اللواء ربحي عرفات يروي مذكرات تُنشر لأول مرة عن حصار أبو عمّار :كيف تم فك الحصار عن المقاطعة وكنيسة المهد ؟

خاص دنيا الوطن
نشر اللواء ركن ربحى عرفات مذكرات تنشر لاول مرة عن حصار الاحتلال الاسرائيلى لابو عمار فى مقر المقاطعة فى رام الله، بالتزامن مع اقتراب الذكرى العاشرة لاستشهاده، وكيف تصرف ورفض كل الاملاءات الاسرائيلية مقابل فك حصاره وفك حصار المقاومين فى كنيسة بيت لحم.
وتررد اللواء عرفات كثيراً قبل نشر تفاصيل المحكمة العسكرية التى تمت برئاسته فى مقر المقاطعة اثناء الحصار، والتى تمت بظروف قاسية وصعبة جداً لا يمكن تحملها.
واستذكر اللواء عرفات لدنيا الوطن حينما زار وزير خارجية امريكيا(كولن باول) مقر المقاطعة بتاريخ 19/4/2002، حيث ابلغ الرئيس ابو عمار انذاك، انه اذا اردت فك الحصار عليكم وعلى محيط المقاطعة لا بد من تسليم كل من فؤاد الشوبكى واحمد سعدات والمتهمين بقتل الوزير الاسرائيلى ( رحبعام زئيفى).
ورد عليه الرئيس الراحل ابو عمار على الفور قائلا" شئ مستحيل ولم نسلم احد لانه لدينا محاكم وسجون فلسطينية ويمكن محاكمتهم اذا كانوا مذنبين"، وخرج حينها وزير الخارجية غاضبا من اللقاء، كما خرج ابو عمار غاضبا ايضاً، فكان المخرج تشكيل محكمة عسكرية برئاسة اللواء ركن ربحى عرفات، ونائبه العميد محمد ابو صلاح، وعضوية النقيب منجد ابو غزال والمدعى العام النقيب سليم المدهون، على ان يكون ممثل الدفاع العميد معاذ يونس.
وصدر القرار بتوقيع الرئيس الراحل ابو عمار يوم 19/4/2002 م، وكان هذا الموضوع حساس جداً، وتمنى اللواء عرفات ان لا يكون رئسياً للمحكمة، التى سيحاكم فيها مناضلين وشرفاء عن الارض والقضية وقاموا بعمل وطنى وبطولى.
واضطر للقبول لسوء الاوضاع اثناء الحصار على مقر المقاطعة، ووجود 480 عسكرى ومدنى واجانب ومتضامنين مع الرئيس ابو عمار داخل مقر المقاطعة، وحياتهم مهددة بالخطر.
ويقول اللواء عرفات لدنيا الوطن" كنت كل ليلة اسهر مع الاخوة المتهمين بقتل الوزير الاسرائيلى، وقلت لهم اننى اعتبر المحاكمة العسكرية نقطة سوداء فى تاريخى العسكرى، لكننا مضطرين لذلك حتى لا يقوم الاسرائيليين باقتحام المقاطعة واخذكم بالقوة بعد هذا الحصار، وكنا نسمع جميعا اطلاق النار والنسف والتدمير فى المقاطعة طوال الوقت، وتمت اشتباكات محدودة مع القوات الاسرائيلية".
وكان اللواء عرفات يلتقى الرئيس ابو عمار نهاية كل ليلة لتداول الامر سوياً، محاولين ايجاد وسيلة بالقانون العسكرى للقضاء الفلسطينى لتحديد المحكومية.
وبتاريخ 28/4/2002 حضرت سيارات امريكية وبريطانية لنقل كل من فؤاد الشوبكى واحمد سعدات والمتهمين بقتل الوزير الاسرائيلى رحبعام زئيفى الى مدينة اريحا، لايداعهم فى سجن اريحا تحت اشراف القوات الامريكية والبريطانية.
وفى نفس الليلة بعد المغادرة بنصف ساعة تقريبا تم فك الحصار حزئيا عن المقاطعة، وفى تاريخ 1/5/2002 تم فك الحصار عن محيط المقاطعة، وصمد بذلك الرئيس الفلسطينيى الراحل بجانب جنوده داخل المقر لايام طويلة،رفض خلالها الاستسلام وتسليم المقاومين.
وأشار اللواء عرفات لدنيا الوطن ان المتهمين بقتل الوزير الاسرائيلى تفهموا المحكمة العسكرية، وكان يعرفون انها مسرحية للخروج من الازمة القائمة انذاك، وكان اللواء عرفات يزورهم داخل السجن، وتم ذلك اكثر من خمس مرات،.
ولكن بعد عام تقريبا من المحاكمة، اجتاحت الدبابات الاسرائيلية مدينة اريحا، وسيطروا على السجن واعتقلوا فؤاد الشوبكى واحمد سعدات، والمتهمين فى قتل الوزير الاسرائيلى، واعادت محاكمتهم داخل سجونها.
وافاد اللواء عرفات لدنيا الوطن انه اثناء اجتياح القوات الاسرائيلية للمقاطعة، تلقى اتصال من الجنرال (بولى) قائد الارتباط الاسرائيلى برتبة عقيد، وطلب منه حرفيا ان يخرج جميع من هم داخل المقاطعة، رافعين اسلحتهم على رؤوسهم، وان يختار الرئيس ابو عمار عشرة افراد للبقاء معه فى المقاطعة.
ورفض حينها اللواء عرفات هذا المطلب بعد ابلاغ الرئيس الراحل ابو عمار فى الاتصال الثانى، وحمل ابو عمار سلاحه وكذلك المرافقين بعدما اعطاهم الامر بالاستعداد، وعندما وصلت هذه الرسالة للعقيد الاسرائيلى بدأ الجنود الاسرائيليون باطلاق النار والقذائف ونسف المقر بشكل كثيف.
حصار كنيسة المهد
وطلب الرئيس ابو عمار من اللواء عرفات الذهاب مع المبعوث الاوروبى لعملية السلام فى المنطقة ميغيل موراتينوس للتفاوض معه حول كنسية المهد فى بيت لحم، وتوجها لفندق الملك داوود بالقدس، والتقيا هناك باثنين من المفاوضين الاسرائيليين واخران امريكيين للتوصل لحل بخصوص المحاصرين داخل الكنسية.
وبدأت المشكلة منذ البداية عندما بدأوا حديثهم بانهم اتفقوا مع الاخ خالد سلام على كثير من الامور حينها، واجابهم اللواء عرفات" الذى يتفاوض معكم الان العميد ربحى عرفات، واذا اردتم استكمال المفاوضات مع الاخ خالد سلام عليكم ان تتصلوا به الان هو متواجد اما فى القاهرة او شرم الشيخ".
وكان وجود اللواء عرفات فى هذه المفاوضات لتحسين الوضع الميدانى للمحاصرين فى كنيسة المهد، ووصل عددهم الى 237 شخصا( بينهم مقاومين وكهنة ورهبان ومدنيين لجأوا للكنيسة خوفا من الة البطش الاسرائيلى، وصمدوا 39 يوميا بدون مياه او كهرباء او طعام او دواء واستشهد منهم سبعة.
وكانت المطالب الاسرائيلية حينها بخروج الجميع ووضع السلاح على باب الكنيسة ورفع ملابسهم فوق الصدر والدخول فى خيمة بيضاء لابعاد 26 منهم الى قطاع غزة، و13 الى دول اوربية، وتم رفض هذه الطلب الاسرائيلى.
وعلى مدار يومين استمرت المفاوضات حول السلاح وكيفية التصرف به، واقترح الجانب الفلسطينى وضع السلاح بصناديق وتسليمها للقنصلية الامريكية، ورفض الجانب لاسرائيلى هذا المقترح، ومع تواجد الامريكان فى المفاوضات، الا انهم لم يتحدثوا بحرف واحد طوال المفاوضات.
وبعد تعذر الامر منهم طلب اللواء عرفات منهم جمع السلاح فى اركان الكنيسة وحرقه بواسطته، وظهر الاستغراب على الجانب الاسرائيلى والامريكى، وانتهى الاجتماع بالفشل.
وعندما غادر المفاوض الفلسطينى المكان لحقه احد المفاوضين الامريكان وطرح عليه جمع السلاح فى صناديق وتسليمها للقنصلية الامريكية، فرد عليه اللواء عرفات" بقالى يومين بتكلم فى هذا الموضوع وانتوا ساكتين"، وتم ابلاغ الرئيس ابو عمار هاتفيا، وابلاغ الاسرائيليين بالموافقة.
وكان تواجد المفاوض الفلسطينى من اجل تحسين الوضع الميدانى هناك،( حسب قول اللواء عرفات)، وليس لهم اى علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالوضع السياسى والابعاد.















نشر اللواء ركن ربحى عرفات مذكرات تنشر لاول مرة عن حصار الاحتلال الاسرائيلى لابو عمار فى مقر المقاطعة فى رام الله، بالتزامن مع اقتراب الذكرى العاشرة لاستشهاده، وكيف تصرف ورفض كل الاملاءات الاسرائيلية مقابل فك حصاره وفك حصار المقاومين فى كنيسة بيت لحم.
وتررد اللواء عرفات كثيراً قبل نشر تفاصيل المحكمة العسكرية التى تمت برئاسته فى مقر المقاطعة اثناء الحصار، والتى تمت بظروف قاسية وصعبة جداً لا يمكن تحملها.
واستذكر اللواء عرفات لدنيا الوطن حينما زار وزير خارجية امريكيا(كولن باول) مقر المقاطعة بتاريخ 19/4/2002، حيث ابلغ الرئيس ابو عمار انذاك، انه اذا اردت فك الحصار عليكم وعلى محيط المقاطعة لا بد من تسليم كل من فؤاد الشوبكى واحمد سعدات والمتهمين بقتل الوزير الاسرائيلى ( رحبعام زئيفى).
ورد عليه الرئيس الراحل ابو عمار على الفور قائلا" شئ مستحيل ولم نسلم احد لانه لدينا محاكم وسجون فلسطينية ويمكن محاكمتهم اذا كانوا مذنبين"، وخرج حينها وزير الخارجية غاضبا من اللقاء، كما خرج ابو عمار غاضبا ايضاً، فكان المخرج تشكيل محكمة عسكرية برئاسة اللواء ركن ربحى عرفات، ونائبه العميد محمد ابو صلاح، وعضوية النقيب منجد ابو غزال والمدعى العام النقيب سليم المدهون، على ان يكون ممثل الدفاع العميد معاذ يونس.
وصدر القرار بتوقيع الرئيس الراحل ابو عمار يوم 19/4/2002 م، وكان هذا الموضوع حساس جداً، وتمنى اللواء عرفات ان لا يكون رئسياً للمحكمة، التى سيحاكم فيها مناضلين وشرفاء عن الارض والقضية وقاموا بعمل وطنى وبطولى.
واضطر للقبول لسوء الاوضاع اثناء الحصار على مقر المقاطعة، ووجود 480 عسكرى ومدنى واجانب ومتضامنين مع الرئيس ابو عمار داخل مقر المقاطعة، وحياتهم مهددة بالخطر.
ويقول اللواء عرفات لدنيا الوطن" كنت كل ليلة اسهر مع الاخوة المتهمين بقتل الوزير الاسرائيلى، وقلت لهم اننى اعتبر المحاكمة العسكرية نقطة سوداء فى تاريخى العسكرى، لكننا مضطرين لذلك حتى لا يقوم الاسرائيليين باقتحام المقاطعة واخذكم بالقوة بعد هذا الحصار، وكنا نسمع جميعا اطلاق النار والنسف والتدمير فى المقاطعة طوال الوقت، وتمت اشتباكات محدودة مع القوات الاسرائيلية".
وكان اللواء عرفات يلتقى الرئيس ابو عمار نهاية كل ليلة لتداول الامر سوياً، محاولين ايجاد وسيلة بالقانون العسكرى للقضاء الفلسطينى لتحديد المحكومية.
وبتاريخ 28/4/2002 حضرت سيارات امريكية وبريطانية لنقل كل من فؤاد الشوبكى واحمد سعدات والمتهمين بقتل الوزير الاسرائيلى رحبعام زئيفى الى مدينة اريحا، لايداعهم فى سجن اريحا تحت اشراف القوات الامريكية والبريطانية.
وفى نفس الليلة بعد المغادرة بنصف ساعة تقريبا تم فك الحصار حزئيا عن المقاطعة، وفى تاريخ 1/5/2002 تم فك الحصار عن محيط المقاطعة، وصمد بذلك الرئيس الفلسطينيى الراحل بجانب جنوده داخل المقر لايام طويلة،رفض خلالها الاستسلام وتسليم المقاومين.
وأشار اللواء عرفات لدنيا الوطن ان المتهمين بقتل الوزير الاسرائيلى تفهموا المحكمة العسكرية، وكان يعرفون انها مسرحية للخروج من الازمة القائمة انذاك، وكان اللواء عرفات يزورهم داخل السجن، وتم ذلك اكثر من خمس مرات،.
ولكن بعد عام تقريبا من المحاكمة، اجتاحت الدبابات الاسرائيلية مدينة اريحا، وسيطروا على السجن واعتقلوا فؤاد الشوبكى واحمد سعدات، والمتهمين فى قتل الوزير الاسرائيلى، واعادت محاكمتهم داخل سجونها.
وافاد اللواء عرفات لدنيا الوطن انه اثناء اجتياح القوات الاسرائيلية للمقاطعة، تلقى اتصال من الجنرال (بولى) قائد الارتباط الاسرائيلى برتبة عقيد، وطلب منه حرفيا ان يخرج جميع من هم داخل المقاطعة، رافعين اسلحتهم على رؤوسهم، وان يختار الرئيس ابو عمار عشرة افراد للبقاء معه فى المقاطعة.
ورفض حينها اللواء عرفات هذا المطلب بعد ابلاغ الرئيس الراحل ابو عمار فى الاتصال الثانى، وحمل ابو عمار سلاحه وكذلك المرافقين بعدما اعطاهم الامر بالاستعداد، وعندما وصلت هذه الرسالة للعقيد الاسرائيلى بدأ الجنود الاسرائيليون باطلاق النار والقذائف ونسف المقر بشكل كثيف.
حصار كنيسة المهد
وطلب الرئيس ابو عمار من اللواء عرفات الذهاب مع المبعوث الاوروبى لعملية السلام فى المنطقة ميغيل موراتينوس للتفاوض معه حول كنسية المهد فى بيت لحم، وتوجها لفندق الملك داوود بالقدس، والتقيا هناك باثنين من المفاوضين الاسرائيليين واخران امريكيين للتوصل لحل بخصوص المحاصرين داخل الكنسية.
وبدأت المشكلة منذ البداية عندما بدأوا حديثهم بانهم اتفقوا مع الاخ خالد سلام على كثير من الامور حينها، واجابهم اللواء عرفات" الذى يتفاوض معكم الان العميد ربحى عرفات، واذا اردتم استكمال المفاوضات مع الاخ خالد سلام عليكم ان تتصلوا به الان هو متواجد اما فى القاهرة او شرم الشيخ".
وكان وجود اللواء عرفات فى هذه المفاوضات لتحسين الوضع الميدانى للمحاصرين فى كنيسة المهد، ووصل عددهم الى 237 شخصا( بينهم مقاومين وكهنة ورهبان ومدنيين لجأوا للكنيسة خوفا من الة البطش الاسرائيلى، وصمدوا 39 يوميا بدون مياه او كهرباء او طعام او دواء واستشهد منهم سبعة.
وكانت المطالب الاسرائيلية حينها بخروج الجميع ووضع السلاح على باب الكنيسة ورفع ملابسهم فوق الصدر والدخول فى خيمة بيضاء لابعاد 26 منهم الى قطاع غزة، و13 الى دول اوربية، وتم رفض هذه الطلب الاسرائيلى.
وعلى مدار يومين استمرت المفاوضات حول السلاح وكيفية التصرف به، واقترح الجانب الفلسطينى وضع السلاح بصناديق وتسليمها للقنصلية الامريكية، ورفض الجانب لاسرائيلى هذا المقترح، ومع تواجد الامريكان فى المفاوضات، الا انهم لم يتحدثوا بحرف واحد طوال المفاوضات.
وبعد تعذر الامر منهم طلب اللواء عرفات منهم جمع السلاح فى اركان الكنيسة وحرقه بواسطته، وظهر الاستغراب على الجانب الاسرائيلى والامريكى، وانتهى الاجتماع بالفشل.
وعندما غادر المفاوض الفلسطينى المكان لحقه احد المفاوضين الامريكان وطرح عليه جمع السلاح فى صناديق وتسليمها للقنصلية الامريكية، فرد عليه اللواء عرفات" بقالى يومين بتكلم فى هذا الموضوع وانتوا ساكتين"، وتم ابلاغ الرئيس ابو عمار هاتفيا، وابلاغ الاسرائيليين بالموافقة.
وكان تواجد المفاوض الفلسطينى من اجل تحسين الوضع الميدانى هناك،( حسب قول اللواء عرفات)، وليس لهم اى علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالوضع السياسى والابعاد.















التعليقات