د.نهلة عيسى :المعارضة الداخلية ليست صاحبة قرار.. ومن عارض النظام كان معارضاً للوطن أيضاً

رام الله - دنيا الوطن
وصفت الدكتورة في كلية الإعلام بجامعة دمشق نهلة عيسى زيارة الرئيس الأسد إلى روسيا بأنها تأكيد على كونه الرئيس الشرعي للبلاد وصاحب القرار فيها، إضافة لدلالتها على اطمئنانه تجاه شعبه، وعلى قرب نهاية الحرب فيما يتعلق بالشق العسكري الأخطر فيها.

وقالت عيسى لإذاعة ميلودي اف ام، وخلال لقائها ضمن برنامج "إيد بإيد"، "الزيارة إلى موسكو فيها تأكيد أن عدم خروجه من سورية ليس خوفا، بل تأكيد أنه لن يغادر سورية والشعب السوري، في حين يطالب الطرف الآخر بمغادرته للبلاد، ولهذه الزيارة إعلاميا صدى كبير، وصفعة كبيرة لكل التحالف الغربي بمقدمته أمريكا، إضافة للتأكيد على أنه رئيس شرعي للبلاد وصاحب القرار فيها، ونفي لأي شك بعدم التفاف شعبه أو حكومه حوله، ناهيك عن رسالة أخرى تحملها الزيارة، فيها تأكيد أن الحرب ربما قاربت على نهاياتها فيما يتعلق بالشق العسكري الأخطر منها، أي القضاء على الجسم الرئيسي الإرهابي".

واعتبرت عيسى أن "من جلس على طاولتي جنيف وموسكو ليسوا أصحاب قرار، وهذا ليس فقط وصفاً للمعارضة الخارجية، فحتى المعارضة الداخلية ليست صاحبة قرار، والدول الغربية لديها أدوات قادرة على تعطيل الحوار، لكن بات لدى الجميع قناعة بأنه لا يمكن إيجاد حل سياسي إلا بعد إنجاز القسط الأكبر من القضاء على التنظيمات الإرهابية، وهو مرهون بإعلان وزارة الدفاع السورية تحرير مدن كبرى في سورية من الإرهاب"، لافتة إلى انه تم وضع الخطوط العريضة لإعادة الإعمار بدليل عودة أهالي عدة أماكن لمنازلهم، وذلك تم بالتشاور مع الدول الحليفة مثل روسيا وايران والصين.

فيما تعتبر عيسى أن "من يتحدث عن معارضته للنظام كان في الحقيقة معارضاً للوطن، لأنه على مدار الأزمة ساهم بتدمير سورية وشعبها، ودفع الكثير ليصل إلى منصب، فشخصن المسألة وجعل الحرب التي راح ضحيتها آلاف الأبرياء، قضية مرتبطة ببقاء الرئيس أومغادرته".

وحول التدخل العسكري الروسي، أوضحت عيسى أن "روسيا لم تتدخل عسكريا وسياسيا للدفاع فقط عن الدولة السورية، فالعلاقات تاريخية بين البلدين، خاصة إذا ما علمنا أن سورية نافذة روسيا على البحر المتوسط، والخط الأخير في الدفاع عن أمنها القومي، ومداها الاستراتيجي، فضلاً عن اكتشاف مخزون غاز طبيعي كبير وحقول نفط على الساحل السوري، منذ عام 2009، وخبرة روسيا في هذا المجال وطبيعة العلاقة مع سورية، تجعلها المرشح الأبرز للمشاركة بإعادة الإعمار".

ونوهت عيسى إلى أن ملف الغاز ربما كان واحداً من أسباب شن الحرب على سورية، خاصة الدعم القطري للإرهاب بجوهره بسبب الغاز".

وكشفت عيسى أن تقارير صحفية تناقلت وجود اتفاق سري روسي اسرائيلي، بحيث تتولى روسيا توجيه الضربات بطيرانها الحديث للمجموعات الإرهابية، دون أن تمتلك سورية هذه الطائرات، لذا أعتقد أن روسيا لن تعطي سورية أي من طائراتها المقاتلة الحديثة والتي تستعملها في حربها الحالية.

أما عن دور الإعلام السوري وتقييمه، قالت عيسى "الحديث عن قدرة الإعلام السوري التصدي للإعلام الخليجي غير دقيق، فلم تجر أي دراسات واقعية تبين حقيقة هذا القول، فإعلامنا حاول وما زال يحاول، لكنه لم يتصد لأحد، بدليل فقدان جزء كبير من الشعب، بل ساهم بشق الصف الوطني لأنه لم يكن لدينا وسائل لرد الهجمة، والسبب البنية المؤسساتية، فالإعلام واحد من أكثر المؤسسات التي تتدخل بها عشرات الجهات الوصائية، وتنحتاج لبنية تشريعية قانونية سليمة، ترسي لإعلام معاصر، فالبنية الحالية ملتبسة لحد كبير، خاصة مع وجود مجلس وطني للإعلام ووزارة إعلام، وهذا فيه تضارب للصلاحيات، ثانياً لابد من قرار اعلامي مستقل دون أي جهة وصائية سوى ميثاق الشرف الإعلامي والمجلس الوطني، في حال كان من سيبقى، إضافة للحاجة لإاعادة تدريب الكوادر، وجعل العمل تنافسي بفتح المجال لعشرات القنوات الإعلامية، فضلاً عن توفير تعليم أكاديمي إعلامي يتواكب مع عصر الفضاء".

التعليقات