غباء نتنياهو : من يتحكّم في الهبة الشعبية ؟ كيف ومتى ستتحوّل الى انتفاضة ؟

غباء نتنياهو : من يتحكّم في الهبة الشعبية ؟ كيف ومتى ستتحوّل الى انتفاضة ؟
كتب غازي مرتجى  
تابعني على تويتر @gmortaja

*
عاصفة من التصريحات والتأويلات سبّبتها تصريحات نتنياهو الغريبة والشاذة بادعّائه أنّ الحاج أمين الحسيني هو من أقنع هتلر بضرورة إحراق اليهود في الهولوكوست , وبعيداً عن حساسية الخوض في الهولوكوست نفسه فإنّ قذارة نتنياهو باتت جليّة وواضحة فهو يُريد القذف والفتك بـ"الفلسطينيين" بشتى الطرق .. ويبدو أن الديبلوماسية الفلسطينية والرواية الرسمية التي تُحاكي العالم بلغته أغلقت الأبواب أمام نتنياهو ليهرب إلى الخلف سنوات لاتهامنا بالمسؤولية عن المحرقة التي تُثير شفقة العالم وتستخدمها "الصهيونية" منذ الأزل .

رئيس الحكومة الاسرائيلية الأكثر تطرفاً معروف بغبائه وجُبنه وانعدام توازنه في المعارك الكُبرى ويوصف في الداخل بأنه السياسي الوحيد الذي تبوّأ كل تلك المناصب بتاريخ شقيقه الذي قُتل في عملية نفذتها جبهة التحرير في ثمانينيات القرن الماضي .

باعتقادي أنّ "شذوذ" نتنياهو لن يتوقف فسماحه بزيادة عمليات الاستيطان وقراراته بالاعدام الميداني للشبان الفلسطينيين وهدم المنازل وغيرها من الممارسات المتطرفة اليومية لن تكون سوى المسمار الأول في نعش حكومته , وعند هدوء "العاصفة" الحالية ستتفكك التحالفات اليمينية المتطرفة القائمة وتسقط حكومته.

**

لم يتوقف غباء نتنياهو عند اتهام الحاج الحسيني بحدث تاريخي يُمكن وصفه بأنّه السبب الرئيسي الذي روجّته الصهيونية لإقناع العالم بضرورة اقامة دولة اسرائيل بل قام باتهام الرئيس أبو مازن بأنه داعش ..   فاستفزّ الأخير الذي ردّ عليه بكلام "من تحت الطاولة" مُلمحاً إلى ان بعض "داعش" متواجدين في اسرائيل وبأماكن معروفة !

كلام بهذه الخطورة  يجب أن تُشكّل له لجان تحقيق عالمية كونه يصدر من رئيس دولة بحجم "أبو مازن" و"هدوء ورزان وتاريخ" الرئيس أبو مازن يمنعه من القاء أي تُهمة جزافاً بل وفقا لمعلومات مؤكدة بحوزته وعندما يتحدث بهذه المعلومات امام الأمين العام للأمم المتحدة فهي رسالة لا بُدّ أن يفهمها العالم بأن الخيارات الفلسطينية لم تنته حتى اللحظة .

***

يتساءل الجميع .. إلى أين ؟ هل ستتطور الهبّة الشعبية الى انتفاضة على غرار الأولى والثانية .. وأين غزة من ذلك ؟

الهبّة الشعبية الحالية أوصلت رسالتها على ما يُرام ومقياس الصعود والهبوط في شدتّها تُحدده الاجراءات الاسرائيلية على الأرض من جهة والتحشيد الفصائلي والاعلامي من جهة أخرى .. حتى اللحظة يُمكن القول أن النهاية مفتوحة وغير معروفة نظراً لعدم وجود قيادة فعلية للهبّة الحالية فمن تحرّك وانتقم للشهداء والاقصى لم يُكلفه تنظيم أو جهة حزبية وإنما كان قراراً ذاتياً وهو الأمر الذي يجعل من تحديد النهاية للمرحلة الحالية صعب للغاية .

المحدد الأكثر أهمية من ذلك هو الموافقة الضمنية (غير الصريحة حتى اللحظة) من السلطة الفلسطينية والقيادة الفلسطينية على استمرار الهبّة بل وتصعيدها في بعض الفترات , وبيان مركزية فتح (مساء الاربعاء)  يُوحي بذلك في سطوره الداخلية واصابة نجل اللواء ماجد فرج في تظاهرات على مدخل مدينة البيرة يؤكد أن قراراً داخلياً قيادياً صدر بضرورة تصعيد الهبّة الجماهيرية لكن بحسابات دقيقة حتى لا تنفلت الأمور كما الانتفاضة الثانية .

لكن وفي ظل هذه الحالة من عدم المركزية فإنّ الهبة الجماهيرية والتفاعل الشعبي معها لن يستمر في أوجه الحالي لفترة أبعد من ذلك .. قد تنتهي وقد تستمر بشكل متقطع .. لكن الاحتمال الذي تسعى له فصائل المعارضة كحماس والجهاد والشعبية .. هو خوض غمار انتفاضة ثالثة جديدة يكون مركزها الضفة الفلسطينية .

في هذه الحالة التي يتم التفكير بها من قبل حركتي حماس والجهاد وتهديد الأخيرة في فيديو حمل عنوان "بيان رقم 1" بعودة العمليات التفجيرية ومطالبة القيادي في حماس محمود الزهار بعسكرة الانتفاضة يُمكن القول أنّ المحدد الرئيسي لانتقال الهبّة الجماهيرية الى انتفاضة عسكرية ستكون مسؤولة عنه الفصائل , فعودة العمليات التفجيرية داخل اسرائيل او تنفيذ عمليات عسكرية ضخمة سواء في المستوطنات المحاذية للضفة او غزة أو حتى في داخل اسرائيل عندها يُمكن الحديث عن تولّي الفصائل زمام الأمر .

المحاذير في عودة العمليات التفجيرية وحتى العسكرية بطرق مختلفة كبيرة , فإسرائيل تعتبر الثقل والمركز للتنظيمات كلها في قطاع غزة فهي اضافة الى ردها "العنيف" في الضفة ستنقل مركز الهجوم إلى غزة , كما حدث في عملية خطف المستوطنين الثلاثة في الخليل العام المنصرم .

حتى اللحظة يُمكن القول أنّ حركتي حماس والجهاد لم تتخذّا القرار النهائي للتصعيد وباعتقادي أنّ القرار سيُتخذ في حال شعر المراقبون بأنّ الهبة الجماهيرية السلمية الحالية تتهاوي وتترنح نحو التوقف والانتهاء , عندها ستحمل الفصائل لواء التصعيد من جديد 

التعليقات