اتفاقية الكاميرات وحل مقترح : لا تخسروا السعودية

اتفاقية الكاميرات وحل مقترح : لا تخسروا السعودية
كتب غازي مرتجى
تابعني على تويتر @gmortaja
*

اتفاقية الكاميرات التي أثارت جدلاً واسعاً وكان من الواضح عدم إيجابية الموقف الفلسطيني تجاه الاتفاقية الثنائية (الأردنية - الإسرائيلية) برعاية جون كيري .. وزير الخارجية المالكي تحدّث الى اذاعة رسمية فترجمت تصريحاته لخبر مكتوب فنُشر الخبر ووصل الأردن فغضبت المملكة .. فتراجع الوزير واستغرب تحريف تصريحاته .

لم تغضب السلطة والقيادة الفلسطينية لأسباب تتعلق بالاتفاقية ذاتها على الرغم من تصريحات "المالكي" وعدد من المقربين من القيادة , لكن الاحتجاج الرئيسي لعدم إبلاغ القيادة والسلطة بالاتفاقية المذكورة والبدء بتطبيقها ووضع خطط مشتركة لتنفيذها .

أعتقد أن زوبعة "الكاميرات" انتهت وأجهض نتنياهو الاتفاقية قبل البدء بتطبيق بنودها لأنه توقّع أن يُمرّر مخططاته على المملكة وفي المقابل تعمل الأخيرة على حفظ أرواح المصلّين وتحصين المقدسات ونقل صور المسجد الأقصى مباشرةً الى العالم .. 

قناتان فضائيتان تنقلان بثاً مباشراً من الحرمين "المكّي والنبوي" على مدار الساعة .. وهذه الصور المباشرة تُعطي دفئاً على قلوب الزائرين والمشاهدين .. لماذا لا يتم التوافق على حجز مساحة فضائية لنقل الصلوات من داخل المسجد الأقصى على الهواء مباشرة .. ومن يتجاوز دوماً هم "المستوطنون" فستكون عنجهيتهم وعربدتهم موثقة على الهواء مباشرة ..

**

منذ الخلاف الشهير الذي اشتعل بعد تصريحات نشرتها الصحافة الأردنية على لسان جبريل رجوب عضو مركزية فتح ورئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني وعلى الرغم من "مصالحة" قادها الفنان محمد عساف والشاب محمد زملط إلا أنّ الحساسيات التي أنتجتها مرحلة العراك الاعلامي والنقد شديد اللهجة لم تُصفّ القلوب الورمانة ..

أن نخسر المملكة العربية السعودية لأجل لعبة كرة قدم ليس فيها من الذكاء السياسي شيئاً على الرغم من قناعتي والتي أُطالب بها دوماً أن تصبح القدس والمسجد الأقصى محط زيارة كافة المسلمين من كافة أرجاء المعمورة حتى لو تحت رحمة التصريح الاسرائيلي .

يجب أن نُفكّر جدياً بالسلبيات التي بدأت بالظهور فور إعلان الموقف الفلسطيني الرافض لطلب السعودية نقل الملعب البيتي , فتصريحات الوليد بن طلال المثيرة للجدل ستتكرر بنفس اللهجة أو أخف وطأة أو أشد حتى .. 

كرة القدم في المملكة تأتي في أولى اهتمامات المواطنين السعوديين بكافة توجهاتهم وقناعاتهم , والفلسفة "الإسلامية" و "البدوية" لا تزال تحكم المملكة فبعد وعودات الرئيس أبو مازن للملك سلمان وإرساله لوفد برئاسة وزير الخارجية مع عدد من الرياضيين الى المملكة لابلاغهم بالموقف الفلسطيني الموافق على نقل المباراة والاعتذار للمملكة عن تصريحات أثيرت ضدها , عاد رئيس اتحاد كرة القدم ليُعلن أنه غير موافق على نقل المباراة .. فبحكم "الجلسات العربية" يُعتبر ما تم تسفيه لقرار الرئيس أبو مازن وعدم التزام بعهده الذي قطعه للملك سلمان الذي لم يترك شيئاً إلاّ وقدمه لفلسطين .

السعودية بثقلها الإسلامي والإقليمي لن تسمح لنفسها أن تُصبح "مضغة" في اللسان الإيراني , وعلينا أن نسأل رئيس اتحاد كرة القدم ماذا إن كان الفريق المقابل لفلسطين هو "إيران" ؟

لا تخسروا المملكة فلكل بلد خصوصية ونحن كفلسطينيون نحتاج كل جهد مؤيد وداعم ولم نراهن يوماً على المملكة وخسرنا .. فلا تجعلوا رهاناتنا القادمة تخسر ..

في النهاية يجب العمل باتجاهات دينية , سياسية , اقتصادية وسياحية أيضاً نحو تشجيع المسلمين في كافة أماكن تواجدهم على زيارة المسجد الأقصى .. يجب ان تبدأ الديبلوماسية الفلسطينية بحملة تشجيع وتجهيز رحلات جماعية لزيارة القدس بدلاً من حالة اللبس الحاصلة حالياً حول زيارة المسجد بداعي ضرورة الحصول على الموافقة الاسرائيلية .. علماً أن المملكة الأردنية الهاشمية وبتعاون مع القيادة الفلسطينية تستطيعان التأثير على الاجراءات الاسرائيلية والحصول على تسهيلات بما يخص السُياح المسلمين ..

***

جميلٌ النقاش الفتحاوي الداخلي والتباين الإيجابي في الرأي , فكل حركة فتح تعتبر ان ما يجري بمثابة "هبّة جماهيرية" ستأخذ وقتها وتنتهي , وهو الأمر الذي أثار حفيظة حماس وخلق انقساماً من نوع جديد بين أطراف الانقسام ليخرج عضو الخلية الأولى في حركة فتح نبيل شعث ويرفض تسميتها بالهبّة ويؤكد انها انتفاضة ..

****

استمعت إلى رائعة من روائع الفنانة "فايا يونان" تصف فيها حب الوطن  .. في مقطع رائع من الأغنية تقول :"وصاح الشهيد .. سلامٌ سلامٌ على من صمد .." , نعم فمن يستشهد اليوم لا ينتهي الأمر هنا .. بل تُلاحق طائرات الاحتلال منزله وتهدم جرافاته غرفة نومه وتعتقل عائلته .. فالشهيد الفلسطيني يستشهد عشرات المرات في الوقت ذاته ..

رحم الله شهداء فلسطين وأعان الله عائلاتهم على عنجهية وجرائم الاحتلال المستمرة بحقهم .

التعليقات