المرأة العربية ما زالت تعاني قهر العادات والتقاليد

المرأة العربية ما زالت تعاني قهر العادات والتقاليد
د.ياسر عبدالله
   يعتقد الكثيرون في المجتمعات العربية أنّ المرأة العربيّة أنصفت ،وأنّها تساوت مع الرجل في الحقوق ، ويعتقد أيضا بعضهم أنّها أخذت حقوقها في مختلف المجالات ، فيقول البعض أو يردّد مقولة" أنّ المرأة العربية أصحبت وزيرة،ومهندسة ،وطبيبة...الخ"..

  إنّ المرأة العربية ما زالت تعاني من أمور كثيرة في داخل الأسرة العربية نفسها ، في علاقتها مع أبنائها، أو إخوانها ،أو والديها ، وسلطتها داخل منزلها ، وما زالت تعاني من قسوة الرجل وتحكّمه وحريتها في الصداقة خصوصا مع الجنس الآخر ، وعلاقتها المهنية في العمل ، وما زالت المرأة الزوجة تعاني من وضعها في قفص الأمومة، والمرأة الفتاة في قفص العائلة المحافظة " مفهوم فضفاض غير مفهوم "

    وما زالت المرأة العربية تعاني من عدم مساواتها في سوق العمل مع الرجل ، والمهن الممنوعة والمقبولة ، فهناك نساء في مجتمعاتنا العربية والفلسطيني تعاني من الاضطهاد في سوق العمل، وتعمل بأجور بخيثة  ،فعلى سبيل المثال تجد في فلسطين الفتاة تعمل براتب يتراوح ما بين 400-800 شيكل في القطاع الخاص ولدى أصحاب المهن ( أطباء ، مهندسين ، محامين ) ، هذا بالرغم من أن الحد الأدنى للأجور حسب القانون الفلسطيني (1450 ) شيكل أي ما يعادل 350$ ، إلا أن أرباب المشاغل والمهن ما زالوا يستعبدون المرأة في سوق العمل ولا يوجد أدوات فاعلة للرقابة وتطبيق القانون، ومن المؤسف جدا أن تسمع أن ثلاث محامين أو ثلاث أطباء يتقاسمون راتب فتاة تعمل لديهم سكرتيرة وما يدفعوه لها لا يصل الى نصف الحد الأدنى للأجور ، والحل بسيط لذلك وهو إجبار أولئك مصاصي دماء النساء على تحويل رواتب النساء العاملات الى البنك وتزويد جهات الاختصاص بكشوف سنوية عن ذلك حتى يسمح لهنّ بممارسة مهنهنّ وأعمالهنّ .

     إن الذين يعتقدون أن المرأة العربية أخذت حقّها وتساوت مع الرجل ، لا يعرفون أو يجهلون أنا أولئك النساء اللواتي شغلن مناصب أو تمّ معاملتهن بمساواة مع الرجل نسبتهن لا تتجاوز 10% ، سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص رغم أن القطاع العام نوعا ما هناك عدالة نسبية في الأجور مع الرجل في الوظائف غير أن عدم المساواة في المناصب والترقيات .

    وأيّ مجتمع المرأة لا تكون فيها مثل الرجل في التعامل متساوية معه في الحقوق ، فهو مجتمع يعيش بنصف عقل ونصف قلب وعين واحدة ورئة واحدة؛ لأن المرأة والرجل كما هو الكائن الحي جسم واحد متكامل لكلّ منهما وظائفه وشل عمل أي طرف منهما يعني أن المجتمع ناقص ولذلك لا نستغرب أن العالم يطلق على المجتمعات العربية مجتمعات متخلفة أو نامية .

    وخلاصة القول إنّ المرأة العربية بحاجة إلى دعم الأب والأخ والزوج و المسؤول ، بحاجة إلى دعم القانون لها وإعطاؤها مساحة أكبر لكي تساهم في بناء المجتمع العربي ويكفي أنّها الأم التي تنجب، و تربي و تعلّم ، ولذلك فهي تستحق منا أكثر مما هي فيه الان .