منفذ عملية الطعن "معتز قاسم" يروي القدس من دماء غزة : حكاية عائلته الغزيّة وكيف غادرت إلى القدس ؟

منفذ عملية الطعن "معتز قاسم" يروي القدس من دماء غزة : حكاية عائلته الغزيّة وكيف غادرت إلى القدس ؟
رام الله - خاص دنيا الوطن

شاء القدر قبل 15 عاما ان يرحل المواطن عطالله قاسم"55 عاما" من مدينة رفح جنوب قطاع غزة الى مدينة القدس عاصمة دولة فلسطين، لينشئ مزرعة دواجن كمشروع تجارى هناك بعد خسارته الفادحة فى مزرعته سابقاً فى رفح.

رحل الاب من رفح حاملاً متاعه وابنائه السبعة تاركاً خلفه اخوانه واقاربه واحبابه، ليتمكن من انجاح مشروعه من جديد فى القدس وتسديد المبالغ المستحقة عليه لاصدقائه والتجار، بعد تحفيز اخواله المقيمين بالقدس للجوء اليها والاقامة فيها.

معتز قاسم " 22 عاما" واحد من الابناء السبعة المقيمين بكنف والده فى منزلهم المستأجر فى القدس، ترعرع فى ازقتها الجميلة وتعلم فى مدارسها وزار القدس كثيراً، حتى منذ طفولته حاول الهجوم على جندى اسرائيلى يتجول داخل الاقصى معترضا على وجوده داخل اقصانا.

معتز الشاب المحبوب بين الجميع والاكثر محبة لدى اخوانه الثلاثة المعاقين نتيجة الشلل الدماغى، توجه لسوق العمل بعد الانتهاء من الثانوية العامة، وعمل فى شركة سنيورة لصناعة المرتديلا.

وفى اليوم الذى اختار فيه معتز  وقرر ان يدافع عن الاقصى ويرتقى شهيداً الى العلا، غادر عمله داخل المصنع ليسجل له دوام جزئى، وطلب من اصدقائه فى المصنع  قبل المغادرة ان يسامحوه جميعا، وحينما سألوه عن هذا الطلب المفأجئ، اجابهم بأن هذه رغبته، وانطلق ليودع امه فى المدرسة الخاصة التى تعمل فيها" حسبما قال والده".

واضاف لدنيا الوطن" بعد مغادرة ابنى للمصنع عاد للبيت والتقيته على درج المنزل،  وحينما سألته عن سبب عودته مبكراً للمنزل، تهرب من الاجابة  حتى لا يضعف امامى ودخل المنزل قليلًا، وتوجه بعدها ليسلم على والدته، ولم تشعر والدته باى شئ، غادر بعدها لمسرح العملية والانتقام".

مر هذا اليوم سريعا على معتز مودعاً لاهله واحبائه لينتقم للعربدة الاسرائيلية على القدس ودفاعا عنها، ليروى هذه المرة ارض القدس بدماء غزة.، بعدما تابع  الظروف السياسية للقضية الفلسطينية ،والاجتماعية المغلقة فى وجه اسرته هناك، وزيادة معاناة الشعب الفلسطينى، فكان الانتقام والثأر.

استل سكينه وتوجه  لنقطة تجمع جنود الاحتلال الاسرائيلى، وهجم قبل يومين فى ساعات العصر على مجندة اسرائيلية وطعنها عدة طعنات، ولاحق جندى اخر محاولا طعنه امام الثكنة العسكرية، الا ان رصاص احدى المجندات اخترق جسده بعشرات الرصاصات لتصعد روحه الى السماء،   بعيدا عن عائلته فى قطاع غزة واسرته فى القدس.

ويتابع والده لدنيا الوطن" انهالت الاتصالات علينا تبلغنا بالخبر بالاضافة لبلاغ الارتباط باستشهاده، والحمدلله ان الهمنا الله الصبر والسلوان، على الرغم من استغرابى من شعور وصبر اهالى الشهداء على التلفاز سابقا، وها انا اليوم اعيش نفس الاحساس".

ولم يتم تسليم الشهيد لذويه ولم يسمحوا لهم بالقاء نظرة الوداع عليه داخل المستشفى، كما الكثير من الشهداء الذين اعلنت اسرائيل عنهم سيدفنوا فى مقبرة الارقام، وما زالت المجندة المصابة فى حال موت سريرى فى المستشفيات الاسرائيلية.

واشار والد الشهيد ان الاحتلال الاسرائيلى اعتقل ابنائه، وحاول فى ليلة تنفيذ معتز للعملية دخول العيزرية واقتحام منزله، الا ان سكان الحى وجيرانه تصدوا لعملية الاقتحام، وقد تم افتتاح بيت عزاء للشهيد فى العيزرية ورفح.

وتمنى قاسم الذى يعمل فى مجال صيانة الحاسوب، ان يعود واسرته الى قطاع غزة، رغم المحاولات الفاشلة بعودته لحصوله على رفض امنى من الاحتلال الاسرائيلى، وسيعمل فى الايام المقبلة على اعادة تقديم طلبات جديدة ليعود لغزة، ويعيش حياته بين اهله ورفاقه واحبابه.