سباق روسي أمريكي إلى الرقة السورية

سباق روسي أمريكي إلى الرقة السورية
بقلم:عبدالله عيسى
رئيس التحرير

تحولت سوريا الى ساحة لصراع عسكري اقليمي وعربي ودولي تحت عناوين مختلفة وفي النهاية نلاحظ ان النتيجة هي صراع دولي .

وقبل اسابيع تقدمت المعارضة السورية بطلب إلى الإدارة الأمريكية بالتدخل عسكري الحاسم ضد داعش في الرقة السورية وجاءت الموافقة الأمريكية بلا تردد مع إضافة الرمادي العراقية للحملة العسكرية الأمريكية الجديدة .

وهذه الحملة العسكرية الأمريكية تأتي على ما يبدو لسد الطريق على الحملة العسكرية الروسية الجديدة والتي تحثنا عنها في مقال سابق .

فقد كتب حسن الطرزي في موقع "راديو سوا" فقال:" تعاظم الدور الروسي في سورية، كثف التحالف الدولي بقيادة سنالولايات المتحدة غاراته على معاقل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في هذا البلد بعدما تراجعت خلال الشهر الماضي.

 فقد شنت قوات التحالف الدولي 56 غارة خلال الأيام الستة الأولى من الشهر الجاري ركزت على مناطق المعرة والهول والحسكة ودير الزور، بعد ثمانية أيام لم تشهد سوى ثلاث غارات، بحسب مصادر عسكرية أميركية.

هذا التطور يتوافق مع التغيير الذي نحت إليه واشنطن أخيرا في ما يتعلق بالوضع السوري إجمالا وبتدريب مقاتلي المعارضة بشكل خاص. فالبيت الأبيض أكد أواخر الشهر الماضي أن الولايات المتحدة ستنشر 50 عسكريا أميركيا من قوات العمليات الخاصة في سورية.

 وأشار وزير الدفاع الأميركي آش كارتر، في تصريح لشبكة ABC الأميركية السبت الماضي، إلى أن "الباب قد يتسع لأكثر من ذلك من الجنود إذا ما تزايد عدد المقاتلين المستعدين لمواجهة داعش في سورية"، في تصريح يثير المزيد من الدهشة والاستغراب بعدما سبق للبيت الأبيض أن قطع عهودا بأن لا يكون هناك انتشار بري على أي مستوى في سورية.

بل أوضح الرجل أن واشنطن تنشر عددا أكبر من مقاتلاتها الجوية في سورية حاليا، وأن مقاتلي المعارضة حققوا تقدما واضحا في محيط بلدة الهول الشرقية وأبعدوا مقاتلي داعش عن الحدود التركية قرب مارع.

هذه المعلومات أكدها لـ"راديو سوا" مسؤول الشؤون العامة لقيادة قوة المهمات المشتركة الأميركية العقيد كريستوفر غارفر، الذي أشار إلى أن الأسبوع الماضي شهد "تقدما كبيراً حققته قوات المعارضة السورية المعتدلة"، على الطريق الرئيسة بين مدينتي الرقة السورية وسنجار العراقية، التي يستخدمها تنظيم داعش لنقل المسلحين والمعدات من سورية الى العراق.

على الصعيد العملياتي، أوضح غارفر أن "هذا التقدم أتاح قطع الطريق ودفع مسلحي داعش للقتال في اتجاهات مختلفة في الوقت نفسه ما أضعفهم وكشفهم"، على حد تعبيره.

 وشدد على أن المنطقة التي كانت ملاذا آمنا لمسلحي داعش "أضحت منطقة لا يسع مقاتلي التنظيم الشعور فيها بالراحة، ولا استخدامها قاعدة لنقل مسلحين على طول طريق طويلة"، بين الرقة وسنجار والمَوصل وإلى العراق بشكل عام.

وقد تحفظ مسؤول الشؤون العامة لقيادة قوة المهمات المشتركة الأميركية عن تأكيد وصول الجنود الأميركيين إلى سورية، إلا أنه شدد على أنهم تهيأوا وأنهوا الاستعداد لمهمتهم المقبلة في إطار التعاون مع السوريين الذي يقاتلون داعش.

 وأوضح غارفر لـ"راديو سوا" أن تركيز العمليات العسكرية خلال المرحلة القادمة سيكون على الرقة في سورية والرمادي في العراق.

وقد أكد رئيس أركان الجيش العراقي بالوكالة عثمان الغانمي الشق الأخير، حين أكد في تصريح صحافي أن قواته تواصل فرض طوق أمني على مناطق سيطرة داعش في محافظة الأنبار، وشدد على أن مقاتلي التنظيم يواجهون أوقاتا صعبة.

صحيفة واشنطن بوست نقلت أخيرا عن مصادر رفضت الكشف هويتها أن المشكلة التي تؤرق الإدارة الأميركية الآن هي "تراجع أدوار الدول المشاركة في التحالف الدولي"، لا سيما الدول العربية التي تنشغل بالحوثيين في اليمن، في موازاة موقف كندي معلن بتحجيم المشاركة في جهود التحالف واقتصارها على مساعدات ليس بينها المشاركة الجوية".

أي ان الولايات المتحدة الامريكية اتبعت اسلوب روسيا عندما تقدم اليها بطلب التدخل العسكري فتقدت المعارضة السورية بطلب لامريكا للتدخل العسكري في الرقة تحديدا وبهذه الطريقة ستشتعل بسوريا مزيد من الحرائق .

 

التعليقات