فلسطين و الجزائر .. رصاصتان في بندقية واحدة

فلسطين و الجزائر .. رصاصتان في بندقية واحدة
كتبت : شذى "أحمد رأفت" غضية

بعد جغرافي، و اختلاف ثقافي، و اندماج في القضية و الحب و المقاومة، جمعهما المليون شهيد، و فرقتهما حدود وجواز سفر، هما قلبين بجسد مرٍّ واحد، فتجد العلمين يرفرفان سويا في الوقت الذي تسقط فيه كل الاعلام، هي شق التوأم لفلسطين و القلب البعيد النابض بكل ايات النضال، قالها القائد ابو عمار يوما "  الجزائر لا تحتاج لكتابة التاريخ فالتاريخ هو الذي كتبها من أحرف من ذهب نقشت في جميع الشعوب المحتلة ".

إنها الجزائر التي ناضلت من أجل الحرية والاستقلال وقدمت الشهداء والجرحى والتي عانى شعبها من ويلات الاستعمار فخاضت الثورة وتنقل مجاهديها الأبطال واستبسلوا بالدفاع عن حقوقهم حتى نالوا الاستقلال ورسموا معالم الانتصار في أعظم ثورة عرفها التاريخ العربي هي ثورة الجزائر .

الجزائر التي تتخذ اليوم طريقا نحو التنمية والاستقرار وتنطلق بقوة لتعزيز الأمن الاقتصادي والانفتاح الديمقراطي والتنمية بخطوات واثقة نحو المستقبل والتطور والنهوض لترسم ملامح مشرقة في تاريخ عربي أصيل .

رأى الفلسطينيون في الجزائر مثلا يُقتدى به منذ نَيْل الجزائر لاستقلالها من فرنسا عام 1962، حيث نظر الشعب الفلسطيني إلى حرب الاستقلال الجزائرية -التي استمرت منذ عام 1954 حتى 1962- على أنها نموذج يُقتدى به ويُتَعلَّم منه في صراعه لنيل استقلاله، فكانت الجزائر من اوائل الدول التى تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية فتم افتتاح اول مكتب للمنظمة عام 1965، وعيّن سعيد السبع  كاول مدير لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية بعد انتصار الثورة الجزائرية، حتى ان اعلان الاستقلال الفلسطيني في 15 نوفمبر كان في الجزائر الشقيق.

و حين ترى العلم الفلسطيني يعجّ ملعب كرة القدم الجزائري، فلا نستغرب ابدا حين نرى الشباب الفلسطيني المقاوم يرفع علم الجزائر خلال المواجهات اليومية بينهم وبين الاحتلال الاسرائيلي عند نقاط التماس.

وخلال عمل استفتاء الكتروني عشوائي حول سبب الحب الفلسطيني الجزائري، يقول مؤمن خير الدين من قطاع غزة " الجزائر البلد الوحيد الذي يقف دائما مع الشعب الفلسطيني ، بلد المليون شهيد عانى تحت الظلم والاحتلال الفرنسي لمدة طويلة ، ويعي جديدا كيف تكون أوضاع البلدان المحتلة ،الجزائر بلد عظيم بشعبه وحكومته " ، ويؤيده احمد الزيناتي بقوله " الشعب الجزائري شعب حر، ودائما يدعمنا ضد الاحتلال، الشعب الجزائري بكل فرصة تسنح له يبرز مظاهر الدعم حين تبرعوا بمكافئآتهم للفلسطينيين خلال كأس العالم " و اضاف زيناتي " اهل الجزائر طيبون جدا، حتى ان معاملاتهم للشعب الفلسطيني من حيث الامتيازات لا نجدها بأي دولة اخرى ".

بعد اتفاقيات أوسلو عام 1993 استمرت الجزائر في دعمها للقضية الفلسطينية بشكل كبير، كما أنها أيّدت أيضا مبادرة السلام العربية عام 2002، انتهج كل من الرئيسين الجزائريين اليمين زروال وعبدالعزيز بوتفليقة سياسة التوازن والاعتدال في دعم القضية الفلسطينية والعمل مع الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى لايجاد حل سلمي في الشرق الأوسط.

كريمة وهي جزائرية الاصل تقول " ان حب الجزائر للفلسطينيين هو حب بالفطرة، و لاننا اكثر دولة عانت ويلات الاستعمار، نحن اكثر شعب يكره الكيان الصهيوني، انعتنا بكل الصفات لكن حذاري ان تقول لجزائري انت يهودي، ستقوم قيامتك ولو من باب المزحة، و تضيف " اسألوا خبراء الكيان الاستراتجي ماذا يقولوا عن الجزائر، لطالما رفع الجزائريون علم فلسطين في افراحهم وفي المحافل الدولية "، ويؤيدها وليد وهو جزائري ايضا بقوله "  يرفع الشباب الفلسطيني العلم الجزائري لانهم يعرفون انهم سينتصرون مهما طال الزمن كما انتصرت الجزائر ولو بعد 132 سنة، يرفعون علم الذي ضحى من اجله مليون ونصف مليون شهيد ليقولوا للعالم أجمع أنهم مستعدون لان يدفعوا ضريبة الحرية اضعاف ذلك، ويرفعون العلم الجزائري لأنهم يعرفون ان " نحن مع فلسطين ظالمة او مظلومة " ليس شعار اطلقه الراحل هواري بومدين فقط ، بل سياسة شعب ودولة مجسدة على ارض الواقع ولانهم يعرفون ان الفلسطيني في الجزائر هو صاحب الدار و احنا ضيوف عنده".

اما محمد البحروري وهو مصري الجنسية يقول " التعاطف الجزائري الفلسطيني كان فقط على مواقع التواصل الأجتماعي تم الرد عليه برفع علم الجزائر في مواجهات القدس،  حالة فردية يمثله شاب ثم تم تعميمه بشكل أكبر ، ولا يوجد شئ ملموس قدمته أي دولة عربية أو شعب عربي لفلسطين ".

و تقول سماح حمزة، وهي فلسطينية الاصل تعيش في بيروت " اسأل نفسي هذا السؤال كثيرا، فأجد ان الموضوع عاطفي بحت، أي ان المعاناة واحدة، و الاحساس واحد، وهم الشعب الوحيد الذي يذكرنا بكافة مناسباته، ومظاهر التعاطف واضحة بشكل كبير مقارنة بالدول العربية الاخرى ".

ساجد كتانة من مدينة نابلس يشجع رفع جميع الاعلام العربية فيقول "لا تربطنا مع الجزائر اي مصلحة عابرة، ما يجمعنا ويربطنا بهم صدقهم بالقول والفعل والتعبير، شعور الاخوة والتضامن بين الجزائر وفلسطين يتنامى يوما بعد يوم، هم سبقونا برفع العلم الفلسطيني ونحن يشرفنا ان يكون علم الجزائر رمزا للثورة، لما له من قدسية الثورة والتضحية، ولان الشعور متبادل تبقى الشعوب متصالحة والحكومات مصالح، ولا مانع من رفع جميع الاعلام العربية، بل و اؤيد ذلك بشدة".