلالته - أعزّه الله-  مثّلت التنمية البشرية والحضارية والثقافية في السلطنة الإنسان العُماني وكيف وصل إلى أهدافه من عام 1970 وهو بداية انطلاق عهد النهضة المباركة وحتى اليوم ، وسط إنجازات باهرة في كافة القطاعات في الدولة من القطاعين العام والخاص ومنذ ذلك الوقت والسلطنة تحتفل بذكرى نهضة عُمان الحديثة بتاريخ الثامن عشر من نوفمبر في كل عاموهو "العيد الوطني المجيد للسلطنة" .

وبالعودة قليلا، إلى الوراء، وإلقاء نظرة عبر مسيرة النهضة العمانية، يتجلّى واضحا مدى التغيير الذي طرأ على السلطنة، من خلال رصد العديد من المنجزات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتعليمية والثقافية والصحية وغيرها من المجالات الحيوية، التي تشهد مزيدا من الانطلاق نحو التطوير واستيعاب تطلعات المواطن العماني وطموحاته.

حيث تسير سلطنة عُمان بخطوات ثابتة موزونة وقفزات نوعية عالية المستوى في كافة المجالات ،منذ توليّ جلالة السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في هذا البلد الخليجي الفاعل والمؤثّر رغم الهدوء الذي تتسم به سياساته الخارجية والداخلية.

وبصفتنا اعلاميين دوليين سنتحدث عن السلطنة في مجال الإعلام بحسب تجربتنا الشخصية ، فقدوجدنا الاعلام العُماني كلمة صادقة وخبر صحيح وصورة مشرقة ، إذ تحول الإعلام في السلطنة بفضل جلالته على مدى السنوات الماضية إلى رافد كبير ومؤثر من روافد التنمية الوطنية مستخدماً التطورات التقنية الضخمة والمتواصلة في مجال الإعلام والاتصال مواكباً ومتفاعلاً مع العالم الخارجي ليحافظ على القارئ والمشاهد والمستمع والمتابع إلكترونيا على وسائل التواصل الاجتماعي لما يقوم به ولما يتم تقديمه من مواد وبرامج وفعاليات متعددة ومتنوعة تتصل بمسيرة التنمية العمانية والجهود الدؤوبة التي تشهدها السلطنة وذلك باعتبار أن الإعلام أصبح يمثل عملية تفاعلية تعكس الوجه الحضاري لعمان وتدعم التواصل بين كافة أفراد المجتمع وفي إطار ترسيخ مفهوم المواطنة بجدية العمل والإخلاص للوطن.

 هذا ما وجدنا عليه وزارة الاعلام في سلطنة عُمان حين كنا ضيوف السلطنة قبل حوالي ثلاثة أسابيع وذلك بدعوة كريمة من وزارة الاعلام العمانية وترشيح من قبل سعادة سفير السلطنة لدى الأردن الشيخ خميس بن محمد الفارسي ، ووجدنا إعلاميي العالم في ضيافة وزارة الاعلام العُمانية ، حيث استضافتنا وزارة الاعلام أنا وزوجتي الاعلامية شادية الزغيّر لمدة خمسة أيام لتغطية انتخابات أعضاء مجلس الشورى للفترة الثامنة بمشاركة ما يقارب 70 صحفياً واعلامياً وممثلي مؤسسات اعلامية دولية من مختلف دول العالم.

تميز آنذاك حضور معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام بالجولة التي قام بها في حفل عشاء أقامته الوزارة عقب افتتاح معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية للمركز الاعلامي الذي أعدّ خصيصاً للإعلاميين والمراسلين الدوليين ، وقد تم تجهيزه بكافة التسهيلات التي تخدم الإعلاميين والصحفيين بمختلف وسائل الإعلام العربية والدولية المقروءة والمسموعة والمرئية .

حيث رحب معالي وزير الاعلام بكافة الزملاء الاعلاميين والصحفيين الذين حضروا من كافة أقطار العالم ، بكلمات ترحيبية عطرة ودماثة خلق ، وجلس معهم و تجول بينهم وهم يتناولون طعام العشاء  في أجواء مفعمة بالمحبة والمودة شاكراً إياهم كلٌّ باسمه على الحضور للمشاركة في العرس الوطني العُماني "انتخابات مجلس الشورى".

رأينا جهوداً ضخمة مبذولة من قبل وزارتي الداخلية والاعلام ، وزخماً اعلامياً دولياً ، ورأينا الدماء الشابة تتدفق في عروق وزارة الاعلام وتعكس الصورة المشرقة للنهضة الشمولية للسلطنة في كافة المجالات وخاصة الاعلام .

إذ أن وزارة الاعلام قد هيأت للإعلاميين الدوليين طاقم عمل متكامل مكون من عدد كبير جداً من موظفي الوزارة في قسم الاعلام الخارجي ، وتم اسكانهم في فندق الانتركونتننتال وهو ذات الفندق الذي استضافت به وزارة الاعلام كافة الاعلاميين من خارج السلطنة ، ليكونوا على تواصل دائم معهم وعلى مدار 24 ساعة واتاحة الفرصة للتعارف وتبادل الخبرات فيما بينهم ، فكان الفندق عبارة عن منتجع سياحي جمعنا بكافة الزملاء من سلطنة عًمان ومختلف دول العالم .

حتى معالي وزير الاعلام وسعادة وكيل وزارة الاعلام ومدير عام الاعلام ومدير الاعلام الخارجي وكافة المسؤولين من كافة الجهات المعنية من وزارتي الداخلية والاعلام سكنوا في نفس الفندق مع الاعلاميين ، وكنا نستطيع التواصل معهم في أي وقت ونتناول وجبات الافطار والغداء والعشاء معهم كل يوم ، عظيمة أنت يا عُمان فالضيف لا يميز من فيك الوزير ومن المواطن ، وذلك أن كلاهما فيه البساطة ودماثة الخلق وطيب المعشر.

ولم استطع بعد عودتي الى بلدي الأردن ، الا أن أتقدم بجزيل الشكر والعرفان لكافة من تعرفت اليهم في السلطنة من أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة ، على رأسهم معالي وزير الداخلية السيد حمود بن فيصل البوسعيدي ، ومعالي وزير الاعلام الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني ، و معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ، وسعادة الشيخ الدكتور علي الجابري وكيل وزارة الاعلام ، وفضيلة الشيخ خالد بن راشد المنوري رئيس اللجنة العليا لانتخابات أعضاء مجلس الشورى للفترة الثامنة ، وسعادة الشيخ مجيد الرواس مدير عام الاعلام ، ومدير الاعلام الخارجي الاستاذ الشاب الوسيم محمد البوسعيدي الذي فاجأنا بنشاطه الغير متوقف ودماثة خلقه حيث كان متواصلا معنا كإعلاميين بشكل دائم حتى في ساعات الليل المتأخرة .

إن الجهود الجبارة للقائمين على استضافة واستقبال الاعلاميين والصحفيين الدوليين تحتم علينا أن نشكر لهم جميل تعاونهم واهتمامهم بنا ، فالشكر موصول لكافة موظفي وزارة الاعلام اللذين قدموا لي وللأخوة الزملاء الاعلاميين كافة الأمور التي سهلت مهامنا الصحفية أثناء التغطية ، واستقبلونا بحفاوة وترحيب بالغين ، بداية من السيد محمود البيماني أخصائي قسم الاعلام الخارجي ، السيد منصور بن خلفان الفوري رئيس قسم المؤتمرات والعلاقات العامة ، السيد شاكر العريمي مدير العلاقات العامة ، السيد درويش البلوشي المسؤول عن حجوزات الفندق ، السيد سالم الحضرمي المسؤول عن النقليات ، السيد سعيد الهاشلي المسؤول عن حجوزات الطيران ، السيد عمر العمراني من قسم الاعلام الخارجي ، السيد عبدالله الصالحي رئيس قسم الصحافة العالمية ، السيد أحمد الحسني مرافق الاعلاميين الدوليين.

كما أتقدم بجزيل الشكر للأستاذة الفاضلة رنا بنت سعيد الريامي أخصائية علاقات عامة في وزارة الاعلام العمانية حيث أهدتني شعار العيد الوطني الجديد ، مبدية شكرها لنا على تواجدنا في السلطنة للتغطية الاعلامية ، وبكل صراحة وجدت من القائمين على ضيافتنا كل ترحيب بأجواء غاية في الدبلوماسية .

ارتديت الشعار ووجدته غاية في الفخامة والجمال ، مما جعلني أتزين به منذ ذلك الوقت ، فعدت للمملكة الأردنية الهاشمية ودخلت المطار وأنا أتزين به شاعراً بالفخر والاعتزاز لما تم تقديمه لنا من كافة الجهات في السلطنة، مما دفعني لتصميم زي خاص تتناسب ألوانه مع ألوان الشعار الذي ارفع رأسي وأنا أضعه على صدري محبة وتقديراً لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد – أعزه الله وحفظ ملكه – ذلك القائد الذي قاد سفينة عُمان بكل حكمة واقتدار.

لقد كانت زيارتنا لسلطنة عُمان حافلة بالذكريات الرائعة التي حملناها معنا للأردن ، فعدنا ونحن نرسم أبهى صورة عن عاصمة عربية مثالية بامتياز ، تمتلك كافة مقومات النهوض بدولة عصرية متحضرة .