وافقنا على احياء ذكرى استشهاد عرفات بغزة.. مشعل في رده على سؤال دنيا الوطن:لا يحق لحماس الانفراد بقرار الحرب

وافقنا على احياء ذكرى استشهاد عرفات بغزة.. مشعل في رده على سؤال دنيا الوطن:لا يحق لحماس الانفراد بقرار الحرب
رام الله -خاص دنيا الوطن

قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن الانتفاضة الحالية حملت عدة رسائل في طياتها منها الرسالة الأولى والأهم وهي أن الشعب الفلسطيني لن يسمح للاحتلال بتقسيم الأقصى مهما كانت الظروف الإقليمية والمحلية

وأضاف مشعل في لقاء نخبوي نظمته مؤسسة بيت الصحافة مع عدد من الصحفيين والكتاب عبر سكايب اليوم الأربعا في مدينة غزة: "  أن الرسالة الثانية فكانت لأمريكا أن مسكناتها في حل القضية الفلسطينية، لن تجدي نفعا إن كانت المقدسات ستُمس، أما الرسالة الثالثة فكانت للقيادة الفلسطينية فالتحرك عالميا جيد ولكنه لا يكفي في وقف جرائم الاحتلال ولا يملأ الفراغ الذي ينشأ عن جمود جميع المفاوضات الفاشلة منذ البداية .

ودعا مشعل إلى ضرورة المزاوجة بين العمل الميداني المقاوم على الأرض وبين السياسة والدبلوماسية والتحرك الإقليمي والدولي ، وفق إسترتيجية فعالة من قبل السياسيين،مشددا على أن جرائم العدو وبطولات شعبنا أعطت صورة مختلفة، وعكست صورة حقيقة للعالم عن جرائم العدو.

وأشار إلى أن الانتفاضة قالت كلمتها للقيادة الفلسطينية بأنه لا بد من سياسة استراتيجية نضالية وطنية حقيقة قادرة وفاعلة ميدانيا وسياسيا، متابعا: " أقبل الجدل القائم في مصطلحات مايحدث سواء من هبة أو انتفاضة أو موجة من المحللين ولكن لا أقبله من القيادات ، فهي بكل المقاييس انتفاضة تمتلك معظم سمات ومقومات الانتفاضة

وأكد أن ازدحام الاقليم في أزماته الداخلية لا يعني ان فلسطين غابت عن أجندتها، متابعاً "مازالت فلسطين تواجه المستوطنين وتدافع عن المقدسات  الاسلامية"، موضحا أن ما يجري من تحولات على الصعيد الدولي يصنعها الميدان في فلسطين، إضافة الى الجهد السياسي والدبلوماسي والقانوني، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني حاضرا ولا يُحبط بانشغال الاخرين عنه وانصراف القوى العظمى.

وبيّن أن مسؤولية القيادة تتمثل في رسم رؤية مشتركة وأهداف سياسية وطنية محددة لانجاح الانتفاضة، بحيث تتضمن احباط مخطط الاحتلال في تقسيم الاقصى والتخلي عن المشاريع العدوانية، والاتفاق على استراتيجة مشتركة بكل خياراتها تكون ضاغطة على الاحتلال وتحقق اهداف الانتفاضة.

وفي سؤال مراسلة "دنيا الوطن" أنه لماذا حماس لم تتخذ القرار حتى الآن بتنفيذ عمليات استشهادية ؟ وكم تتوقعون أن يكون عمر استمرارية الهبة الحالية؟  

قال مشعل مستنكرا : " هل حماس لديها في جعبتها وتنظر التوقيت ؟!، فأنا أؤمن بالمقاومة بكل خياراتها المسلحة ودون المسلحة ،طالما نحن تحت احتلال فمن حقنا أن نقاوم المحتل "، مستطردا: " لكنني في ذات الوقت أؤمن بأهمية تنسيق الجهود وتشكيل رؤى وبرامج موحدة ثم تقاد ميدانيا بقيادة واحدة لنعظم فعلنا".

وأضاف:" فقد سألني أحدهم هل يحق لحماس أن تنفرد بالحرب قلت له لا يحق لحماس أن تنفرد بقرار الحرب ولا يحق للأخرين أن ينفردو بقرار السياسة ، تعالوا لنشترك بالقرار السياسي والأمني والعسكري لنخرج بجهد موحد"، لافتاإلى أن ذلك نص عليه في وثيقة الوفاق الوطني عام 2006

أما عن عمر الإنتفاضة فقال:" ذلك علمه عند الله فهي قائمة وتغذيها دماء شعبنا ، ويجب أن تستنر للتخلص الحقيقي من الاحتلال والاستيطان".

وأكد مشعل أن الاحتلال الإسرائيلي اعترف بوجود 4 أسرى من جنوده لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة إلا أننا لن نقدم أي معلومات بشكل مجاني له دون الإفراج عن محرري صفقة وفاء الأحرار الماضية.

وأوضح أن حركته معنية بالإفراج عن القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات وغيرهم من الأسرى داخل السجون الإسرائيلية.

وتابع: "قدر الاحتلال أنه عندما حاول وأد الانتفاضة ببعض الخطوات التكتيكية سينجح ولكنه فشل"،لافتا أن إلى أن الإرادة الفلسطينية ستنتصر ولا جدال في ذلك، مثمنا بطولات الشعب الفلسطيني في الانتفاضة، وقال: الضفة انتفضت وغزة تشارك في الهبة وال48تشارك والشتات تتفاعل في الانتفاضة"

وأوضح رئيس المكتب السياسي لـ" حماس" أن مقام حركته في الخارج مؤقت، وإنه لا غنى عن عودتهم لفلسطين، متابعا: " جرائم العدو وبطولات شعبنا أعطت صورة حقيقية للعالم عن جرائمه البشعة ضد شعبنا".

وبين مشعل أن الجميع له دور في صناعة الانتفاضة، وحرب غزة ألهبت الشعور الوطني لأهل الضفة والقدس، ولفت إلى أن انتفاضة الأقصى حررت غزة وانتفاضة اليوم يجب أن نوجه هدفها لتحرير الضفة والقدس.

وقال: "البعض لديه قلق أن الانتفاضة عبء عليه بل هي ضرورة لنا جميعا، ومسئوليتنا القيادية رسم رؤية مشتركة للانتفاضة ولإحباط مخطط الاحتلال بتقسيم الأقصى، مؤكدا أن حركته أجرت عدة لقاءات مع الفصائل في عواصم عربية، معتبرا أن الوحدة الفلسطينية ضرورة في نجاح الانتفاضة.

وطالب بضرورة وقف التنسيق الأمني في الحال قولا وفعلا، مضيفا مشعل: "يجب ألا يزايد أحد على غزة ومقاومتها فهي شريكة من البداية في الهم ولديها جراحها، لافتا إلى أنه لا قيمة لأية لقاءات تستثني أي فصيل، مشددا على أن الإطار القيادي المؤقت هو الحل".

وتابع: " خطونا خطوة كبيرة بعد الحرب وتركنا الحكومة لحل مشاكل غزة ولكن مشاكلها لم تحل، وقلنا للمبعوثين الدوليين مباحثاتنا تقوم على أساسين، أن غزة جزء من الوطن، ولا  دفع أثمان سياسية".

وأكد أنه تم العرض على حركته الذهاب للندن وجنيف "ولكن رفضنا وقلنا حل مشاكل غزة أولا"، مشددا على عدم رفض حركته تسليم المعابر، "ولكن نريد اتفاق شراكة يقوم على لا إحلال أحدا بدل الآخر".

وحول إيران أكد رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" أن حركته معنية بالعلاقة مع إيران "وهناك اتصالات موجودة معها".

وعن زيارة "حماس" لجنوب أفريقيا، قال مشعل: " نتائج زيارتنا لجنوب أفريقيا جيدة ومثمرة، نحن لا نسعى لعلاقات مع الدول على حساب علاقتها مع السلطة في رام الله، ونحن لا نقدم نفسنا كمعارضة، ونحن نقول للدول التي نزورها أن العلاقة معنا ليست بديلاً عن العلاقة مع أي تنظيم فلسطيني".

وفي السياق، جدد تأكيده على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية لانجاح الانتفاضة في تحقيق اهدافها، مبدياً جاهزية حركته لعقد لقاءات تتعلق بذلك.

ودعا رئيس المكتب السياسي، إلى ضرورة عقد لقاءات مع القيادة في الضفة من أجل معالجة الانقسام وتحقيق المصالحة "ونحن جاهزون لها"، موضحا أنه اجرى عدة مبادرات عديدة مع قيادات حركة فتح، وتم خلالها عرض افكار عملية، مضيفاً "لا أرى أي تطبيقا حقيقيا حتى اللحظة".

وأكد رفضه لاستمرار اغراق قطاع غزة في ازماته، مشدداً على ضرورة حل مشكلاتها، دون أن تكون بمنأى عن الضفة، مشيرا إلى أن حركته منفتحة على العالم العربي والدولي بعيدا عن الاحتلال الاسرائيلي "لكن ضمن رؤية حماس".

ودعا إلى ضرورة تطبيق مصالحة وطنية مبنية على قاعدة الشراكة ولا ليس على قاعدة الاحلال والابدال، مشدداً على أنه "لا يحق لحماس أن تنفرد في بقرار الحرب، ولا للآخرين في القرار السياسي".

وجدد تأكيده على عدم تدخل حركته في أي شأن عربي أو دولي أو اسلامي، "ونحترم خصوصية كل دولة".

وفيما يتعلق بمسألة اقامة مهرجان احياء ذكرى للرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات، أكد موافقة حركته على اقامة مهرجانات واحتفالات في قطاع غزة.، قائلا : " الرئيس الفلسطيني الراحل أبوعمار رئيس الكل الفلسطيني وهو ملك للجميع وفعليا نحن نفتقده في تلك الانتفاضة ، وإقامة مهرجان يليق بذكراه واجب وطني".